أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية تتفاقم ولا حلول في الأفق

أزمة تشكيل الحكومة اللبنانية تتفاقم ولا حلول في الأفق

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٩ أغسطس ٢٠١٨

أكثر من شهرين ونصف الشهر مرت على تكليف رئيس الحكومة سعد الحريري تشكيل الحكومة اللبنانية، ولا تزال المشاورات القائمة لتأليف حكومة جديدة تراوح مكانها، بل تزداد تعقيداً يوماً بعد آخر، تارة بالتلويح في النزول إلى الشارع للضغط على الرئيس المكلف للإسراع في تأليفها، وتارة أخرى بالتلويح بتشكيل حكومة أكثرية.
 
 وأمام هذا الوضع المعقد ثمة من يلمح إلى وجود أياد خارجية وتحديداً إقليمية تعرقل عملية التأليف، بانتظار ما سيؤول إليه الوضع الإقليمي سواء بالنسبة إلى مسار العملية السلمية في سوريا، أم بالنسبة إلى نتائج العقوبات الأمريكية الجديدة على إيران.
 
وبهذا السياق يقول النائب عن كتلة رئيس الجمهورية إدغار معلوف لـ"سبوتنيك":"نحن نطالب رئيس الحكومة منذ شهرين بوضع معيار موحد يستند على نتيجة الانتخابات وعلى هذا الأساس يقدم تشكيلة الحكومة، وفي النهاية يظهر من يعرقل تشكيل الحكومة، لأن عدم  وجود معيار موحد لتشكيل الحكومة هو سبب الضباب في موضوع تشكيل الحكومة".
 
وحول إمكانية أن تطول فترة تشكيل الحكومة قال معلوف: "لسوء الحظ، الذي يظهر ان رئيس الحكومة لا يتكلم و لم يضع معيار موحد، وكأن هذا هو المطلوب من رئيس الحكومة، وإذا كانت مطلوبة منه فإن الخارج هو من طلبها لأنه لا يوجد مواجهة أو صراحة في الكلام".
 
وأكد معلوف أن الانتخابات النيابية جرت على أساس القانون النسبي وليس على أساس القانون  الأكثري، والعالم تتمثل فيه على أساس النسبية، فلم لا تعتمد هذه النتيجة بتشكيل الحكومة.
 
ولفت إلى أن الخطورة تبقى على الوضع الاقتصادي، لأن الوضع الاقتصادي غير جيد، مشيراً إلى أن حكومة العهد الأولى ستكون حكومة إنطلاقة جديدة للحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادي في لبنان، ومن يعرقل تشكيل الحكومة يحاول ضرب العهد ولكن لن تكمل الأمور على هذا النحو.
 
وأشار معلوف إلى أن هناك قوى خارجية ترصد نتائج الانتخابات وتتشاطر في موضوع تشكيل الحكومة.
 
بالمقابل يقول النائب عن كتلة رئيس الحكومة سمير الجسر لـ"سبوتنيك": "إن تشكيل الحكومة عالقاً بعض الشيء، مشيراً إلى أن المشكلة الحقيقية تتمحور حول مسألة تمثيل كل فريق سياسي.
 
وأكد الجسر أنه لا يوجد أي ضغوطات خارجية تمنع تشكيل الحكومة، قائلاً: "إذا اتفقنا هل سيضغط أحد علينا؟ لأ أتصور، المشكلة الداخلية هي التي تستجر تدخل الخارج، وإنشاء الله تتألف الحكومة".
 
بدوره يقول الكاتب والمحلل السياسي سركيس أبو زيد إن "تشكيل الحكومة متعثر وذلك لأسباب داخلية وخارجية، على صعيد الخارجي والإقليمي هناك تأزم بالتسوية بالخلافات، هناك محاور وضغوط متبادلة هناك تقدم في الملف السوري على حساب الملفات الأخرى، لذلك كل هذه الأمور تضغط على الساحة وتعرقل ربما تشكيل الحكومة لأن كل فريق له إمتداد إقليمي ويسعى إلى تحسين وضعه في الداخل حتى يلاقي التطورات والتوازنات الإقليمية الجديدة، لذلك يشار إلى أن السعودية وغيرها من الدول ربما تضغط حتى يكون داخل الحكومة فريق مؤيد لها له وزن يستطيع أن يقف إلى جانبها عندما تحصل بعض الإستحقاقات".
 
وأضاف في حديث لـ"سبوتنيك":"في الداخل هناك مجموعة من النقاط الخلافية حول حجم كل فريق لأن التوازنات الداخلية تؤشر حول مستقبل الانتخابات ودور كل فريق ومدى مشاركته في الحكم، لذلك تسعى بعض الأطراف إلى تعزيز دورها في الحكومة".
 
وأشار أبو زيد إلى أن إنضاج الحكومة يتطلب توافقا سياسيا وتوافقا دستوريا، وأن لبنان يتجه تدريجياً إلى أزمة تتجاوز الحكومة إلى أزمة حكم والبعض يتخوف من أن تصبح أزمة كيان خاصة أصبحنا على مشارف مرور 100 سنة على إعلان دولة لبنان الكبير وما زالت التعثرات كبيرة وتزداد يوماً بعد يوم.