الصفحة الأجنبية: السياسة الغربية حيال الأزمة السورية عانت الجهل .. و’تهويل’ صهيوني بضرب سورية

الصفحة الأجنبية: السياسة الغربية حيال الأزمة السورية عانت الجهل .. و’تهويل’ صهيوني بضرب سورية

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٢٣ أغسطس ٢٠١٧

نقل موقع غربي بارز عن مسؤولين صهاينة تهديدهم بضرب سوريا تحت ذريعة التصدي لما يسمى "الوجود الايراني" بهذا البلد، كما نقل هذا الموقع عن مسؤولين صهاينة قولهم "إنّ وجود ايران في سوريا يشكل مصدر توتر مستمر لكيان العدو وللسنة داخل وخارج المنطقة".

في غضون ذلك، سلّطت مجلة أميركية بازرة الضوء على كتاب جديد صدر عن الموفد الهولندي الخاص السابق الى سوريا، يقول فيه "إنه تم الاستخفاف بقوة النظام السوري وأن السياسة الغربية منذ بدء الازمة في سوريا عانت "الجهل" و"الامنيات" غير الواقعية".

وفيما يتعلق بملف أفغانستان، شدّد صحفيون أجانب على أنّ "قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب بتكثيف الدور العسكري الأميركي بهذا البلد يعني انتصاراً للجنرالات في واشنطن".

*"تهويل" صهيوني بالاعتداء العسكري على سوريا

أشار تقرير نشره موقع "Bloomberg" الى أنّ "المحادثات التي ستجري في روسيا بين رئيس وزراء كيان العدو بنيامين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيهيمن عليها موضوع "المخاوف "الاسرائيلية"" من تواجد إيران وحزب الله في سوريا".

وذكّر التقرير بأنّ "اتفاق وقف اطلاق النار الذي توصلت اليه الولايات المتحدة وروسيا والاردن في جنوب غرب سوريا، لا يتطرق الى "انهاء دور ايران"، ما تسبب باستياء كبير لدى الجانب "الاسرائيلي"".

كما لفت التقرير الى أنّ "مسؤولين صهاينة حاليين وسابقين قالوا إنّ نتنياهو يريد أن يأخذ كل من بوتين وترامب "مخاوف الكيان الامنية" بالحسبان"، ونقل عن وزير الحرب الصهيوني السابق موشي يعالون إشارته الى أنّ " كيان العدو قد "يضطر الى توجيه ضربة عسكرية (في حال عدم طرد ايران من سوريا)"، على حد قوله.

وأضاف التقرير "إن المدير العام لوزارة الاستخبارات الصهيونية "Chagai Tzuriel" شدّد على عدم السماح لإيران وما أسماه بـ"وكلائها" "بالتمركز العسكري في سوريا".

وتابع "Tzuriel" -بحسب ما نسب اليه- "إن التواجد "العسكري الايراني" في سوريا سيشكل مصدر توتر مستمر ليس فقط لـ"إسرائيل" بل للغالبية "السنية" في سوريا والدول السنية في المنطقة والاقليات السنية خارج المنطقة"، وفق زعمه.

*السياسة الغربية حيال الأزمة السورية عانت الجهل

بدورها، نشرت مجلة "Foreign Policy" مقتطفات من الكتاب الجديد للدبلوماسي الهولندي السابق "Nikolaos Van Dam" الذي شغل منصب الموفد الهولندي الخاص لسوريا بين عامي 2015 و 2016 وهو كتاب يحمل اسم: "تدمير دولة: الحرب الاهلية في سوريا".

وأشار الكاتب الى أن مقاربة الغرب منذ بداية الأزمة السورية هيمنت عليها الأمنيات المبالغ بها، والى أنّ أغلب السياسيين الغربيين ركزوا منذ البداية على الفكرة التي تقول انه لا يمكن حل النزاع في سوريا الا في حال ازاحة الرئيس بشار الأسد من السلطة.

كما قال الكاتب "إن العديد اعتقدوا أن الحكومة ستسقط خلال فترة وجيزة، وإنّ العديد من السفراء في دمشق توقعوا رحيل الرئيس الاسد مع حلول صيف عام 2012"، مشدداً على أنه" تم الاستخفاف بقوة النظام السوري، وهذا الاستخفاف يعود جزئياً الى الجهل وعدم المعرفة بطبيعة الحكومة السورية".

