هل أعلنت أمريكا "الحرب" على ويكليكس؟

هل أعلنت أمريكا "الحرب" على ويكليكس؟

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٢٠ أبريل ٢٠١٧

منذ نشر نحو 251 ألف وثيقة سرية من ملفات السفارات الأمريكية حول العالم، شكّل موقع "ويكلكس" علامة فارقة لم يعد بإمكان أحدٍ تجاهلها.
فقد خرج هذا الموقع ومؤسسه والمتعاونون معه على "الحصار" الغربي حول ما تفعله مخابرات الولايات المتحدة الأمريكية، وشركاؤها الغربيون، من خلال التآمر بعضهم مع بعض ومع عملائهم المحليين ضد شعوب العالم.

وفشلت جميع المحاولات "الناعمة" لتخريب سمعة الموقع، بدءاً من التشكيك بمصداقية ما ينشره، وحتى اتهام مؤسّسِه بارتكاب "جرائم جنسية"، فشلت جميعها في منع المتعاونين من إرسال المعلومات إلى الموقع، وفي استمرار فضح "كواليس السياسة الغربية".

لكنّ نقلةً نوعيةً تبدو اليوم في الحرب ضد هذا الموقع حرباً ليست سوى معركة ضد "الحقيقة"، ضد حق الناس جميعهم، في الغرب كما في الشرق والجنوب والشمال، في أن يعرفوا ما الذي تفعله عصابات السياسيين ومستخدموهم في المخابرات، وكيف يديرون واقعهم وعلاقاتهم، حروبهم وسلامهم.

النقلة الجديدة تمثلت في إعلان الرئيس الجديد لوكالة الاستخبارات الأمريكية CIA، مايك بومبيو، أنّ ويكلكس ليس سوى "جهاز استخبارات معادٍ يشكل تهديداً رئيسياً" يجب على الولايات المتحدة مواجهته.

مدير الاستخبارات قال إنّ الموقع يركز على الولايات المتحدة الأمريكية في الوثائق التي ينشرها، لكنه تجنب القول بأن الولايات المتحدة هي الأنشط في التآمر على الأمريكيين أنفسهم، والأوروبيين، والعالم كله، من جميع الدول الأخرى، وبالتالي فإنّه من الطبيعي أن تشكل الوثائق من الولايات المتحدة الحجم الأكبر مما ينشره.

إعلان مدير "سي آي إيه" قد لا يكون مجرد "شكوى" عابرة، خاصة أنه اتهم الموقع بالتعاون مع، ودعم "بلدان ومنظمات غير ديموقراطية"، بل قد تشكل المدماك الأول في حرب الغرب ضد الحقيقة، ضد معرفة الناس بحقيقة ما يفعلون وخلفياته، مدماك ربما يؤسس لتدمير الموقع وتصنيف كل من يتعاون معه على أنه "إرهابي" كما فعل الغرب مع مناصري المقاومة الوطنية اللبنانية ضد الصهاينة مثلاً.

من غير الواضح إنْ كان بإمكان الغرب فرض منع استضافة الموقع على مخدمات في العالم، أو إن كانت ستنجح في التآمر مع دول أخرى لتحقيق ذلك، لكن بالتأكيد سيشكل النجاح في تدميره خسارة كبيرة لشعوب العالم التي لطالما فشلت في إثبات ما يفعله طغاة العالم الغربي وعملاؤهم في التآمر ضدها وتخريب حياتها، فجاء ويكلكس ليقدم أدلة وإثباتات من قلب الدوائر الرسمية الغربية.

بسام القاضي