البسوس الوهابية تثير فتنة يمنية و الزير لن يصالح.. هل تقوم واشنطن بالعمل القذر؟!

البسوس الوهابية تثير فتنة يمنية و الزير لن يصالح.. هل تقوم واشنطن بالعمل القذر؟!

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٨ ديسمبر ٢٠١٧

نادى قرن الشيطان من الرياض قُتلت ناقة البسوس، فارتعدت عظام بلقيس في قبرها خوفاً من فتنة ستعصف بأحفادها، لم يكن النظام السعودي بالنسبة لليمن إلا كالبسوس سبباً لكل فتنة، بل لقد لعبت الرياض هذا الدور في كل بقعة من المنطقة العربية، تارةً تعزف على الوتر الديني المذهبي، وتارةً أخرى على الوتر العرقي العربي.
ودون الدخول في مهاترات الأنساب للقبائل وتلك الأقاويل التي تفيد بأن آل سعود ما هم إلا شرارات ليهود الخزر، ولا علاقة لهم بالعرب وقبائلها، إلا أن الحقد السعودي تجاه اليمن لم يكن خافياً.
قتُل علي عبد الله صالح، فحملت الرياض تلك الحادثة كقميص عثمان تريد به اتهام أنصار الله، وتجيير الأمر ليكون سبباً في حشد العالم الغربي للتحرك الفعلي ضد اليمن بحجة محاربة الحوثيين كجماعة إرهابية شبيهة بداعش وفق زعمهم.
لا سيما وأن منظمات دولية نددت بجرائم حرب السعودية بحق الشعب اليمني، فكانت فرصة مقتل صالح بالنسبة للرياض فرصةً للتهرب من تهمها وذر الرماد في العيون لتوجيه الأبصار نحو الحوثيين ومحاولة التغطية على تلك الجرائم.
حادثة اغتيال صالح مع التأكيد على رفض أسلوبها كمبدأ إنساني لا أكثر، مع اختلافنا معه سياسياً، إلا أنه جعل وبحسب وصف بعض وسائل الإعلام الساحة اليمنية خاوية لحركة أنصار الله، ولا نعلم إن كان ذلك التوصيف الإعلامي لتل الوسائل بريئاً أم مقصوداً؟!.
حركة أنصار الله خاضت منذ التعسينيات حرباً ضروساً مع تنظيم القاعدة في صعدة، هذا التظيم بالإضافة للتيار السلفي التكفيري كان مدعوماً من قبل صالح ذاته، علماً بأن واشنطن كانت قد دعمت الرجل في اليمن من أجل قتال القاعدة، فاستغل الموقف وحاول مهادنة القاعدة للتخلص من الحوثيين أولاً.
خُلع صالح من الحكم ورأى في احتضان السعودية لمنصور عبد ربه دليلاً على عدم إمكانية عودته إلى المناخ السياسي بقرار سعودي، حاول فرض نفسه على الساحة اليمنية والخليجية كزعيم له أنصاره، انتقد الحوثيين ثم لم يلبث أن هادنهم وتحالف معهم، ليعود فجأة وينقلب عليهم بإرسال إشارات غزل تجاه السعودية والإمارات، والأخيرة كانت على اتصال معه للعب دور الوسيط بينه وبين الرياض.
لا شك بأن كلاً من الرياض والإمارات والبحرين والولايات المتحدة وتنظيم القاعدة يرون في الحوثيين عدواً مشتركاً لهم، مما يضع حركة أنصار الله في محور المقاومة دون تردد، ضمن هذا السياق كانت كلمة عبد الملك الحوثي مؤخراً تحمل رسائل كبيرة، لقد قال السيد الحوثي أنه يطلب الأمن والأمان لشعبه وبلاده مقابل توفير الأمن الاقتصادي لدول الخليج المعتدية، قالها الرجل بالحرف على من يريد الاستثمار في السعودية والامارات عليه أن يعلم بأن تلك الدول غير صالحة للاستثمار طالما أنها تتبع سياسات عدائية، ونصح المستثمرين بالتوجه نحو سلطنة عمان ودول شرق آسيا والعراق وسوريا التي تتجه نحو الأمان والأمن، ولعل هذه الرسالة بالذات كان لها مفعول قنبلة هيدروجينية في أروقة القرار السعودي.
الفترة المقبلة ستحمل مزيداً من التصعيد في اليمن، ستلجأ الرياض لتأجيج الفتنة والبحث عن فرق وميليشيات معادية للحوثيين من أجل دعمها مالياً و عسكرياً، إضافةً إلى أن النظام السعودي سيعمد إلى دفع واشنطن لشن عمل ما في اليمن بحجة تهديد الحوثيين لكل أنظمة الخليج والاستمثارات فيها، وفي هذا إشارة تحذير للشركات الأمريكية والغربية التي تستثمر في السعودية والإمارات تحديداً ما سيجعل أصحاب تلك الشركات وهم من المؤثرين في القرار الغربي للتحرك أيضاً ضد الحوثيين ، وسيكون على الأخيرين اتباع سيرة الزير سالم في قتال الأمريكي والسعودي … والوصية لا تصالح.
عاجل