أرمينيا: زعيم المعارضة رئيساً للوزراء

أرمينيا: زعيم المعارضة رئيساً للوزراء

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٩ مايو ٢٠١٨

شهدت أرمينيا، اليوم، تحولاً كبيراً في المشهد السياسي، مع انتخاب البرلمان زعيم المعارضة، نيكول باشينيان، رئيساً للوزراء، بعدما قاد احتجاجات واسعة ضد الحزب الحاكم استمرّت لأسابيع. حصل باشينيان، المرشح الوحيد للمنصب، على 59 صوتاً مقابل 42، مع حصوله على دعم «الحزب الجمهوري» الحاكم ترشيحه لرئاسة الوزراء، في ثاني محاولة له، بعد فشله في الحصول على غالبية الأصوات الأسبوع الماضي.
إنهاء الاحتجاجات
قبيل جلسة التصويت، قال باشينيان إن «أول ما سأقوم به بعد انتخابي هو ضمان عودة الحياة إلى طبيعتها في البلاد»، مؤكداً أنه «لن يكون هناك فساد في أرمينيا. ستطوي أرمينيا للمرّة الأخيرة صفحة الاضطهاد السياسي». أما بعد انتخابه، فدعا باشينيان إلى إنهاء الاحتجاجات، بعدما تعهّد نواب «الحزب الجمهوري» الذي يملك أكثرية نيابية بدعم محاولته الثانية للفوز بالمنصب.
كان قد ضمن دعم حزبين رئيسيين، هما «أرمينيا المزدهرة» و«الطاشناق»، حيث رشّحاه للمنصب، إلى جانب ائتلافه المعارض «إلك».
قبل التصويت، تجمّع الآلاف من أنصار باشينيان صباحاً في ساحة الجمهورية وسط يريفان، حيث هتفوا: «نيكول رئيساً للوزراء». بدوره، أوضح زعيم الكتلة البرلمانية لـ«الحزب الجمهوري»، فاغرام باغداسريان، أن حزبه دعم باشينيان «لضمان الاستقرار» في البلاد، مؤكداً أن الحزب لم يغيّر موقفه، «نحن ضد ترشح نيكول باشينيان، لكن الأهم بالنسبة إلينا هو ضمان الاستقرار في البلاد». 
على مدى الأسابيع الأخيرة، ضغط باشينيان على الحزب الحاكم من خلال حملة عصيان مدني غير مسبوقة، دفعت الزعيم المخضرم سيرج سركيسيان إلى الاستقالة بشكل مفاجئ، بعد أسبوع فقط من عودته إلى منصب رئيس الوزراء الذي مُنِح صلاحيات واسعة مؤخراً، بعدما بقي رئيساً للبلاد على مدى عشر سنوات. اتهمت حركة باشينيان الاحتجاجية سركيسيان بالتشبث بالحكم بشكل سافر، فيما أعرب مراقبون عن قلقهم من إمكانية زعزعة الأزمة للاستقرار في البلاد. 
 
نهاية الأزمة؟
يستبعد محللون سياسيون أن يضع انتخاب باشينيان حداً للأزمة السياسية، إذ لا يزال «الحزب الجمهوري» يحافظ على الغالبية في البرلمان، وبالتالي بإمكانه عرقلة تمرير قراراته. وفق المحلل فيغن أكوبيان لـ«فرانس برس»، فإنّ إجراء انتخابات مبكرة أمر لا مفر منه. أما المحلل ستيبان سافاريان، فأشار إلى أن أرمينيا تدخل الآن في «فترة اختلال للتوازن مثيرة للاهتمام». 
أوضح أنه ريثما تجري انتخابات جديدة «سيكون على باشينيان المناورة بين رغبة الشعب والحزب البرلماني الحاكم الذي لا ينتمي إليه، والذي لا يمكن أن يدعمه». 
 
العلاقات الخارجية 
عن العلاقات مع روسيا التي سارعت إلى تهنئته، أكد باشينيان أنها «ستبقى أولوية»، متابعاً أن «التعاون العسكري مع روسيا عامل مهم لضمان أمن بلادنا». وأشار أيضاً إلى النزاع المستمر منذ عقدين بين بلاده وآذربيجان المجاورة. كذلك، أكّد أنه سيعمل على تطوير «العلاقات مع الدول الأوروبية والولايات المتحدة وإيران وجورجيا والصين والهند». 
تعدّ أرمينيا حليفة لروسيا التي هنّأ رئيسها فلاديمير بوتين رئيس الوزراء الأرميني الجديد على انتخابه. قال بوتين في بيان نشره الكرملن: «آمل أن يسهم عملك كرئيس حكومة في تعزيز علاقات الصداقة والتحالف بين بلدينا بشكل إضافي».