حقيقة عرض الحريري الوساطة بين إيران والسعودية

حقيقة عرض الحريري الوساطة بين إيران والسعودية

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ١٤ نوفمبر ٢٠١٧

رغم نفي المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري، ما أعلنه مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، بأن الحريري عرض التوسط بين إيران والسعودية، حيث قال البيان إن "الحريري لم يعرض التوسط، بل عرض وجهة نظره بضرورة وقف تدخلات إيران في اليمن، كمدخل وشرط مسبق لأي تحسين للعلاقات بينها وبين السعودية"، كان للخبراء آراء أخرى.
وقال رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات في لبنان العميد الركن د. هشام جابر، "إنه سواء عرض رئيس الوزراء المستقيل سعد الحريري الوساطة أم لم يعرضها، فإن الأمور تبدو الآن بين - بين، فكلاهما على حق، أولا لأن اللقاء الأخير مع علي أكبر ولايتي تطرق لأكثر من نقطة حساسة، وكان اللقاء جيدا".
وأضاف جابر، في تصريحات خاصة لـوكالة "سبوتنيك"، أن "ما تسرب من هذا الاجتماع، هو أن الرئيس سعد الحريري شرح للموفد الإيراني علي أكبر ولايتي، هواجس المملكة العربية السعودية بالنسبة لإيران، وانزعاج المملكة من التمدد الإيراني بالمنطقة، والجميع يعرفون أن الإيرانيين مرنون جداً، ولذلك فهم دائماً ما يقولون إنهم لا يريدون إلا الخير ويمدون أيديهم للجميع".
 
وتابع "أنا لا أستبعد أن الموفد الإيراني طرح على الرئيس الحريري وطلب منه إبلاغ رسالة إلى الجانب السعودي أن إيران مستعدة للتفاوض مع السعودية في كل المواضيع الشائكة، والحريري حتماً لن يقول أنا لا علاقة لي، فبالتأكيد قال أنه مستعد أن ينقل هذه الرسالة ويلعب دور الوسيط، وأعتقد أن هذا هو الواقع الذي حدث".
 
وأوضح أنه "من الطبيعي أن ينفي الرئيس سعد الحريري وجود أي علاقات قوية مع الإيرانيين، فهذا هو الموقف المنتظر منه حتى وإن كان عكس الواقع، فالرجل يتعرض لضغوط قوية جداً داخل المملكة العربية السعودية، لأن ظروف وجوده هناك غير طبيعية، وظروف استقالته من الرياض غير طبيعية، على الرغم من أن لقائه الأخير بالتلفزيون اعتبره البعض إيجابيا".
 
في المقابل، اعتبر المحلل السياسي الإيراني أحمدي الصادق، في تصريح خاص لـ"سبوتنيك"، أن إعلان مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي، بشأن عرض رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري الوساطة بين السعودية وإيران من أجل تحقيق التقارب في وجهتي النظر بين البلدين، لا يلام عليه أحد، ولكن الظرف الذي يمر به الحريري يجعله ينفي بالتأكيد.
 
وأضاف الصادق،  أنه "من الطبيعي أن ينفي الحريري أن له علاقة بإيران أو محاولته التدخل والتوسط، خاصة مع ما يشاع عن احتجازه في المملكة العربية السعودية، ولكن من غير الطبيعي أن يتجاهل الرجل اتفاقاً بينه وبين ممثل المرشد الإيراني، الذي أكد أن بلاده تمد يدها بالخير والسلام للسعودية".
 
ولفت المحلل السياسي الإيراني، إلى أن مجرد النفي يعني أن المملكة لديها توجهات أخرى، وتصر على ميولها العدائية تجاه طهران، على الرغم من تكرار تصريحات المسؤولين الإيرانيين بمختلف مستوياتهم بشأن استعداد الدولة للتعاون مع السعودية والتوصل إلى نقاط اتفاق تضمن إنهاء الخلافات المتصاعدة بين الجانبين منذ عدة سنوات.
 
وأكد الخبير الإيراني على أن بلاده ما زالت مستعدة للتفاوض والتصالح مع المملكة، حيث أن نفي سعد الحريري لعرضه الوساطة لا يؤثر في توجه الدولة، التي تحرص على إقامة علاقات سليمة وجيدة مع جميع دول العالم، وبشكل خاص الدول التي تعتبر أن النفوذ الإيراني المتزايد في المنطقة، والذي يأتي من منطلق متانة العلاقات مع العالم العربي والغربي، يشكل خطراً عليها.