لافروف يعلن عن أولويات السياسة الخارجية الروسية لعام 2018

لافروف يعلن عن أولويات السياسة الخارجية الروسية لعام 2018

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ١٥ يناير ٢٠١٨

أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن موسكو تأسف لأن واشنطن وحلفاءها لا يزالوا يسترشدون في سياساتهم الخارجية حصرا بلغة الإنذارات.

 وقال لافروف، خلال المؤتمر الصحفي السنوي الموسع حول نتائج العمل الدبلوماسي الروسي لعام 2017 اليوم: "للأسف، زملاؤنا الأمريكيون وحلفاؤهم لا يزالوا يريدون العمل فقط على أساس الإملاء والإنذارات ولا يريدون الاستماع لوجهات نظر غيرهم من مراكز السياسة العالمية، وبالتالي لا يريدون، في الواقع، قبول حقيقة تشكيل العالم المتعدد الأقطاب".

تجميد المواجهة في شبه الجزيرة الكورية

 

وحول مسألة كوريا الشمالية، أعلن لافروف أن روسيا والصين تقترحان تجميد أية إجراءات مواجهة في شبه الجزيرة الكورية.
وقال: "كما تعلمون، لدينا مع الصين مبادرة مشتركة، تخص الانتقال من المواجهة إلى تسوية سياسية للمشكلة، التي نشأت في شبه الجزيرة الكورية. وفي بادئ الأمر نقترح على الجميع الهدوء ووقف أية إجراءات للمواجهة، خاصة الإجراءات المتعلقة بالأنشطة العسكرية، سواء إطلاق الصواريخ، أو تجارب الأسلحة النووية أو تنظيم مناورات واسعة النطاق من قبل الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية واليابان".

 

وأضاف الوزير الروسي، أن "هذا بالطبع، إذا تكلمنا عن المشكلة النووية، قبل كل شيء، بيونغ يانغ وواشنطن. ولكننا سنكون على استعداد لمواكبة الحوار الثنائي أيضاً، في إطار ما يسمى بالعملية السداسية بمشاركة روسيا وجمهورية الصين الشعبية واليابان وجمهورية كوريا".
وصرح الوزير لافروف، أن روسيا تعتقد أن فكرة عقد اجتماع حول كوريا الشمالية في فانكوفر لا تؤدي لنتائج جيدة.

 

وقال: "جدول الأعمال (اجتماعات حول كوريا الشمالية في فانكوفر) تنص على وضع آلية لمزيد من الضغط على بيونغ يانغ. قبل أسبوعين فقط، اعتمد قرار آخر (لمجلس الأمن الدولي)، وبعد يومين أعلنوا عن عقد مثل هذا الاجتماع في فانكوفر. ولم يدعونا ولم يدعوا الصينيين إليه، لكنهم قالوا بأن الاجتماع سيبدأ اليوم مساء. ستكون اللقاءات الرئيسية يوم 16 وتعالوا أنتم والصينيون يوم 17، سنخبركم بما اتفقنا عليه، وكما تعلمون، هذا غير مقبول".

لافروف يخشى تقسيم سورية

 

وبخصوص الأزمة السورية، أعلن وزير الخارجية الروسي، أن بلاده تأمل بأن تنتهي تركيا بأسرع ما يمكن، نشر نقاط مراقبة حول منطقة خفض التصعيد في إدلب بسوريا.
 

وقال: "نحن نأمل للغاية بأن ينتهي الزملاء الأتراك من نشر نقاط مراقبة إضافية حول منطقة خفض التصعيد في إدلب، وحسب ما أذكر نشروا 3 من أصل 20. وجرى الحديث بين القيادتين، وأكدوا (الأتراك) لنا أن العمل سيسرع. وآمل أن يساعد ذلك في تسوية الوضع في إدلب".
 

وصرح الوزير الروسي أن الولايات المتحدة في الواقع لا تساهم في التوصل لتسوية في سورية، لكنها تحاول مساعدة من يصرون على تغيير النظام في دمشق.
 

وقال: "بين إدراتي أوباما وترامب، غالبا لا يوجد اختلاف جذري. للأسف في كلتا الحالتين، نحن نرى التوجه ليس للمساعدة في إخماد الصراع في أقرب وقت ممكن. ولكن لمساعدة أولئك الذين يرغبون في اتخاذ خطوات عملية لتغيير النظام في الجمهورية العربية السورية ".
 

