ملف إدلب... بين طهران ومجلس الأمن الدولي

ملف إدلب... بين طهران ومجلس الأمن الدولي

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٧ سبتمبر ٢٠١٨

لم تصل المحاولات التركية الحثيثة حتى الآن لحلّ «هيئة تحرير الشام» وصهر عناصرها ضمن الفصائل المرضيّ عنها دولياً، إلى نتيجة مفصلية من شأنها وقف العملية العسكرية المرتقبة في إدلب، على رغم المدة الطويلة التي أتيحت لها للعمل على إنجاح هذا السيناريو. اليوم، في ختام هذا المسار، الذي ترافق مع مشاورات مكثفة بين «ثلاثي أستانا» ومختلف الدول المعنية بالملف السوري، تنطلق «قمة طهران» التي تجمع رؤساء تركيا وإيران وروسيا، لتضع النقاط النهائية على التفاهمات التي ستترجم في ميدان إدلب. 
سترسم حصيلة المشاورات الخط العام لمجريات الأحداث هناك، خلال الفترة المقبلة. لكن جميع التصريحات تؤكد أن التحرك العسكري بات أمراً محسوماً، ولكن النقاش يدور الآن حول حجمه وموقعه وطبيعة أهدافه. هذا التوجه حضر في حديث نقلته صحيفة «كوميرسانت» الروسية عن مصدر ديبلوماسي - عسكري روسي رفيع، مفاده أن «تفاصيل العملية العسكرية يفترض إقرارها في قمة طهران»، وأن الغارات الروسية الأخيرة لم تكن بداية التحرك، ولكنها جاءت رداً على انتهاكات وهجمات استهدفت قاعدة حميميم الجوية. تلك الغارات لقيت إدانة من الجانب التركي الذي يرى أن «تصفية الجماعات المتطرفة يجب أن يتم عبر بناء استراتيجية موحدة» مع روسيا وإيران، وليس عبر عملية واسعة قد تسبب موجة نزوح ضخمة باتجاه الداخل التركي. وتركز تصريحات المسؤولين الأتراك على أن عناصر تلك الجماعات الإرهابية قد يجدون طريقهم إلى تركيا وأوروبا وغيرهما.
التلميح التركي إلى حساسية نتائج العمليات العسكرية في إدلب، بالنسبة إلى الدول الغربية، يصب في خانة التحشيد الواسع الذي تقوده الولايات المتحدة ضد تحالف سوريا - روسيا - إيران، في محاولة للتأثير في مسار عملياته المرتقبة. إذ تترأس الولايات المتحدة جلسة اليوم لمجلس الأمن، لنقاش آخر التطورات في ملف إدلب، وسط تكرار التحذيرات الغربية من أن أي استخدام للأسلحة الكيميائية سوف يلقى «رداً سريعاً». 
وتطور الموقف الأميركي من التحذير في شأن الأسلحة الكيميائية إلى الحديث عن «إتاحة الفرصة أمام العملية السياسية» التي تقودها الأمم المتحدة. وهذا يترك المجال مفتوحاً أمام تعطيل مسار «اللجنة الدستورية» في جنيف، بحجة التصعيد المرتقب في إدلب. ضمن هذا التوجه، ستعقد جلسة غير رسمية، اليوم، في مجلس الأمن، للاستماع إلى وفد من المعارضة السورية، ونقاش الأخطار المرتقبة على المدنيين في حال انطلقت المعارك في إدلب.
ومن المؤكد أن نتائج القمة الثلاثية في طهران ستؤثر في أهمية التصعيد الغربي، إذ إن توافقات سابقة بين «ثلاثي أستانا» صمدت في وجه المصالح المتنازعة على الساحة السورية غير مرة. ويرى الخبير في «مجلس الشؤون الدولية الروسية» كيريل سيمينوف، أن «مخاوف تركيا تتركز في احتمال ألا تتوقف القوات الحكومية السورية بعد إدلب، وستكون مستعدة لشن عمليات أخرى في ريف حلب الشمالي، مثلاً». ويوضح أنه «في حال توصلت تركيا وإيران وروسيا إلى توافقات حول عملية تركز على جبهة النصرة، ووحدت صوتها في هذا السياق، سيكون على الدول الغربية حينها أن تغض نظرها عن المعارك في إدلب... ليبقى الخط الأحمر بالنسبة إليها هو استخدام السلاح الكيميائي».
وتوالت التحذيرات الأوروبية في هذا السياق، خلال الأيام الماضية، إذ قال قائد الجيش الفرنسي، فرانسوا لوكوانتر، إن قوات بلاده على استعداد لتنفيذ ضربات على أهداف سوريّة إذا استُخدمت أسلحة كيماوية.