ولفت الكاتب الى أن" الاكاديميين والصحفيين والسياسيين الذين اعتبروا أن هناك فرصة حقيقية لبقاء النظام لفترة طويلة او شككوا "بسلمية المعارضة" انما كانوا يعرضون انفسهم للاتهام بأنهم موالون للرئيس الاسد أو أنهم رافضون للديمقراطية"، مؤكداً أن" الايديولوجية (المعادية للرئيس الاسد) غلبت الواقعية".

وتابع الكاتب "إنّ صفة السلمية والديمقراطية بقيت تعطى للمعارضة في سوريا، وذلك حتى بعد صعود "المتطرفين" واندلاع المعارك المسلحة" وفق تعبيره.

وفي السياق نفسه، أضاف "Nikolaos Van Dam" "إن المجموعات المتطرفة اصبحت اقوى من "الجيش السوري الحر"، وإنّ السعودية وقطر ركزتا دعمهما للمنظمات المتطرفة مثل احرار الشام و"جيش الاسلام"".

كما اتهم الكاتب الغرب بخلق توقعات غير واقعية لدى "المعارضة" التي كانت تأمل بالحصول على المزيد من الدعم الغربي، وهو ما لم يقدم.
*تكثيف الدور الاميركي في أفغانستان يشكل انتصاراً للجنرالات الأميركيين

في سياق آخر، كتب محرر الشؤون الدفاعية والدبلوماسية "Kim Sengupta" في صحيفة "الاندبندنت" مقالة أشار فيها الى أن" قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي يقضي بإرسال المزيد من القوات الى افغانستان يؤكد أن الجنرالات العسكريين انتصروا بالمعركة داخل البيت الابيض، وأن السياسة الخارجية التي كان يؤيدها كبير الاستراتيجيين السابق في البيت الابيض "Steve Bannon" لم يعد لها أثر".

وأضاف الكاتب أن "Bannon" حث ترامب على الانسحاب من أفغانستان وعدم تكثيف الدور الاميركي هناك، وأيّد في المقابل محاربة الارهاب بقيادة "الـ -CIA".  

وتابع أن" أفغانستان أصبحت بالتالي مصدر خلاف حاد بين "Bannon" ومستشار الامن القومي الاميركي "HR McMaster" الذي اوصى منذ البداية بارسال قوات اميركية اضافية.

وذكّر الكاتب أن "Bannon" حاول اقناع ترامب بتسليم حرب افغانستان الى شركات أمنية خاصة، وذلك بالتنسيق مع المدعو "Eric Prince" مؤسس شركة "Blackwater"، و"Stephen Feinburg" أحد مؤسسي شركة "Cerberus Capital Management".

واشار الكاتب الى انه تم اقالة "Bannon" ما يدل أن المؤسسة العسكرية في واشنطن أصبحت تتحكم بالسياسة المتبعة حيال افغانستان، وقال "إن المؤسسة العسكرية أبلغت ترامب بأنه لا يمكن تجاهل الوضع في أفغانستان".

وشدد الكاتب على أن ترامب سيواجه - كما أسلافه - انتقادات حول ملف أفغانستان، لافتاً الى أن "بعض هذه الانتقادات ستأتي من قاعدة ترامب الشعبية من الجناح اليميني"، كما اشار الى أن "موقع "Breitbart News" بدأ -مع عودة "Bannon" اليه بعد اقالته من البيت الابيض-  بتوجيه انتقادات حادة لترامب بعد خطابه حول افغانستان".

*خطاب ترامب حول أفغانستان لا يتناقض وشعار "اميركا اولاً"

في سياق متصل، كتب نائب رئيس معهد "Heritage" المدعو "James Jay Carafano" مقالة نشرت على موقع "National Interest" زعم فيها أن "خطاب ترامب حول أفغانستان ومنطقة جنوب آسيا يدل على أن الرئيس الاميركي جاد بالالتزام بإعطاء أولوية لأميركا في السياسة الخارجية".

وتحدث الكاتب عن مصلحتين أميركيتين اثنتين في افغانستان تستحق تكثيف الدور الاميركي، الاولى هي أن من مصلحة أميركا تكمن في منع افغانستان من أن تصبح مصدراً لانعدام الاستقرار الاقليمي، والمصلحة الثانية بحسب الكاتب فهي مسألة ما أسماه "الحفاظ على الذات" ومنع افغانستان من أن تصبح "منصة" للارهاب العابر للاوطان.

وتابع الكاتب أن "استراتيجية ترامب ترمي الى تحقيق هذين الهدفين"، لافتاً الى أن" مساعي هذه الاستراتيجية قد تستمر سنوات مقبلة".