وفي سياق متصل، أعلن لافروف أن خطط واشنطن لإنشاء مناطق حدود آمنة في سورية، تشير إلى أنها غير مهتمة بالحفاظ على وحدة أراضي سورية.
 

وقال:لافروف، ان "ريكس تيلرسون وسلفه جون كيري، أكدا لي مرارا، أن هدف تواجد أميركا في سورية هو القضاء على الإرهابيين و"داعش". لكن الآن.. تظهر الإجراءات التي نراها إلى أن الولايات المتحدة لا تريد الحفاظ على وحدة أراضي سورية".
 

وأضاف "بالأمس تم الإعلان عن مبادرة جديدة، بأن الولايات المتحدة تريد مساعدة ما يسمى بقوات سورية الديمقراطية على إنشاء مناطق حدود آمنة. ويعني هذا بشكل عام عزل منطقة شاسعة على طول حدود تركيا مع العراق وشرق نهر الفرات… وإعلان بأن هذه المنطقة ستسيطر عليها جماعات بقيادة الولايات المتحدة هي قضية خطيرة جداً تثير المخاوف من أن هناك مسار قد يتخذ لتقسيم سورية".
 

وأشار الوزير لافروف إلى أن "هذا يثير أسئلة كثيرة لدينا من ناحية احترام وحدة أراضي سورية، وتوجد مشكلة بين الأكراد وتركيا. وهذا المشروع الجديد والخطوة الفردية الجديدة لا تساعد على تهدئة الوضع حول عفرين".
 

كما أعلن لافروف أن مكان تواجد الروسيين، رومان زابولوتني وغريغوري تسوركانو، اللذين يزعم بأنه تم أسرهما في سورية غير معروف، والعسكريون الروس يقومون بالبحث عنهما.
 

وقال: "نحن اطلعنا على التقارير التي ذكرتم، ومنخرطون لمعرفة مصير أي روسي، أينما كان، إذا كانت هناك تقارير تفيد بأنه إما في عداد المفقودين أو في ورطة، موقع مواطنينا اللذين قد ذكرتم (زابولوتني وتسوركانو) غير معروف، تحديد هذا الموقع وإعادة جمع المعلومات ذات الصلة وإعادة النظر فيها هي، أولا وقبل كل شيء، مهمة جيشنا. لذلك، وبمجرد أن يكون هناك بعض الوضوح، سنكون على استعداد لإعلامكم بهذا الأمر".

تسوية العلاقات في العراق

 

وفي سياق مواز، أعلن وزير الخارجية الروسي، أن روسيا مستعدة للمساعدة في تسوية العلاقات بين بغداد واربيل في حال كان الطرفان مهتمين بذلك.
 

وقال: "نحن نؤيد وحدة أراضي العراق، ونؤيد حل جميع المسائل عبر المفاوضات والحوار الوطني. وفي حال كانت الأطراف بحاجة لجهود وساطة، وإذا تم ذكر الجهود الروسية، أؤكد لكم أننا سننظر إلى ذلك بإيجابية".
 

وأكد لافروف رداً عن سؤال حول ماهية الدور الذي يمكن أن تلعبه روسيا في تسوية النزاع بين اربيل وبغداد: "الجواب بسيط جداً الدور الذي سيكون مقبولا وسيهم بشكل أساسي اربيل وبغداد".

الحفاظ على الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني

 

وبخصوص تصريحات واشنطن حول النووي الإيراني أعلن لافروف، أن التصريحات الأخيرة لواشنطن حول الاتفاق النووي الإيراني لا تزيد من التفاؤل والاستقرار.
 

وقال: "التصريحات الأخيرة للقيادة ألأميركية، الهادفة لإفشال تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة للبرنامج النووي الإيراني، لا تزيد من التفاؤل والاستقرار".
وأضاف "سنسعى للحفاظ على الاتفاقات الخاصة بالملف النووي الايراني".

تضاؤل احتمال إجراء حوار مباشر بين إسرائيل وفلسطين

 

وحول القضية الفلسطينية، أعلن لافروف، أن احتمال إجراء حوار مباشر بين إسرائيل وفلسطين في الوضع الحالي قريبة من الصفر.
 

وأشار إلى أن موسكو تحدثت عن المخاطر التي تشكلت من حالة الجمود في التسوية الفلسطينية الإسرائيلية، وعلقت على الوضع مع إعلان الرئيس دونالد ترامب نقل سفارة البلاد من تل أبيب إلى القدس، قائلا إن موسكو "تتفهم تماما المشاعر" التي يواجهها الفلسطينيون الآن".
 

