«القمة الخليجية»: تميم «وحيداً» في اجتماع الدقائق العشرين!

«القمة الخليجية»: تميم «وحيداً» في اجتماع الدقائق العشرين!

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٦ ديسمبر ٢٠١٧

جاءت قمة الكويت مستعجلة، في ظل أرقام «غير مسبوقة» سجلتها لناحية مدتها ومستوى التمثيل. ورغم أنها ــ كما هو متوقع ــ لم تنهِ الأزمة الخليجية، فإنها أبقت على «مجلس التعاون» هيكلاً قائماً بلا روح، فيما استنسخ البيان سابقيه، من دون إشارة إلى مقاطعة قطر

انتهى اليومان المقرران للقمة الخليجية الثامنة والثلاثين المنعقدة في الكويت أمس خلال خمس وسبعين دقيقة فقط، منها 55 دقيقة استراحة، كما سجلت أرقاماً «غير مسبوقة» في أكثر من جانب، إذ إن الجلستين الافتتاحية والختامية لم تستمرا سوى نحو عشرين دقيقة، لتكون بذلك أقصر قمة خليجية.

وشهدت قمة الكويت أدنى مستوى تمثيل في تاريخ القمم منذ إنشاء «مجلس التعاون الخليجي» عام 1981، إذ شارك فيها زعيمان فقط هما: أمير الكويت (الذي تترأس بلاده القمة)، إذ يمثل حضوره لازمة بروتوكولية، والثاني هو أمير قطر تميم بن حمد، الذي بدا وحيداً بعدما غاب أربعة من قادة دول الخليج، علماً بأن غياب السلطان العماني، قابوس بن سعيد، مستمر منذ أكثر من عشر سنوات.
ورغم أن مصادر ديبلوماسية كانت قد أكدت أول من أمس، عقب الاجتماع التحضيري لوزراء الخارجية الخليجيين، حضور القيادة السعودية ممثّلة بالملك سلمان، أو وليّ عهده محمد بن سلمان، فإن أياً منهما لم يأتِ. وما زاد الإيحاء بأن الأمور تسير إلى الاتفاق هو اكتمال نصاب وزراء الخارجية، وبعض التصريحات الإيجابية من عدد منهم، فيما صمتت البقية (راجع عدد أمس).
وبذلك، أخفقت كل التوقعات بأن القمة ستنهي أزمة خليجية عمرها نحو ستة أشهر، جراء مقاطعة الرياض والمنامة وأبو ظبي، إلى جانب القاهرة، للدوحة، وفرض «حصار» عليها. وقد صدر بيان ختامي مطوّل وإعلان مقتضب تُلي في الجلسة الختامية، حمل عنوان «إعلان الكويت»، فيما لم يكن مستغرباً أن يتجاهل كلاهما ملف الأزمة الخليجية. وبعد ذلك، أعلنت استضافة عُمان القمة الخليجية المقبلة، لتكون أول قمة تستضيفها السلطنة منذ عشرة أعوام.
ومثّل عمان في القمة نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، فهد بن محمود، فيما شاركت الدول الخليجية الثلاث المقاطعة لقطر بمستوى تمثيل هو الأدنى في تاريخ مشاركاتها، إذ ترأس وفد السعودية وزير الخارجية عادل الجبير، فيما ترأس وفد البحرين نائب رئيس مجلس الوزراء محمد بن مبارك آل خليفة، وترأس وفد الإمارات وزير الدولة للشؤون الخارجية أنور قرقاش.
وبمجرد انتهاء القمة قبل موعدها المقرر، سارع إلى المغادرة كلّ من الجبير والوفد المرافق له، وكذلك قرقاش والوفد الإماراتي، وأيضاً الممثل العماني ابن محمود. لكن كان لافتاً اللقاء الذي جمع وزيري خارجية السعودية وقطر، عشية القمة، وهو أول اجتماع من نوعه منذ بداية الأزمة، كما شارك فيه الوزير العماني للشؤون الخارجية، يوسف بن علوي.
وفي افتتاح القمة، قال أمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح «لقد عصفت بنا خلال الأشهر الستة الماضية أحداث مؤلمة وتطورات سلبية ولكننا... استطعنا التهدئة وسنواصل هذا الدور». ودعا إلى تعديل النظام الأساسي لـ«مجلس التعاون»، وذلك «لوضع آلية محددة لفضّ النزاعات بين الدول الأعضاء».
أما قرقاش، فقال على هامش القمة إنها تجري في ظل «ظروف حساسة»، لكنه رأى في الاجتماع «خطوة إيجابية». مع ذلك، زادت الشكوك بشأن مستقبل المجلس جراء إعلان الإمارات قبل ساعات من انطلاق القمة تشكيل «لجنة للتعاون» العسكري والاقتصادي مع السعودية. وأفاد مرسوم أعلنه رئيس الإمارات، خليفة بن زايد، أن اللجنة ستكون مكلفة بـ«التعاون والتنسيق» بين البلدين في المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية والتجارية والثقافية، علماً بأنه سيترأس اللجنة ولي عهد أبو ظبي، محمد بن زايد.
وفي البيان الختامي، ركّزت القمة على المشترك اليتيم بين دول الخليج، إذ أكد البيان «حرص المجلس الأعلى على دور مجلس التعاون وتماسكه ووحدة الصف بين أعضائه»، ثم إدانة «جميع الأعمال الإرهابية» التي تفعلها إيران.
أما عن اليمن، فأعرب المجلس عن قلقه البالغ تجاه «التطورات المؤسفة للأحداث في العاصمة صنعاء وبعض المحافظات التي تقبع تحت سيطرة الميليشيات الحوثية التابعة والمدعومة من إيران»، مديناً «التصفيات الجسدية البشعة التي ذهب ضحيتها المئات، ومن بينهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح». كذلك أشاد بـ«الإنجازات التي حققها الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية... لجميع أنحاء الجمهورية اليمنية»، وشاكراً «الدعم الإنساني الذي تقدمه بقية دول المجلس والولايات المتحدة والمملكة المتحدة (بريطانيا)». ودعا «المجتمع الدولي إلى الوقوف بحزم ضد استهداف المدن بالصواريخ الباليستية».
وفي وقتٍ سابق للقمة، استقبل أمير الكويت في مطار العاصمة وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، فيما نقلت «وكالة الأنباء الكويتية» (كونا) أن «المقابلة حضرها ولي العهد الكويتي الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، ورئيس مجلس الوزراء الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح». وكان ماتيس قد وصل الكويت الأحد قبل أن يغادرها إلى باكستان أول من أمس، لكن الوكالة الكويتية أعلنت عودته مجدداً إلى البلاد. كذلك ذكرت أن ماتيس نقل «تحيات وتقدير الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتمنياته لأمير البلاد ولشعب دولة الكويت». في المقابل، حمّل أمير الكويت ماتيس «تحياته وتقديره لترامب»، فيما لم تذكر الوكالة مزيداً من التفاصيل حول فحوى اللقاء الذي عقد قبيل القمة.