بعد سورية والعراق… داعش يعلن حرباً مفتوحة على الاردن!

بعد سورية والعراق… داعش يعلن حرباً مفتوحة على الاردن!

أخبار عربية ودولية

السبت، ٨ أبريل ٢٠١٧

يبدو المشهد في الجنوب السوري أكثر تعقيداً هذه الأيام؛ فقد باتت المواجهة بين الأردن وتنظيم الدولة، المعروف باسم “داعش”، مفتوحة على الخيارات كافة، في حين أن وتيرة المخاوف الأردنية من أوضاع الجنوب السوري، وإمكانية انتقال مخاطرها إلى داخل حدوده من خلال تفجيرات وعمليات تسلّل، آخذة في الارتفاع.وقالت مصادر مطلعة، إن الأردن اضطر مؤخراً إلى إعادة محاولة توحيد الفصائل المقاتلة في الجنوب السوري “جيش العشائر”، و”جيش سوريا الجديد”، لمواجهة تنظيم الدولة، وذلك تزامناً مع تسارع التهديدات التي أطلقها التنظيم ضد عمَّان.المصادر لفتت الى ان التنظيم، الذي كان يتحيَّن الفرص لدخول الأردن، منذ عملية إحراق الطيار الأردني معاذ الكساسبة، دخل الآن في حرب مفتوحة معه.

– خلط للأوراق

يرى مراقبون أن منطقة الجنوب السوري قد دخلت مطلع هذا العام دوّامة من التحولات الميدانية والسياسية والأمنية والعسكرية، وذلك بهدف تحقيق مصلحة أطراف عدة داخلية وخارجية، لا سيما أن هناك من يتحدث عن امتلاك التنظيم أسلحة ومدافع عيار 130 ملم من ذات المدى 27 كم، ودبابات “تي 55″، ومدافع ميدان 122مم، فضلاً عن استقباله فارين جدداً من معارك شرقي سوريا وشمالي العراق.

هذه التطورات وغيرها، جعلت من الأردن خلال هذه الفترة مسرحاً لزيارات مكوكية لمسؤولين عسكريين وسياسيين غربيين، كانت بمجملها تركز على التطورات الجارية بالجنوب السوري، وهو ما يؤكده الخبير العسكري محمود خريسات.

خريسات قال إن الأردن الرسمي “يسعى دائماً لعدم الانجرار خلف سيناريو المواجهة المفتوحة مع “داعش” داخل الأراضي السورية، بالرغم من التهديدات التي أطلقها التنظيم مؤخراً”، مضيفاً: “عمَّان لا تريد أن تنزلق إلى مستنقعات لا تعرف متى ستخرج منها”.

خريسات أضاف أيضاً أن الأردن “يتابع من كثب مستجدات ما يجري في المشهد العراقي وسط الاسترسال في الغموض العام، وتكاثر التكهنات والسيناريوهات، لأن ذلك سينعكس على الجنوب السوري بصورة ما”.

– تهديدات وتحذيرات

وكان التنظيم قد توعد الأردن، ودعا أنصاره لتنفيذ عمليات على غرار عملية الكرك الأخيرة. وقد نشرت “ولاية الفرات” تسجيلاً يظهر أربعة من مقاتليه، الذين قال إنهم أردنيون، وهم يقومون بذبح أربعة سوريين من “الصحوات” الذين تدربوا في الأردن لقتال التنظيم، فيما أقدم خامس على ذبح عنصر في المعارضة السورية التي تلقت تدريباً في الأردن، بحسب التسجيل.وسبق لتنظيم الدولة أن حذر الأردن من التعاطي مع الائتلاف الدولي الذي تقوده واشنطن، وسبق لعمّان أن أعلنت رسمياً دعمها الجيش العراقي في مواجهة التنظيم، في حين شن الأخير هجوماً- في الإصدار- على العشائر والقبائل التي أعلنت براءتها من أبنائها الذين نفذوا عمليات كعملية الكرك. وأشاد أيضاً بأنصاره الذين نفذوا عملية الكرك، قائلاً إن دماءهم “ستكون وقوداً لمن بعدهم”.وعلى الفور أصدر تجمع أبناء عشائر الدعجة والمجالي، بياناً رد فيه المقطع المنسوب لتنظيم الدولة، وحذروا فيه من المساس “بأمن الوطن واستقراره وقيادته الهاشمية”، معتبرين أن هذه “خطوط حمراء يمنع تجاوزها من أي كان”.

– محاولة للتعويض

الكاتب والمحلل السياسي علي الحياري، قال: إن “تنظيم داعش يسعى لتعويض انحصاره الداخلي والتغطية على تراجع أماكن نفوذه في العراق وسوريا، بتكثيف عملياته الخارجية، حتى يثبت لأنصاره أنه لا يزال قادراً على التوسع والمناورة”.

وحول الجديد الذي حمله تهديد التنظيم للأردن قال الحياري: “إن تهديد الأردن من قبل التنظيم يعود إلى موقف عمان الواضح من محاربة الإرهاب، وتعاظم دور الأردن في مواجهته للتنظيم على كل المستويات”.

وكانت الحكومة الأردنية قد أعلنت أن “حدود بلادها مع العراق وسوريا محمية بقوة، ومجهزة بأفضل الأنظمة الدفاعية”، دون أن يخفي المسؤولون في الأردن خطورة تفكير التنظيم في استهداف جديد لمنطقة الرطبة، وذلك لقناعة عمّان بأن التنظيم قد يسعى لتخفيف حدة الضربات ضده في الموصل بعمل اختراق في الرطبة تحديداً، على الأقل في المدى المنظور.

يأتي ذلك في وقت حذرت فيه السلطات الأردنية الفصائل التي وصفتها بـ”المتشدّدة”، من مغبة الاقتراب من الحدود، قائلة: “فلدينا أعظم أنظمة حماية حدود في العالم. من سيقترب سيلقى حتفه”.

– منشورات مشبوهة

بدورها قالت تنسيقيات ومواقع إخبارية سورية معارضة إن التنظيم نشر، الثلاثاء 4 نيسان 2017، منشورات في مخيم الركبان على الحدود السورية الأردنية، يطالب فيها المدنيين بإخلاء المخيم تمهيداً لاقتحامه.

وجاء في نص المنشورات مطالبة لـ”عوام المسلمين” في مخيمي الركبان والرويشد بإخلاء المخيمات وما حولها على السواتر على الحدود السورية الأردنية بأقصى سرعة ممكنة.