نصر الله: بعد فشل مشروع داعش عادوا إلى مشروع تقسيم المنطقة والبداية من إقليم كردستان

نصر الله: بعد فشل مشروع داعش عادوا إلى مشروع تقسيم المنطقة والبداية من إقليم كردستان

أخبار عربية ودولية

السبت، ٣٠ سبتمبر ٢٠١٧

دعا الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله إلى الحفاظ على الاستقرار السياسي والحالة القائمة، معتبراً أن إدارة شؤون لبنان لا يمكن أن تتم بعقلية التحدي والمكاسرة، بل بلغة البحث عن حلول.

وفي كلمة له في ليلة العاشر من محرم، أضاف نصر الله "مهما كانت التباينات والاختلافات يمكننا أن نصل حلول كما حصل سابقاً في قضية قانون الانتخاب".

وعما يدور الحديث عنه في وسائل الإعلام اللبنانية، قال نصر الله "نسمع في الأيام الأخيرة بعض ما يتم تداوله عن أن هناك من يحضّر لمواجهة سياسية جديدة في لبنان"، مشدداً على مصلحة لبنان الحقيقية تكمن في تجنّب الدخول في أية مواجهة على المستوى الوطني.

وأشار أمين عام حزب الله إلى أن ما يقوله "لا يأتي من موقع ضعف أو خوف او ضعف، سواء على مستوى حزب الله أو على مستوى محور المقاومة".

وأضاف قائلاً "لا أنصح أحداً وخصوصاً السعودية بالتفكير بدفع لبنان إلى المواجهة الداخلية او الإقليمية"، مؤكداً "أن حزب الله يدعم استمرار الحكومة اللبنانية الحالية حتى إجراء الانتخابات النيابية المقبلة في إطار من التعاون الإيجابي".

وشجّع نصر الله على المسارعة إلى حل الأزمة التي استجدت بشأن سلسلة الرتب والرواتب، لافتاً إلى أن هذا الأمر يشكل عاملاً مبشّراً للّبنانيين بشأن حكومتهم.

وبشأن ما يدور عن إمكانية تأجيل الانتخابات النيابية المقبلة في لبنان، ضمّ نصر الله صوته إلى صوت رئيس مجلس النواب نبيه بري مؤكداً أن الانتخابات ستجري في موعدها المقرر ولن يكون هناك أي تمديد.

وتابع حزب الله "الانتخابات يجب أن تجري على أساس القانون الذي تم إقراره في مجلس النواب من دون فتح باب تعديل هذا القانون"، رافضاً التأجيل في هذا الإطار و"لو ليوم واحد".

لبنان أكثر أمناً من الولايات المتحدة نفسها

ونوّه أمين عام حزب الله بإنجاز تحرير كامل السلسلة الشرقية والجرود، مثمّناً تضحيات الجيش اللبناني في هذا السياق.

واعتبر نصر الله أن التهديد الإرهابي بعد تحرير الجرود تراجع لكنه لم ينتهِ، معلناً أن القاعدة اللوجستية البشرية لانطلاق العمليات الإرهابية تجاه المدن والبلدات اللبنانية انتهت.

وعن الوضع الأمني في لبنان، قال نصر الله "رغم تفاهات بعض السفارات الأجنبية في لبنان، ننوّه بأن لبنان من أكثر البلدان أمناً في العالم"، مضيفاً "لبنان أكثر أمناً من الولايات المتحدة نفسها".

وبشأن وضع المخيمات الفلسطينية في لبنان، ذكّر نصر الله أن حزب الله ليس مع المقاربة الأمنية لوضع المخيمات، بل مع مقاربة الشاملة التي تعزز التعاون اللبناني – الفلسطيني.

ورأى أن المناكفة الأمنية والتضخيم الإعلام يساهمان في تكبير بعض الأحداث الأمنية الصغيرة.

 

وعن قضية إطلاق النار في الهواء التي تحصل في لبنان عند عدة مناسبات، ذكّر نصر الله أن إطلاق النار في الهواء حرام شرعاً عند السنّة والشيعة، مشيراً إلى أنه رغم كل المناشدات السابقة لمنع هذا الأمر فإن بعض القوى السياسية لم تحرّك ساكناً.

أقول للنازحين السوريين في لبنان إن مصلحتكم الحقيقية تكمن في العودة

وبخصوص قضية النازحين السوريين إلى لبنان، رأى نصر الله أن هناك إجماعاً في لبنان على وجود مشكلة في موضوع النازحين.

وأشار نصر الله إلى أن الوزارات والقوى السياسية المعنية "لا تعمل حتى على العودة الطوعية قبل الوصول إلى العودة الآمنة".

