موسكو تكثّف لقاءاتها في شأن إدلب

موسكو تكثّف لقاءاتها في شأن إدلب

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٢٤ أغسطس ٢٠١٨

تشهد القنوات الديبلوماسية الروسية نشاطاً كبيراً ــ كما جرت العادة خلال العامين الأخيرين قبل كل استحقاق هام على الساحة السورية ــ يُترجم على شكل اجتماعات مكثفة مع الأطراف المعنية بالملف السوري. ومع ارتفاع حدة النقاش حول مصير منطقة إدلب ومحيطها، ودخول حلفاء واشنطن على خط الجدل من بوابة «الاستعداد للتحرك ضد أي هجوم كيميائي» مفترض، مثّل اللقاء الذي شهدته جنيف أمس، بين مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، وأمين مجلس الأمن الروسي الاتحادي، نيكولاي باتروشيف، محطة جديدة لنقاش رؤية البلدين حول تلك المنطقة، إلى جانب جملة من القضايا الأخرى. النقاش الذي قال بولتون، قبل انعقاده، إنه سيكون فرصة لنقاش «ما يمكن لأميركا وروسيا وغيرهما فعله» في إطار «التسوية السورية»، انتهى من دون إعلان غير متوقع، على رغم امتداده لما يزيد على خمس ساعات. وتزامن عقده أمس، مع اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، ونظيره الروسي سيرغي لافروف، تضمن في ما تضمنه، الحديث عن تطورات الوضع في سوريا. الأجواء المشحونة التي فرضتها تصريحات بولتون خلال زيارته الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولقائه مسؤولين إسرائيليين، إلى جانب البيان الثلاثي الأميركي ــ الفرنسي ــ البريطاني في شأن استخدام الأسلحة الكيميائية، لم تغير من خطط الاجتماعات الروسية المزدحمة، حول سوريا.
إذ يستضيف لافروف اليوم في موسكو، نظيره التركي مولود جاويش أوغلو، في لقاء هو السادس منذ مطلع العام الحالي. وأشارت التصريحات الصادرة عن الجانبين التركي والروسي، إلى أن ملف منطقة «خفض التصعيد» في إدلب ومحيطها، سيكون على رأس جدول أعمال الوزيرين، بما في ذلك مسألة «مكافحة التنظيمات الإرهابية» هناك. كذلك، يلتقي لافروف، الأربعاء المقبل، نظيره السعودي عادل الجبير، لنقاش جملة من الملفات، بينها التطورات في سوريا. وينتظر أن يشهد النصف الأول من شهر أيلول المقبل، عدداً هاماً من اللقاءات الخاصة بسوريا، إذ ينتظر أن يلتقي رؤساء الدول الضامنة لمسار «أستانا»، في طهران، في موعد لم يعلن عنه بعد، إلى جانب احتمال انعقاد اللقاء الرباعي (الفرنسي ــ الألماني ــ الروسي ــ التركي) في حال تم التوافق عليه بين أطرافه المفترضين. كذلك دعا المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، ممثلي الدول الضامنة لمسار «أستانا» إلى جنيف في الحادي والثاني عشر من أيلول «لإجراء مشاورات» مع فريق الأمم المتحدة. وينتظر أن تتمحور تلك اللقاءات حول تشكيل «اللجنة الدستورية» وتطورات ملف إدلب. وتأتي هذه المستجدات، بعد ظهور زعيم «هيئة تحرير الشام» أبو محمد الجولاني، في زيارة لخطوط التماس في ريف اللاذقية الشمالي الشرقي، وتحذيره في كلمة مصوّرة، الثلاثاء، من أن «نقاط المراقبة التركية في الشمال لا يمكن الاعتماد عليها في مواجهة العدو»، وأن «المواقف السياسية قد تتغير بين التوّ واللحظة». واعتبر بعض القادة والإعلاميين التابعين للفصائل المحسوبة على أنقرة في شكل مباشر، أن تصريحات الجولاني وظهوره في ريف اللاذقية، من شأنه أن يساعد في تبرير أي هجوم عسكري يشنه الجيش السوري بدعم من الجانب الروسي ضد «هيئة تحرير الشام» المصنفة إرهابية، وأنه قد يشكل ضغطاً على تركيا خلال مفاوضات أنقرة مع موسكو، في شأن مصير إدلب. وبالتوازي، استمر وصول تعزيزات عسكرية للجيش إلى خطوط التماس في ريف حماة الشمالي وريف اللاذقية الشمالي الشرقي، وسط أنباء عن احتمال مشاركة عدد من الفصائل التي وقعت «مصالحات» في درعا وريفها، إلى جانب الجيش في أي عمليات محتملة في الشمال السوري.