الموساد يُواصل التهويل بقدراته معترفاً بهذه الإغتيالات

الموساد يُواصل التهويل بقدراته معترفاً بهذه الإغتيالات

أخبار عربية ودولية

السبت، ٢ يونيو ٢٠١٨

رئيس الجهاز السابق لا ينفي مسؤوليته عن اغتيال علماء الذرّة بطهران ونتنياهو أمر بضرب إيران عام 2011 خلال أسبوعين وأثار ذعر أوباما!
*
 
أدلى رئيس الموساد السابق تامير باردو، الخميس، بتصريحاتٍ “صادمةٍ” للتلفزيون الإسرائيليّ، و”كشف النقاب” عن أنّ نتنياهو أصدر في العام 2011 أوامره بتوجيه ضربةٍ عسكريّةٍ لإيران، زاعمًا أنّه عارضها!. الرجل تحدّت بغطرسةٍ تُثير التقيؤ، عندما سُئل عن اغتيال العلماء الإيرانيين، وزياراته لطهران ودمشق “ليس كسائح”!.
 
الهدف من المُقابلة وتوقيتها، هو تصفية حساباتٍ داخليّةٍ، ولكنّ الرسالة أخطر: باردو، بمُساعدةٍ من الإعلام العبريّ المُتطوّع، وجّه برقيةً إلى العرب: الفوقيّة لنا، والدونيّة من نصيبكم، وباستطاعتنا الوصول إليكم أينما كنتم، في إطار الحرب النفسيّة الإسرائيليّة لكيّ الوعي العربيّ ومُحاولة هزيمة المهزوم.
 
لذا وَجَبَ تنبيه المُتلقّي/ة العربيّ/ة، بعدم الوقوع في فخّ تهويل قوّة الموساد الـ”خارقة”، لأنّ ماكينة الدعاية الصهيونيّة، تعمل على مدار الساعة، لتكريس وترسيخ الآراء المُسبقة لدى قطاعات واسعة من الأمّة العربيّة بأنّ الموساد يتمتّع بقدراتٍ غيرُ طبيعيّةٍ.
 
وبحسبه، فإنّ نتنياهو أمر في عام 2011 الجيش بالاستعداد لتنفيذ ضربةٍ في إيران خلال وقتٍ قصيرٍ، ما دفع رئيس الموساد إلى التحقق ممّا إذا كان رئيس الوزراء يملك صلاحية البدء بعملية ستؤدي بكلّ تأكيدٍ إلى حربٍ.
 
وكشف تمير بادرو عن هذه المعلومات في مقابلة أجراها معه برنامج التحقيقات الاستقصائيّ “عوفدا” بالتلفزيون العبريّ.
 
ولفت إلى أنّ هذه الأحداث وقعت في وقتٍ شعر فيه نتنياهو ووزير أمنه إيهود براك بأنّ نافذة الفرص لضرب منشآت إيران النووية بدأت تغلق، حيث أنّ المواقع ستصبح محمية بشكل كبيرة ما يجعل من كل محاولة لقصفها غير فعالة، وتوجسّت دولة الاحتلال من أنّ إيران قريبة من إنتاج أسلحة نووية، وهو تطور كانت قد تعهدت بإحباطه.
 
 
 
وقال بادرو إنّ نتنياهو أمر رئيس هيئة الأركان في ذلك الوقت بيني غانتس بتجهيز الجيش لتنفيذ هجومٍ على إيران في غضون 15 يومًا من إصدار الأوامر له لتنفيذ العملية، مُضيفًا أنّ أوامر نتنياهو حملت معها أهمية كبيرة، ممّا دفعه إلى التفكير في تقديم استقالته بدلا من المشاركة في هجوم.
 
وزعم باردو، الذي اختير من قبل نتنياهو لقيادة الموساد في العام 2011، إنّه بدأ في التحقق ما إذا كان رئيس الوزراء يتمتع بالصلاحية لإصدار أوامر من شأنها أن تؤدي إلى حرب. وقال: لقد استفسرت عن كل شيء يمكنني القيام به. راجعت المسألة مع رؤساء سابقين للموساد، وراجعتها مع مستشارين قانونيين، وأجريت مُشاوراتٍ مع كلّ شخص ممكن من أجل فهم من يتمتع بصلاحية إصدار الأوامر حول مسألة البدء بحربٍ.
 
وقال: في النهاية، إذا تلقيت أمرًا وإذا حصلت على تعليمات من رئيس الوزراء، عليّ تنفيذها، وعليّ أنْ أكون متأكّدٍا من عدم حدوث خطأ ما، حتى في حال فشل العملية، بألّا أصل إلى وضع أكون نفذت فيه عملاً غير قانونيّ، وردًا على سؤالٍ حول ما إذا كان توجيه ضربةٍ لإيران سيكون بمثابة بدء حرب، قال: بكلّ تأكيدٍ.
في نهاية المطاف، رفض بادرو وغانتس خطة نتنياهو وقام رئيس الوزراء بسحب أوامره، كما قال، ولكن ليس قبل أنْ يفكر بادرو في اتخاذ تدابير مشددة.
 
ولكنّ باردو، لم ينفِ أوْ يؤكّد قيام الموساد برئاسته باغتيال علماء الذرّة الإيرانيين، زاعمًا أنّه قام بعدّة زياراتٍ إلى إيران وسوريّة، مُشدّدًا على أنّه لم يكُن سائحًا، بحسب تعبيره. كما كشف البرنامج التلفزيوني النقاب عن أنّ باردو فكّر بالاستقالة من منصبه بعدما علم بأنّ نتنياهو أمر رئيس الشاباك آنذاك، يوسي كوهين، بالتنصت عليه وعلى رئيس الأركان في حينه غانتس، الأمر الذي نفاه ديوان نتنياهو، في بيانٍ رسميٍّ.
 
يُشار إلى أنّه في عام 2012 نشر برنامج “عوفدا” تقريرًا ذكر فيه أنّ قادة الأجهزة الأمنية رفضوا في عام 2010 تجهيز الجيش لهجوم على إيران.
 
علاوةً على ذلك، مؤخرًا كشف الصحافي رونين بيرغمان، في كتابه “أقتل أولاً: التاريخ السري لاغتيالات إسرائيل، أنّ تهديدات نتنياهو المتكررة لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية تسبب بحالة من الذعر في الولايات المتحدة الأميركيّة، الأمر الذي دفع إدارة الرئيس الأميركيّ السابق، باراك أوباما إلى الإسراع بالموافقة على الاقتراح الإيرانيّ لفتح مفاوضاتٍ على الاتفاق النوويّ، والذي تمّ التوصّل إليه في العام 2015، ولكنّ الرئيس الحالي، دونالد ترامب، أعلن عن انسحاب بلاده منه خلال شهر أيار الماضي. وانتهت ولاية باردو كرئيس للموساد في عام 2016، حيث يترأس الجهاز حاليًا يوسي كوهين، المُقرّب جدًا من نتنياهو.