النزاعات في أروقة البيت الأبيض تتحول إلى حرب علنية

النزاعات في أروقة البيت الأبيض تتحول إلى حرب علنية

أخبار عربية ودولية

الأحد، ٣٠ يوليو ٢٠١٧

أقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، كبير موظفي البيت الأبيض راينس بريبوس وعيّن مكانه وزير الأمن الداخلي والجنرال السابق جون كيلي، لتتحول النزاعات في أروقة البيت الأبيض إلى حرب علنية.

وبعد ساعات فقط على فشله المهين في تعديل نظام الرعاية الصحية، في تصويت سلط الأضواء على مدى هشاشة سيطرته على حزبه في الكونغرس، أعلن ترامب، ليل اول من امس، ثاني تغيير في الدائرة المقربة منه في غضون أقل من أسبوع.

ومنذ دخول ترامب البيت الأبيض قبل ستة أشهر، استقال أو أقيل مستشاره للأمن القومي، ونائب مستشاره للأمن القومي، ومدير مكتب التحقيقات الفيديرالي، والناطق باسم البيت الأبيض، ومدير الإعلام فيه، ووزير العدل بالوكالة، ونائب كبير موظفي البيت الأبيض، وأخيرا، اول من امس، رئيس فريق العاملين في البيت الأبيض.

وكان بريبوس في عين العاصفة لأشهر عدة حيث تابع مغادرة زميل مقرب في البيت الأبيض تلو الآخر، وهو ما بلغ ذروته مع استقالة الناطق باسم الرئاسة شون سبايسر منذ أسبوع.

وبدا خروجه من البيت الأبيض أمرا لا مفر منه بعدما ترك ترامب مدير الإعلام الجديد انتوني سكاراموتشي يهاجمه علنا حيث وصفه بالمصاب بـ «جنون الارتياب وانفصام الشخصية»، في آخر هجوم لفظي بذيء له على كبار مساعدي ترامب.

وأعلن ترامب عن التغيير عبر موقع «تويتر» فور وصوله إلى واشنطن من رحلة رافقه خلالها كلا من بريبوس وسكاراموتشي.
وكتب ترامب: «يسرني ابلاغكم بأنني سميت للتو الجنرال الوزير جون إف كيلي امينا عاما للبيت الابيض». وأضاف: «انه أميركي عظيم (…) وقائد عظيم. جون قام ايضا بعمل رائع في (مجال) الأمن القومي. لقد كان نجما فعليا داخل إدارتي».

وبينما بدأت تغريدة الرئيس تأخذ صداها في واشنطن، خرج بريبوس من طائرة «اير فورس وان» الرئاسية تحت المطر وركب سيارة سوداء برفقة المستشارين البارزين للبيت الأبيض ستيفن ميلر ودان سكافينو.

وبعد لحظات، خرج ميلر وسكافينو من السيارة وركبا سيارة أخرى، فيما غادرت تلك التي تحمل بريبوس الموكب الرئاسي.

من ناحيتها، أوضحت الناطقة باسم البيت الأبيض ساره هوكابي ساندرز أن المناقشات في شأن مغادرة بريبوس تجري منذ أسابيع.

أما بريبوس، فقال إنه قدم استقالته الخميس الماضي مؤكدا أنه ناقش هذه المسألة مع ترامب «كل الوقت».

وتعد وزارة الأمن الداخلي التي يتولاها كيلي مسؤولة عن فرض الأمن على الحدود وتبنت نهجا صارما في التعاطي مع المهاجرين داخل الولايات المتحدة.

ويعد اختيار كيلي بمثابة مؤشر إلى أن التركيز سيزداد على المسائل المتعلقة بالقانون والنظام وهو ما سيزيد الضغط على العلاقات بين ترامب والمؤسسة الجمهورية.

وشكل كل من بريبوس وسبايسر جزءا من اللجنة الوطنية التابعة للجمهوريين، والجسر الذي يربط الحزب بترامب.

وفي محاولة للتخفيف من القلق من حدة الانقسامات، أكدت ساندرز: «أعتقد أنه ما زال لدينا علاقة جيدة مع الحزب وسنواصل العمل معه».

ويأتي الإعلان عن مغادرة بريبوس بعدما تحدى ثلاثة أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ ضغوط البيت الأبيض للتصويت لصالح تعديل نظام الرعاية الصحية، في إصلاحات توقع خبراء أنها كانت لتترك ملايين الأميركيين من دون تغطية صحية.

ويعد التمرد في أوساط الحزب، الذي قاده جون ماكين وسوزان كولينز وليزا موركوفسكي، نذير شؤم بالنسبة لترامب، الذي اقترن اسمه سياسيا مع البراعة في عقد الصفقات والنهج السياسي المتصلب.

وتزداد المؤشرات بأن تهديدات ترامب ضد الجمهوريين المشككين فيه بدأت تفقد فعاليتها، اذ أنهم لم يقوضوا فقط جهود تفكيك نظام «أوباماكير» بل انضموا كذلك إلى الديموقراطيين في دعم فرض عقوبات جديدة على روسيا.

ويهدف مشروع القانون المرتبط بالعقوبات، الذي يضم كذلك اجراءات تستهدف كوريا الشمالية وايران، إلى الحد من قدرة ترامب على ازالة الاجراءات العقابية ضد موسكو.

ويواجه ترامب حاليا خيارين، إما أن يقبل عن مضض بمشروع القانون الذي لطالما عارضه، أو الإصرار على رفضه، وهو ما من شأنه أن يزيد الشكوك في شأن موقفه من روسيا ويفضي إلى اسقاط مهين لفيتو الرئيس.

في سياق ثان، طلبت زوجة مدير الاتصالات في البيت الأبيض، الطلاق منه، بعد أسبوع على تعيينه بهذا المنصب الحساس، لأنها لا تحب ترامب وبسبب طموح زوجها «السياسي الجامح».

ونقلت صحيفة «نيويورك بوست»، عن مصادر إن «ديدري بول، التي كانت نائبة الرئيس في شركة سكاي بريدج كابيتال التي أسسها زوجها في العام 2005 وباعها بعد تعيينه في البيت الأبيض، طلبت الطلاق منه بعد 3 سنوات على زواجهما لأنها زهقت من سعيه المحموم للتقرب من ترامب الذي تمقته، حتى انه الزوج لم يترك لها خياراً آخر».وأضافت أن زوجة سكاراموتشي الشقراء «تركته وطلبت الطلاق لأنها تحب الحياة اللطيفة في وول ستريت ومنزلهما في لونغ آيلاند وليس عالم واشنطن المجنون، رغم أنها انجبت طفلين منه».