تناغم بين أمريكا وداعش في الرقة بعد سيطرة الأكراد على المدينة.. الى أين ينقل الأمريكان الارهابيين؟

تناغم بين أمريكا وداعش في الرقة بعد سيطرة الأكراد على المدينة.. الى أين ينقل الأمريكان الارهابيين؟

أخبار عربية ودولية

السبت، ١٤ أكتوبر ٢٠١٧

في سياق آخر المجريات على ساحة الحرب في سوريا، ظهرت بوادر تناغم بين القوات الامريكية وتنظيم داعش الارهابي في الرقة تزامنا مع ولوج الأكراد الى المدينة، لاسيما وأن واشنطن وافقت على نقل التنظيم الارهابي الى الجبهة الشرقية في دير الزور ليصبح عبئا على الجيش السوري.  

وفي هذا السياق أعلن وزير الدفاع الأمريكي "جيمس ماتيس" أن التحالف الدولي الذي تقوده بلاده سيقبل باستسلام عناصر داعش في الرقة بشمال سورية وسط شكوك بشأن سرعة تخلي التنظيم عن أهم مقعل له في سوريا.

وجاء تصريح ماتيس اليوم السبت لقناة "الحرة" الأمريكية حيث زعم: إذا استسلم (عناصر التنظيم) فبالطبع سنقبل باستسلامهم، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الأكثر تعصبا بينهم لن يسمحوا بذلك، وسوف يقاتلون حتى النهاية، لافتا إلى أنهم يمنعون المدنيين من الفرار الى مواقعنا.

وتابع الوزير الامريكي، أنه مع انهيار الأرض تحت أقدام مقاتلي داعش، صاروا أكثر فأكثر لديهم الرغبة في الاستسلام، لافتا إلى أنه سيجري التحقيق مع المستسلمين بغرض الحصول على معلومات، وستعتقلهم قوات سورية الديموقراطية أو أية جهة ستلقي القبض عليهم.

يشار الى أن عدد المدنيين الذين ما زالوا موجودين في الرقة يصل الى نحو 4000 شخص، يحتجزهم عناصر التنظيم الارهابي كدروع بشرية بين 300 و400 مقاتل من داعش الإجرامي.

من جانبها أعلنت القوات الكردية في سوريا، اليوم السبت، إن القوات التي تقاتل تنظيم داعش في الرقة توشك على إلحاق الهزيمة به وإن إعلان تحرير المدينة من الارهابيين ربما يكون اليوم أو غدا.

وصرّح المتحدث باسم وحدات حماية الشعب الكردية "نوري محمود" لرويترز: المعارك مستمرة في مدينة الرقة، وداعش على وشك الانتهاء. ربما يكون تحرير الرقة بشكل عام اليوم أو غدا.

جدير بالذكر أنه سقط مئات المدنيين ضحايا جرّاء كثافة الغارات الجوية التي تشنّها طائرات التحالف الأمريكي مؤخرا، مع سعي الفصائل الكردية والعربية بقوات سوريا الديمقراطية لطرد إرهابيي تنظيم داعش من معاقلهم الأخيرة بمدينة الرقة التي كانت تعدّ المعقل الرئيسي للتنظيم الارهابي.

ويوم الخميس الماضي فرّ مئات المدنيين من الرقة، كثير منهم يعانون من إصابات وسوء تغذية بعد محاصرتهم لشهور بسبب القتال بين التنظيم وقوات سوريا الديمقراطية، علاوة على الغارات العمياء لطائرات التحالف الدولي التي دمّرت المدينة.

ومايثير الشكوك بشأن التناغم الملحوظ بين أمريكا وتنظيم داعش الارهابي في سوريا، ما أقدمت عليه القوات الامريكية تزامنا مع تحرير الرقة من داعش، حيث أعربت عن استعدادها للسماح بالارهابيين باللجوء الى شرق دير الزور.

وكان قد أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، اليوم السبت: إن هناك حافلات داخل الرقة  السورية لنقل من تبقى من مقاتلي تنظيم داعش وأسرهم إلى خارج المدينة المنهكة.

علاوة على ماسبق كشف متحدث باسم التحالف الامريكي فى تصريحات لرويترز، اليوم السبت، عن أن نحو 100 مقاتل من التنظيم استسلموا في الرقة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية وتم إخراجهم من المدينة.

الأمر الذي يثير علامات استفهام بشأن إخراجهم من المدينة والسماح لهم بالبقاء في مناطق شرق سوريا.

كما زعم الكولونيل "رايان ديلون" قائلا: ما زلنا نتوقع قتالا صعبا في الأيام القادمة ولن نحدد توقيتا للموعد الذي نظن أن إلحاق الهزيمة التامة لتنظيم داعش سيحدث في الرقة.

والمثير للقلق أن كافة الارهابيين الدواعش خرجوا من مدينة الرقة خلال الايام الخمسة الماضية، ويبلغ عددهم نحو مئتين، وقد خرجوا مع عائلاهم الى جهات غير محددة.

وكانت قد أكدت مصادر لوسائل إعلام عربية يوم الجمعة، أن مدينة الرقة السورية باتت خالية من داعش بشكل كامل، موضحة أن من تبقى من مسلحي داعش في الرقة استسلموا لقوات سوريا الديمقراطية.

ومايزيد الطين بلّة أن استسلام عناصر التنظيم جاء نتيجة التوصل لاتفاق بين التحالف الدولي وقوات سوريا الديمقراطية من طرف وداعش الارهابي من طرف آخر، قضى بخروج المتبقين من المتطرفين من مدينة الرقة نحو دير الزور لوضعهم في الجبهة أمام الجيش السوري.

وعلى جبهة دير الزور التي تكاد تكون تحت سيطرة الجيش السوري بالكامل، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن بمقتل 8 من عناصر قوات سوريا الديمقراطية (قسد) في هجوم شنّه مسلحو داعش على مواقع لهم في ريف دير الزور.

وفي أوائل الشهر الجاري تمكّنت قوات سوريا الديموقراطية الكردية من السيطرة على حقول الجفرة النفطية شمال شرق مدينة دير الزور.