ترامب ضرب سورية رغم علمه ببراءة الرئيس الأسد من الهجوم الكيمياوي

ترامب ضرب سورية رغم علمه ببراءة الرئيس الأسد من الهجوم الكيمياوي

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٢٧ يونيو ٢٠١٧

تناولت صحيفة “موسكوفسكي كومسوموليتس” تحقيق سيمور هيرش، الذي يفيد بأن ترامب أحيط علماً ببراءة الأسد من الهجوم الكيميائي في خان شيخون، لكنه أصر على ضرب الشعيرات.

يورد الصحافي الأميركي سيمور هيرش في مقاله، الذي نشرته الصحيفة الألمانية “فيلت أم زونتاغ” الأحد 25 06 2017، الدلائل التي توصل إليها، والتي تؤكد أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أصدر أمراً بضرب قاعدة “الشعيرات” الجوية السورية بصواريخ “توماهوك” على الرغم من إبلاغه مسبقا ببراءة بشار الأسد من هجوم خان شيخون الكيمياوي في محافظة إدلب.

ويعتمد الصحافي الأميركي في مقاله على مصادر في الحكومة والاستخبارات الأميركية.
ووفقا لسيمور هيرش، فإن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان أيضا على علم مسبق، بأن الطائرات الحربية السورية تنوي توجيه ضربة إلى الإرهابيين في خان شيخون، وأن الجانب الروسي أبلغ الأميركيين بذلك بموجب الاتفاق بين الجانبين الروسي والأميركي (مذكرة التفاهم لتلافي الحوادث) في الأجواء السورية.

وقد وجه الطيران الحربي السوري ضربته يوم الرابع من نيسان؛ مستهدفاً المقر الذي كان يجتمع فيه قادة المسلحين بـ “قنبلة جوية موجهة تحمل رأسا حربيا تقليديا”، قدمتها روسيا للعسكريين السوريين.

ويقول هيرش إن الطيران السوري أصاب مبنى من طابقين كانت تدور فيه مفاوضات بين زعماء المسلحين. أما في الطابق السفلي من هذا المبنى، فكان يوجد مخبأ للأسلحة والصواريخ ومواد كيمياوية على أساس مادة الكلور، الذي يطهر به جسد الميت قبل دفنه.

ولدى سقوط القنبلة على المبنى حدثت سلسلة من التفجيرات للذخائر التي كانت موجودة، وشكلت سحابة من الغاز السام الناجم عن تفجير المواد الكيميائية، التي كانت موجودة في المخزن.

وكما يشير هيرش، فإن القادة العسكريين الأميركيين أنفسهم توصلوا إلى هذا الاستنتاج.

ويؤكد الصحافي أيضا أن أحد مستشاري الإدارة الأميركية في القضايا الأمنية، قال بشكل مباشر إن هذا “لم يكن هجوما كيميائيا، إن ذلك خرافة”.  ويضيف المقال أن تقريرا قدم إلى الرئيس الأميركي يؤكد “عدم وجود أي دليل يشير إلى استخدام سوريا السلاح الكيميائي، ولكنه لم يعر ذلك اهتماما، وقال: “نفذوا!”.

وفي هذه الحالة، يكتب هيرش، فإن صواريخ “توماهوك” الأولى، التي أطلقت تنفيذا لأمر ترامب، سقطت على مخزن للوقود؛ ما تسبب بنشوب حريق هائل خلف دخانا كثيفا جدا أدى إلى تعطُّل أنظمة التوجيه في الصواريخ عن العمل. وهذا ما يفسر خروج الجزء الأكبر من صواريخ “توماهوك”، التي وجهت إلى القاعدة الجوية السورية، عن مسارها، وعدم وصولها إلى الهدف المرسوم؛ الأمر، الذي رأى فيه بعض كبار المسؤولين أمرا متعمدا لتخفيف الخسائر من جراء أمر ترامب.

ويضيف سيمور هيرش أن الإدارة الأميركية قامت بشن هجوم إعلامي واسع يتهم موسكو والأسد، ويحملهما المسؤولية عن الهجوم الكيميائي، وذلك للتستر على قرارها الخاطئ.