وأضاف "على مدى أعوام طويلة، كانوا يقومون بتنازلات أحادية ومن دون مقابل. وكانوا على استعداد للمفاوضات المباشرة مع الإسرائيليين من دون شروط مسبقة، وكنا مستعدين لاستقبالهم لهذا الهدف على أراضي روسيا".
وأوضح أنه "في الوضع القائم أعتقد أن احتمال (الحوار المباشر) يقترب من الصفر، وهذا أمر مؤسف".

 

وأضاف وزير الهارجية الروسي، "آمل أن نستطيع قريبا إجراء مشاورات مع شركائنا في الرباعية، وهم الولايات المتحدة، الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.. ومناقشة ما الذي يجب فعله"، مشيراً إلى أنه لدى موسكو قريبا "اتصالات ثنائية مع الولايات المتحدة".

الولايات المتحدة تخشى المنافسة

 

وفي سياق آخر، صرح لافروف، أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، تخشى المنافسة في الساحة الدولية في العديد من المجالات.
 

وقال: "يبدو لي أنه في تصرفات الإدارة الأمريكية الحالية (كما في تصرفات إدارة أوباما)، هذا الإرث، للأسف، على الرغم من خط الرئيس ترامب خلال الحملة الانتخابية، يتم الحفاظ عليه بل و أصبح هذا الإرث أكثر تشبعا وأكثر حزما.. هناك شعور بالخوف من المنافسة النزيهة في عدد من المجالات وهي الطاقة وإمدادات الغاز إلى أوروبا".
 

وأعاد لافروف إلى الأذهان حالة فرض الغاز المسال بدلا من الغاز الروسي على أوروبا، وهو أكثر تكلفة بكثير.
 

وقال في هذا الصدد: "يطلق على معارضة مشروع خط أنابيب الغاز ("التيار الشمالي — 2" — محرر) تسمية المعارضة المسيسة والتي تؤدي إلي انقسام أوروبا وخنق أوكرانيا. وهذا كله يأتي من الولايات المتحدة التي تجبر الأوروبيين بشكل صريح على التخلي عن "التيار الشمالي — 2" على الرغم من أن توريد الغاز إلى ألمانيا بواسطة خط أنابيب " التيار الشمالي — 2" يعتبر أقصر مسافةً بمقدار ألفي كيلومتر وأقل تكلفة بمقدار مرة ونصف أو مرتين، بالمقارنة مع توريد الغاز ذاته عبر أوكرانيا.
 

وحول مشروع التيار التركي، أعلن رئيس الدبلوماسية الروسية، أن الخط الثاني من خط أنابيب الغاز "التيار التركي" سيجري بناؤه فقط بوجود ضمانات صارمة من اللجنة الأوروبية، وأن روسيا مستعدة لمناقشة المسارات.
 

وقال: "التيار التركي، الذي يمكن أن يمد إلى أوروبا، يتم بناء الخط الأول منه فقط، الذي سيورد [الغاز] للزبائن في تركيا. أما الثاني سنبدأ بمده فقط إذا حصلنا على ضمانات (صارمة) (كالأسمنت المسلح) من اللجنة الأوروبية، بأنهم (في أوروبا) لن يسلكوا نفس السلوك كما حصل مع التيار الجنوبي تجاه بلغاريا، التي حالياً ومن جديد مستعدة للنظر في مسألة استقبال الخط الثاني من التيار التركي".
 

و أضاف: "نحن مستعدون لأي احتمال، لكن يجب أن يكون مضموناً 100 بالمئة من قبل اللجنة الأوروبية".
 

وأكد الوزير الروسي، أن العام الحالي، ومن وجهة نظر تطوير السياسة الخارجية " لم يكن بالسهل، وكان هناك توتر في العديد من مناطق العالم" موضحا أنه في الأشهر الأخيرة لعام 2017 " تأزم الوضع بشدة بسبب تهديد واشنطن" بما في ذلك وتلويحها بحل المشكلة في شبه الجزيرة الكورية " عن طريق القوة"
 

وأضاف لافروف، بأن روسيا في عام 2018 ، ستواصل مواجهة الإرهاب وستسعى لتطبيع الوضع حول التسوية الفلسطينية الإسرائيلية، وستواصل العمل حول القضية الأوكرانية.