هآرتس: هكذا منعت الولايات المتحدة إسرائيل من مهاجمة إيران

هآرتس: هكذا منعت الولايات المتحدة إسرائيل من مهاجمة إيران

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٢٣ أغسطس ٢٠١٨

تطرقت صحيفة “هآرتس” ضمن تقرير لها إلى عرض دراسة أجراها (د. دانيال سوبلمان) وذلك على خلفية تصاعد التوترات بين واشنطن وطهران مع وجود افتراضات تشير إلى نية الولايات المتحدة بتغيير النظام في إيران، حيث يتم رسم تصورات لحرب إقليمية ممكنة. إسرائيل جزء منها.
 
وتعرضت الدراسة إلى بداية هذا العقد، حينما هددت حكومة (نتنياهو) بمهاجمة المواقع النووية في إيران بمفردها، كما حثت إدارة (أوباما) على فرض عقوبات اقتصادية دولية صارمة، الأمر الذي أدى بالنهاية إلى توقيع الاتفاق النووي عام 2015.
 
وتشير الصحيفة إلى أن (سوبلمان)، المحاضر في العلاقات الدولية في “الجامعة العبرية” بالقدس والذي يعمل كباحث في “جامعة هارفارد”، استند في استنتاجاته على لقاءات أجراها مع مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين كبار كانوا جزءاً من حلقة صنع القرار بما يخص إيران في تلك السنوات، من بينهم وزير الدفاع الأمريكي السابق (ليون بانيتا) ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق (إيهود باراك) ورئيس الموساد السابق (تامير باردو).
 
هل خططت إسرائيل لمهاجمة إيران؟
 
ترى الصحيفة أن (سوبلمان) مثله مثل الصحفيين والباحثين الذين درسوا هذا السؤال في الماضي، ولم يصلوا إلى نتيجة حتمية. إلا أن بعض محاوريه أقروا بأن الاستعدادات الإسرائيلية كانت جدية وأن الولايات المتحدة قامت بمراقبة مكثفة لإسرائيل لتحديد نواياها.
 
وبحسب (سوبلمان) قام كل من رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو) ووزير الدفاع (باراك) بإثارة حالة من الذعر عن قصد، لتحسين قدرات إسرائيل التفاوضية مع الولايات المتحدة والتي تخشى أن تؤدي الحرب الإقليمية إلى الإضرار بالمصالح الأمريكية.
 
وكان الهدف من الضغط الإسرائيلي، تعهد الولايات المتحدة بشكل لا لبس فيه، بمنع إيران من الحصول على قدرات نووية، التعهد الذي تقول الصحيفة إن (نتنياهو) ما زال يسعى إليه حتى الآن.
 
وعمدت إسرائيل إلى تسريب المحادثات السرية التي أجرتها الولايات المتحدة مع إيران في 2011 وذلك بهدف تعطيلها، حيث قال (سوبلمان) من (باراك) قوله “كنا على معرفة قليلة بالاتصالات غير الرسمية وغير المباشرة بين الأمريكيين والإيرانيين.. شعرت بقلق شديد، لأن النغمة الأمريكية لم تكن واضحة بما فيه الكفاية لدفع الإيرانيين نحو اتخاذ قرار”.
 
ضغط إسرائيلي متزايد
 
ويشير (سوبلمان) إلى أن التوتر بلغ ذروته في 2012، العام الذي فاز به (أوباما) أوباما بفترة رئاسية ثانية. حيث بدأ (نتنياهو) و(باراك) يتحدثان بصراحة عن إمكانية شن هجوم. رأى (باراك) أنه في أقل من عام، ستكون إيران قادرة على حماية منشأة تخصيب اليورانيوم في فوردو للحد من الأضرار الناجمة عن هجوم إسرائيلي.
 
كما تم الإعلان عن مناورة مشتركة تم التخطيط لها مع الأمريكيين. قال (باراك) لـ(سوبلمان) “أدرك بانيتا أن إسرائيل جادة، وطلب منا إنذار مبكر لمدة أسبوعين. قلت له لا، لا أسبوعين ولا حتى 24 ساعة. ومع ذلك، أخبرت بانيتا أننا سنقدم لهم إنذاراً مبكراً بما يكفي، لكي لا يتعرض أي جندي أمريكي للخطر في الشرق الأوسط”.
 
وقيل حينها للرأي العام الإسرائيلي، إنه تم إلغاء المناورة بعد تشاور إسرائيلي – أمريكي مشترك لأسباب تتعلق بالميزانية، كما قال (باراك) لراديو الجيش الإسرائيلي إن أي هجوم إسرائيلي على إيران هو “مستبعد جداً” والهدف بحسب (سوبلمان) إرسال رسائل مختلفة بحسب الجمهور المستقبل.
 
وأرسل رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية بشكل عاجل إلى إسرائيل، قال (بانيتا) حينها في لقاء له مع صحيفة “واشنطن بوست “إن الهجوم الإسرائيلي بحلول ربيع عام 2012 كان “مرجحاً للغاية”.
 
كيف تم منع إسرائيل؟
 
قال (سوبلمان) إن الأمريكيين لم يكونوا سلبيين في مواجهة الضغوط الإسرائيلية. ووفقاً للمسؤول الأمريكي (غاري سامور) تركزت استراتيجية الولايات المتحدة في ذلك الوقت حول “الكيفية التي يمكن فيها منع الإسرائيليين من الهجوم. وبطريقة ما، أصبح ذلك هدفاً أمريكياً مباشراً أكثر من إيقاف إيران”.
 
بدوره، قال السفير الأمريكي السابق في إسرائيل (دانيال شابيرو) إن الأمريكيين كانوا يرسلون وفود رفيعة المستوى إلى إسرائيل، على فرض أن زيارات كهذا ممكن أن تؤدي إلى تأخير قرار إسرائيل بضرب إيران.
 
“نشتري ثلاثة أسابيع في كل مرة، أسبوع أو أسبوعين قبل الزيارة، وأسبوع أو أسبوعين بعد الزيارة.. كان ذلك فعلاً جزءاً من استراتيجيتنا”.
 
ووفقا لـ(سوبلمان) حصلت الولايات المتحدة على ما تريده من إسرائيل. لم تهاجم القوة الجوية الإسرائيلية إيران، ولم يلزم (أوباما) الولايات المتحدة بمهاجمة إيران. إلا أن الضغط الإسرائيلي، أدى إلى زيادة العقوبات الاقتصادية الدولية على إيران والتي بلغت ذروتها في وقت لاحق بالتوقيع على الاتفاق المؤقت، انتهى بعد عامين، بالتوقيع على الاتفاق النووي النهائي في فيينا في 2015.