كوشنير.. الجولة الأخطر.. تسوية أمنية اقتصادية.. والا!!

كوشنير.. الجولة الأخطر.. تسوية أمنية اقتصادية.. والا!!

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٢٤ أغسطس ٢٠١٧

وفد أمريكي برئاسة جاريد كوشنير صهر الرئيس دونالد ترامب وعضوية جايسون غرينبلات مبعوثه للمفاوضات ونائب رئيس مجلس الأمن القومي في جولة جديدة بالمنطقة، والهدف منها كما تقول واشنطن واصدقاؤها، هو محاولة احياء عملية السلام بين الفلسطينيين والاسرائيليين، دون ذكر لسقف زمني، أو أية اسنادات أخرى يمكن أن تعطي آمالا للطرف صاحب الحق المهضوم، أما أصدقاء أمريكا في المنطقة فهم متفائلون، ولا علم لنا، على ماذا استندوا ليعلنوا تفاؤلهم. وفي قيادة السلطة الفلسطينية، الغموض يكتنف مواقفها، و "الناطقون" ــ وهم كثر ــ امتنعوا حتى الان عن التعليق. هذه الجولة برئاسة كوشنير حسب ما توفر لـ (المنـار) من معلومات هي الأخطر من سابقاتها، فبعد أن وضعت واشنطن أمام القيادة الفلسطينية الاشتراطات والمطالب، ها هي ترسل وفدا الى المنطقة ذا صبغة سياسية أمنية، مما يعني وحسب مصادر مطلعة أن كوشنير يحمل معه "تسوية تهدئة" كما أسمتها هذه المصادر، أي ليس حلا للصراع الفلسطيني الاسرائيلي، وحتى يمكن تمرير هذه التسوية "الانتقالية" التي قد تفضي يوما، الى اعتبارها تسوية دائمة مع مرور السنوات، زار الموفد الامريكي وهو كبير مستشاري حاكم البيت الابيض عددا من العواصم العربية، ليطلعها على ما يحمله في جعبته، ومن ثم تستعد لفرضها في الساحة الفلسطينية عبر الاساليب والطرق التي تراها مناسبة، هذا اذا ما أرادت العواصم العربية المذكورة استقرارا في ساحاتها، وبناء تحالفات قوية تقودها اسرائيل وتتبع الاشراف الامريكي. المصادر ذاتها، ذكرت أن ما يحمله كوشنير وعاقد العزم على تمريره، هو تعزيز التنسيق الامني بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية في دائرته الاولى، ليمتد الى تنسيق أشمل بين طرفي هذه الدائرة وأصدقاء واشنطن، حيث السلطة هي الحلقة المركزية، ودورها أن تحفظ الأمن الاسرائيلي عبر التنسيق بكل تفاصيله، وهذا التنسيق له ميادين مختلفة، قواعد ومواقع وساحات وضم مناطق وتجريد سلاح وملاحقة أعداء مشتركين، ويمكن تغليف هذا المطلب الأمني باستئناف غير مشروط للمفاوضات بين السلطة واسرائيل، ولا يهم النتائج، أو السقف الزمني، وانما المقصود من وراء ذلك هو توفير المناخ لخطوات تعزز الموقفين الفلسطيني والعربي، الأول، توسيع دائرة الخطوات الاقتصادية، مما يساهم في ايجاد وضع معيشي جيد، أي "كرم حاتمي" في الشأن الاقتصادي، وليس مجرد بوادر حسن نية، وبالنسبة لاصدقاء واشنطن فان استقرارا في ساحة الصراع وهدوءا راسخا، واستئنافا للمفاوضات ولو لمجرد الاستعراض، كلها تشكل تشجيعا وغطاء لهؤلاء الاصدقاء على عبور بوابات التطبيع مع اسرائيل. المصادر أضافت أن هناك احتمالا بأن يبدأ أصدقاء أمريكا تحركا مصحوبا بجملة تحذيرات وتهديدات للسلطة الفلسطينية لتمرير مخطط تسوية، هو نفسه ما يحمله كوشنير، لكن، تحت اسم المبادرة العربية للسلام بعد تغييرها ببنود تتلاءم بل تتواءم مع المطالب الاسرائيلية، التي تدعمها واشنطن. وتؤكد المصادر ذاتها، أن ما هو قادم، من تسويات، لا تتعدى السلام الاقتصادي وعلى السلطة قبولها، والا الحصار والاقصاء واردان، وتنصيب مشهد سياسي جديد، ترى المصادر أنه بات جاهزا، لذلك، جولة كوشنير الحالية، هي الأخطر، وتنسف الثوابت والمطالب الفلسطينية، فالبيت الابيض لا يحمل الا رؤية دعم الأمن الاسرائيلي، ويرفض أية رؤى أخرى كحل الدولتين، لذلك، يقف كوشنير اليهودي الاصل وصهره على رأس الوفد الذي يجول في المنطقة العربية، ويلتقي قيادات اسرائيل والسلطة. ان ما تعرضه الادارة الامريكية هو تسوية أمنية اقتصادية لسنوات طويلة، لعلها تصبح دائمة مع مرور الزمن، وعلى الطرف الفلسطيني قبولها، والا سيكون هناك عقاب أمريكي جنبا الى جنب مع حصار يفرضه أصدقاء هذه الادارة على الشعب الفلسطيني.