الأمريكيون "وجهاً لوجه" مع الجيش السوري في القامشلي!

الأمريكيون "وجهاً لوجه" مع الجيش السوري في القامشلي!

أخبار عربية ودولية

الأحد، ٣٠ أبريل ٢٠١٧

 أثارت الأخبار الواردة عن دخول قوات أمريكية إلى مدينة القامشلي، التابعة لمحافظة الحسكة السورية، عاصفة من ردود الأفعال، ولا سيما أنها ترافقت مع صور لعدة مدرعات من نوع "سترايكر" تجوب شوارع المدينة، وترافقها قوات الحماية الكردية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي، واعتبر مراقبون هذه الخطوة علامةً فارقةً في مسيرة الحرب السورية، حيث دخل الأمريكيون لأول مرة إلى مدينة سورية تتواجد فيها قوات الجيش العربي السوري، بعد أن كان تواجدهم يقتصر على الصحارى، أو المساحات التي طرد منها تنظيم "داعش" .
وعلى الرغم من أن التمدد الأمريكي إلى المدينة لم يتجاوز عدة مدرعات، وأن الوجود العسكري السوري يكاد ينحصر في الحي العربي الباقي، وفي محيط المدينة الصغيرة التي لا تصل مساحتها إلى 20 كيلومتراً مربعاً، فإن لهذا التطور دلالاته الكبيرة على الأرض.

يقول "مازن بلال" المحلل والقيادي في جبهة التغيير والتحرير المعارضة لوكالة أنباء آسيا أن تواجد القوات الأمريكية في سورية أصبح قوياً عبر التراكم، أي إدخال مجموعات صغيرة ولفترة طويلة، ويضيف "لا أعتقد أن القوات الأمريكية يمكن أن تدخل أو تقيم داخل القامشلي، ومهمتها الأساسية مختلفة تماماً عن التواجد في المدن، ونحن نعرف أن هناك حشوداً أمريكية في منطقة "تل أبيض" وأن هناك خططاً حقيقية لتوزيع القوات الأمريكية على طول الحدود السورية التركية، وخصوصاً في المناطق المؤهلة للاشتباكات مثل "الدرباسية" وغيرها، وبالتالي التواجد يعزز التفكير السابق للإدارة الأمريكية حول مفهوم شرق وغرب نهر الفرات، بمعنى أنها تريد دفع داعش باتجاه منطقة البادية أو ديرالزور، إضافة لإيجاد حزام كردي مابين هضبة الأناضول والهضبة التركية، وليس مطلوباً أن تكون دولة قوية، ولكن المفروض أن تقوم بأدوار على صعيد الضغط على الحكومة الإيرانية، ومنعها من مدّ خطوط الطاقة باتجاه المتوسط، أو حتى قطع خطوط التجارة بين شرق آسيا والبحر المتوسط".

ويبين "بلال" أن "كل ما يجري في الجزيرة السورية يبدو وكأنه جزء من محاولة إغلاق آسيا، ومحاصرة المشروع الأوراسي ودفعه إلى العزلة، ليبقى بحر الصين هو الخط الأساسي للتجارة الدولية".

يذكر أن الانتشار الأمريكي اليوم يأتي بعد عام واحد من المواجهة التي شهدتها مدينة القامشلي في نيسان 2016، عندما استولت القوات الكردية على مواقع هامّة في المدينة.