أمريكا تائهة في سورية...وحرب أخرى تلوح في الأفق

أمريكا تائهة في سورية...وحرب أخرى تلوح في الأفق

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ١ ديسمبر ٢٠١٧

أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة "نورث إيسترن" الأمريكية ماكس أبراهمز، في حوار مع وكالة "سبوتنيك" حول تقلبات السياسة الأمريكية فيما يتعلق بالتواجد الأمريكي في سورية وخاصة بعد التقارير التي أفادت بوقف البنتاغون توريد الأسلحة إلى الأكراد في سورية، دو وأنه يعمل فقط على عدد من التعديلات على السياسة القديمة. أكد أن"التفاصيل غامضة بعض الشيء، بعد أن كان هناك إجماع كبير حول الوضع العسكري في سورية، وخاصة فيما يتعلق بالقضاء على "داعش"، "فإن هناك العديد من الجهات الفاعلة في العالم - الولايات المتحدة وروسيا ووحدات حماية الشعب والمقاتلين الأكراد والجيش العربي السوري - كلهم ​​يمكن أن يوافقوا على التخلص من التنظيم الإرهابي".

وتابع أبراهمز "ولكن عملية استنزاف "داعش" تجري حاليا بسرعة كبيرة وخاصة في سورية، التي تقودها مجموعة كاملة من الجهات الفاعلة على الأراضي السورية، الذين لا يتداخلون بأي شكل من الأشكال مع مصالحهم الاستراتيجية".

 وأشار السياسي الأمريكي إلى أن: "السؤال الآن هو ما الذي ستفعله هذه الجهات الفاعلة المتبقية، وكيف سيتعايشون؟ وقد رأت الولايات المتحدة منذ فترة طويلة أن الأكراد حليف عظيم للعمل كقوات برية ضد "داعش"، حيث يكتسي هذا الأمر أهمية خاصة بعد أن اتضح أن ما يسمى بـ"المتمردين العرب" غير فعالين، والذين انخرطوا بشكل سريع تحت لواء التنظيم، فقد تبين أنهم أكثر تطرفا مما توقعته الولايات المتحدة.

واستكمل:

"وبطبيعة الحال، تعارض تركيا دعم الأكراد لأسباب واضحة، وهي اعتبارها إياهم كجماعة تابعة لحزب العمال الكردستاني، وهي الجماعة الإرهابية الكردية التي افترست آلاف الأتراك على مر السنين. لذلك، فإن الولايات المتحدة تتعهد بوقف تمويل المقاتلين الأكراد".

وأضاف أبراهمز: "إلا أنه هناك قدر كبير من التعاطف مع الأكراد في الولايات المتحدة، فقد كانوا حلفاء في قضائهم على "داعش"، ولكن، في نهاية المطاف، هذه الأنواع من المشاعر لن تجدي اليوم، وأعتقد أن الولايات المتحدة لا ترى في الأكراد خطرا محدقا".

وعن سؤال: "لماذا تعتقد أن واشنطن قد غيرت قرارها الآن؟"، أوضح أبراهمز: "أعتقد أن الوضع في سورية مقلق للغاية من وجهة نظر الولايات المتحدة، على الرغم من أنها حققت تقدما هائلا ضد "داعش"، "كما أن هناك إحساسا حقيقيا بأن المنتصرين في سورية قد اتخذتهم الولايات المتحدة كخصوم: فمن الواضح أن روسيا لديها موقف أقوى في سورية مما كانت عليه قبل أن تشارك في عام 2015، وأن الحكومة السورية لم تعد موضع اتهام".

واختتم الخبير السياسي الأمريكي:

"الولايات المتحدة ستتحالف طوال  تلك الحرب الباردة مع "إسرائيل"، فكل هذه الكيانات، التي تعتبرها الولايات المتحدة خصوما هي في الأساس ليست بعيدة عن الحدود الشمالية "لإسرائيل".