ووجّه كلامه للنازحين قائلاً "أقول للنازحين السوريين في لبنان إن مصلحتكم الحقيقية تكمن في العودة إلى بلدكم"، مضيفاً أن "بعض القوى السياسية اللبناني تطالب بأن يكون لبنان منصة أساسية لإعادة إعمار سوريا من دون الحديث مع دمشق".

وشدد الأمين العام لحزب الله على أنه "لا يجوز أن يستمر استغلال قضية النازحين السوريين كملف للمزايدة الانتخابية".

وعن كلمة الرئيس اللبناني ميشال عون في الجمعية العام للأمم المتحدة مؤخراً، اعتبر نصر الله أنه عندما يعود الرئيس اللبناني حاملاً للقضية الفلسطينية وللمقدسات فهذه نقطة امتياز للبنان.

وبشأن الخروقات الإسرائيلية في جنوب لبنان، قال نصر الله "لا يجوز التساهل مع الخروقات الإسرائيلية كزرع الكاميرات المفخخة وأجهزة التنصت في لبنان".

وأعلن نصر الله "إذا لم تُعالج قضية الخروقات الإسرائيلية بالوسائل السياسية فنحن سنبحث عن وسيلة للعلاج"، سائلاً في هذا المضمار" "الكاميرات المفخخة وأجهزة التنصت المزروعة في الأراضي اللبنانية أليست خرقاً للقرار 1701"؟

وحول الشأن الفلسطيني، أشار نصر الله إلى أن ما يُقال عن مشروع لتسوية إسرائيلية – فلسطينية يقوم على خلفية تجميع القوى ضد إيران ومحور المقاومة، مضيفاً "رأس الحربة فب المشروع ضد محور المقاومة هم حكام السعودية".

واتهم حزب الله حكام السعودية بأنه يريدون أخذ المنطقة إلى حروب جديدة تصب في مصلحة تل أبيب وواشنطن.

وتابع نصر الله "حكام السعودية يقولون أنهم يريدون محاربة النفوذ الإيراني، لكن فعلياً فإن فشل مشاريعهم يدعم نفوذ طهران"، معتبراً عن عدم اعتقاده بإمكانية أن يسمح الإسرائيليون بإنجاز تسوية تحفظ الحد الأدنى من ماء وجه الفريق الذي يفاوضهم.

 

القضية لا تتعلّق باستفتاء أو بتقرير مصير بل بتقسيم المنطقة على أسس عرقية

 وعن حال تنظيم داعش اليوم، رأى نصر الله أن التنظيم بات في نهايته في العراق وسوريا، معقباً "القضية مسألة وقت". كما أشار نصر الله إلى "الباحثين عن الموت من عناصر داعش سيحاولون تنفيذ هجمات متفرّقة للاستنزاف وتأخير الحسم".

وسأل"لو انتصر داعش ماذا كان مصير السعودية وباقي دول الخليج وبلدان شمال أفريقيا"؟ لافتاً إلى أن إسرائيل باتت قلقة لأن داعش يُهزم في المنطقة.

 وتحدث نصر الله عن قضية استفتاء كردستان العراق من أجل الانفصال، فقال "نحن ننتهي من مؤامرة داعش التي صنعتها إسرائيل ودعمتها قوى إقليمية، فإن المنطقة تتحضّر لمشروع التقسيم"، مضيفاً "بعد فشل مشروع داعش عادوا إلى مشروع تقسيم المنطقة والبداية من إقليم كردستان العراق".

واعتبر أن القضية لا تتعلّق باستفتاء أو بتقرير مصير بل بتقسيم المنطقة على أسس عرقية" وبأن ما يجري في كردستان العراق بأنه يهدد المنطقة كلها، مشيراً إلى أن إسرائيل هي الداعم الوحيد لانفصال الإقليم.

وبخصوص الموقف الأميركي من هذا الأمر، أكد أمين عام حزب الله أنه لا يجوز الوثوق بهذا الموقف، قائلاً إن ثمة أصوات أميركية بدأت تدعو لدعم الانفصال.

ووجّه نصر الله كلامه للحكام في السعودية، مؤكداً أن انفصال كردستان العراق إن حصل، سيصل لاحقاً إلى السعودية ويؤدي إلى تقسيمها، معقباً "السعودية من أكثر دول المنطقة المؤهلة للتقسيم".

وأردف قائلاً "إذا تم تقسيم المنطقة فإن الدول التي ستقوم ستتصارع فيما بينها لعشرات السنين بفعل الجهود الإسرائيلية في هذا الإطار".

وإذ رأى أن التقسيم يعني أخذ المنطقة إلى حروب لا يعلم مداها سوى الله، أكد أن المشكلة ليست مع الشعب الكردي بل مع سياسيين كرد لهم مشاريعهم ومصالحهم.

وفي حال توحدت الدول العربية والإسلامية على رفض التقسيم، أكد نصر الله أن "القيادات الكردية المتورّطة ستعود إلى الحوار".