تصعيد العدوان الاسرائيلي على غزة.. أهداف وأبعاد؟!

تصعيد العدوان الاسرائيلي على غزة.. أهداف وأبعاد؟!

أخبار عربية ودولية

الأحد، ١٥ يوليو ٢٠١٨

غزة تحت حصار قاس منذ سنوات، ودول عدة متباينة الاهداف "تسعى" لتخفيفه.. وقنوات الاتصال "عامرة"، ومشاريع انسانية تنهال من كل جانب، و "لعبة الابتزاز" و "قهر المواطنين" لم تتوقف.
بشائر في الافق .. ثم تتلاشى بغيوم متلبدة، مناوشات تتوقف بوساطات يتخللها تبادل تفاهمات، والسباق بين "المتدخلين" الوسطاء لم يتوقفوأحيانا تضيع امكانيات النجاح وسط هذا السباق الذي تتحكم فيه الادارة الأمريكية.. فاللاعبون على أرض قطاع غزة مجرد مقاولين ووكلاء.
في الساعات الاخيرة تلقت حركة حماس جملة اشتراطات لمتابعة جهود الوساطة، المرتبطة أهدافها ونتائجها بالمبادرة الامريكية المسماة صفقة القرن، الحركة ردت بالرفض على شروط وقف مسيرات العودة التي انطلقت ردا على الموقف الامريكي من مدينة القدس، واسرائيل اشتكت من البالونات الحارقة، ردت اسرائيل على الموقف الحمساوي بـ اغلاق معبر "كرم سالم"، واشتد خناق الحصار، لكن مسيرات العودة تواصلت وتراجعة فرص اجراء حوارات جادة لحقيق المصالحة برعاية مصرية.
وفي الأيام الأخيرة، كانت تصريحات القيادات العسكرية والسياسية في اسرائيل تشي بأن مواجهة عسكرية مع حماس قادمة لا محالة، بعد فشل تل أبيب الحصول على امتيازات عبر التجويع واغلاق المعابر، وحماس لا تقبل منح اسرائيل امتيارات تحت تهديد تصعيد الحصار، وهو ما عجزت اسرائيل عن تحقيقه بالخيار العسكري.
بعد عودة وفد حماس من القاهرة، انفجر الوضع العسكري، غارات اسرائيلية متلاحقة، وترد المقاومة عليها، بصواريخ تطال مستوطنات غلاف غزة، مع صمت اولئك الذين التقوا في البيت الابيض بهدف تحسين الوضع المعيشي الانساني لمواطني غزة، صمت يعني انتظار ما سيفسر عنه العدوان الاسرائيلي المتصاعد، وبصورة أدق، تراجع حماس، وقبولها بالاشتراطات التي طرحت عليها، من الوسطاء أصحاب القنوات المفتوحة مع اسرائيل.
عدوان القيادة الاسرائيلية الذي مهدت له في الاعلام وبشكل يومي له أهدافه.. وله داعموه في المنطقة، دون الافصاح أو الاعلان عن ذلك، ومنهم الوسطاء آملين بأن يسهل العدوان الاسرائيلي عليهم مهمة الوسطاء.
ومن بين هذه الاهداف، ارضاء الاسرائيليين خاصة في الجنوب الذين نفذ صبرهم ازاء عجز نتنياهو عن تقديم حلول جذرية للحرائق الي تأتي على الاخضر واليابس في مزارعهم وحقولهم، وهذه مشكلة اضيفت على مشكلة الفساد التي تهدد بمحاكمة رئيس الوزراء الاسرائيلي، اما الهدف الثاني، وهذا عبرت عنه وسائل الاعلام الاسرائيلية، فهو الضغط على حماس لوقف مسيرات العودة المستمرة، واصرار اسرائيل على تحقيق مكاسب تسهل عملية تمرير صفقة القرن، أي محاولة اسرائيلية لاجبار حركة حماس تحت ضغط العدوان والحصار ومعاناة المواطنين في القطاع على تقديم ثمن سياسي ، يتمثل في هدنة طويلة الامد.
اما الهدف الاخطر، الذي تخشى حركة حماس أن تحصده اسرائيل فهو استدراجها تصعيدا لضرب عمق القطاع، وهذا ما تحدث عنه الوير ليبرمان علانية، وهذا يعني اضعاف الحركة، وربما اسقاط حكمها.