عون يجري مشاورات مع قادة القوى السياسية للخروج من الأزمة الراهنة

عون يجري مشاورات مع قادة القوى السياسية للخروج من الأزمة الراهنة

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ٢٧ نوفمبر ٢٠١٧

بدأ الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، جولة استشارات مع ممثلين عن القوى السياسية في البلاد، في محاولة للوصول إلى تفاهمات وطنية بعد الأزمة السياسية التي نتجت عن إعلان رئيس الحكومة سعد الحريري استقالته، وموافقته إثر ذلك على التريّث في تقديمها رسميا.
وتتركز المشاورات على كيفية الحفاظ الاستقرار الأمني في لبنان، ومفهوم كل طرف لسياسة "النأي بالنفس" عن الأزمات الإقليمية، والعلاقات مع الدول العربية، والموقف من "إسرائيل"، واتفاق الطائف، والوضع الحكومي.

وتعد تلك القضايا من بين المسائل الخلافية في لبنان، التي دفعت رئيس الحكومة سعد الحريري إلى تقديم استقالته، بضغط من السعودية، غداة زيارة مفاجئة قام بها إلى الرياض في الرابع من تشرين الثاني الحالي، ما أشعل شرارة أزمة سياسية حادة.

وبعد إقامة استمرت 18 يوماً في الرياض، وتشتبه السلطات اللبنانية، بما في ذلك رئاسة الجمهورية، إنها كانت "قسرية"، عاد الحريري إلى لبنان، في الحادي والعشرين من تشرين الثاني، بعد زيارة قام بها إلى باريس، ثم إلى القاهرة، ليعلن بعد يوم، موافقته على طلب رئيس الجمهورية التريّث في تقديم استقالته، لفتح المجال أمام حوار وطني لحل يستهدف الوصول إلى تفاهمات عامة حول السياسة الخارجية.

وقال رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، وهي الكتلة البرلمانية لـحزب الله في البرلمان اللبناني النائب محمد رعد، بعد لقائه عون، إن التشاور مهم في حضرة رئيس جمهورية قوي.

وأضاف "بحثنا في ما يتعلق بحماية لبنان وضمان استقلال قراره واستئناف عمل حكومته وعودة الحياة السياسية إلى طبيعتها"، مشدداً على أن "الآراء متطابقة مع الرئيس عون ونأمل أن ننطلق من القول إلى الفعل".

من جهته، قال رئيس حزب "الكتائب اللبنانية" النائب سامي الجميّل، بعد اللقاء مع عون، إن "ما نؤمن به الحياد الكامل للبنان وليس النأي بالنفس، فالدفاع عن لبنان شيء والحياد عن الصراعات الإقليمية شيء آخر"، مشدداً على أن "شرط الحياد هو السيادة، ولا حياد ولا دولة بلا سيادة الدولة وحصرية السلاح في يد الدولة اللبنانية"، في إشارة إلى سلاح حزب الله.

أما رئيس "الحزب الديمقراطي اللبناني" طلال ارسلان، فقال، في تصريح بعد اللقاء مع عون، "إننا نؤيد موقف رئيس الجمهورية وندعم توجهاته للم الشمل، ومنفتحون على الحوار مع كل القوى، ونريد اجوبة واضحة ماذا تعني عبارة النأي بالنفس".

كما أكد النائب عن حزب "الطاشناق" الأرمني هاغوب بقرادونيان، "إننا أكدنا وقوفنا إلى جانب رئيس الجمهورية في هذه المبادرة لإعادة الانتظام إلى العمل السياسي الرسمي في البلد، وتمنينا الاستمرار في المبادرة للخروج من الأزمة. ونأمل أن يدعو الرئيس سعد الحريري إلى جلسة لمجلس الوزراء والاستمرار بالعمل حتى الانتخابات النيابية بناء على البيان الوزاري والتسوية الرئاسية".

من جهته، قال رئيس "​اللقاء الديمقراطي"​ النائب ​وليد جنبلاط، في تصريح للصحافيين بعد لقائه رئيس الجمهورية، إن "الأزمة العابرة والصعبة التي مررنا بها أثبت الرئيس ميشال عون شجاعة هائلة وحكمة كبيرة جدا في كيفية الدوزنة السياسية من أجل الخروج من المأزق وكانت مواقفه جدا مهمة واستطعنا من خلالها أن نصل إلى شاطئ الأمان". وأضاف "أوكلت له (رئيس الجمهورية) معالجة الأمور الباقية ونثق بحكمته".

ورأى جنبلاط أنه "من الأفضل ومن الحكمة أن لا يشار في أية محادثات قادمة إلى قضية سلاح (حزب الله) لأننا سنعود إلى الحوارات السابقة وهذا الأمر غير مجدي"، مضيفاً "فلنتحدث عن ​النأي بالنفس​ وكيفيته".

أما رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع ، فقال بعد لقائه عون إن "هناك مقومات للاستقرار في البلد ومن أجل الوصول إلى نتيجة يجب الذهاب إلى السبب العميق للأزمة ومحاولة حلها، وكل شيء له حل لكن الحلول لها مقوماتها".

واعتبر أن "مسألة "النأي بالنفس" هي واقع معيوش على مستوى الشرق الأوسط الذي يعيش أزمة كبيرة، ومن المهم أن نفعل كل ما يجب فعله ليبقى لبنان بمنأى عمّا يجري في المنطقة".

وأكد جعجع أن "الدولة يجب أن تكون دولة فعلية وإلا فسنبقى معرضين للمخاطر، فموضوع سلاح (حزب الله) مطروح يميناً ويساراً، ولكن يمكننا أن نذهب إلى مرحلة يصح فيها المثل القائل: "لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم، بحيث نوفر كل مقومات الاستقرار المطلوبة".