إسرائيل «تحذّر»: عيون «داعش» على جنوب سيناء؟

إسرائيل «تحذّر»: عيون «داعش» على جنوب سيناء؟

أخبار عربية ودولية

السبت، ١ أبريل ٢٠١٧

ما الذي دفع «هيئة مكافحة الإرهاب» الإسرائيلية قبل أيام إلى إطلاق تحذير موجه إلى الإسرائيليين لتجنب السفر إلى شبه جزيرة سيناء المصرية والأردن وتركيا؟ ولماذا طالبت كل من هناك بالمغادرة الفورية؟ هكذا تساءل محلل الشوؤن العربية في صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية، روعي كاييس، قبل أن يجيب بنفسه أن «تنظيم داعش يركز أنظاره على منطقة حساسة في جنوب سيناء، محسناً قدراته في محاولة للعمل هناك».

وفق كاييس، «يجب فهم ومتابعة تطور داعش ــ سيناء خلال الفترة الماضية، بهدف الوصول إلى جذور السبب الذي كان وراء إطلاق التحذير»، لافتاً إلى أن «التنظيم (ولاية سيناء) في شبه الجزيرة المصرية يتألف من مركبّين اثنين: الأول هم البدو من السكان المحليين، والثاني السلفيون الجهاديون».
تعاظمت قوة «المركب الثاني» خلال السنوات الماضية، وذلك رغم «هيمنة السكان البدو المحليين خلال المراحل الأولى عبر تنظيم أنصار بيت المقدس»، لكن الواقع الحالي «بدّل الملامح الأساسية للتنظيم، الذي يرى نفسه أكثر رديكالية وجهادية»، ولذلك وضع الأخير هدفاً «لإقامة حكم الخلافة في سيناء»، يقول كاييس.
ولكي تحقق «ولاية سيناء» هدفها، عملت في جبهات ثلاث: الأولى «ركزت فيها على ضرب قوات الجيش المصري بصورة يومية»، والثانية: «نفذت فيها الاغتيالات بحق القيادات السياسية والاجتماعية في العريش، مضيّقة على سكان المنطقة، عبر إقامة حواجز تفتيش، بالإضافة إلى ملاحقة الأقباط».
أما الجبهة الثالثة، فهي، وفق المحلل الإسرائيلي، السبب «المنطقي» لدفع «هيئة مكافة الإرهاب» إلى إطلاق تحذيرها، إذ يسعى التنظيم إلى الخروج من منطقة تمركزه في شمال سيناء، أي المثلث الجغرافي بين مدن: رفح، والشيخ زويد، والعريش، باتجاه مناطق أخرى في الجنوب... لذا، قد «نشهد عمليات إرهابية في محيط منطقة قناة السويس، وحتى داخل مصر، كالتفجير الذي نفذه أحد عناصر داعش في الكنيسة القبطية في القاهرة نهاية العام الماضي».
في هذا الصدد، يقدّر كاييس أن «يشهد جنوب سيناء توسيعاً لعمليات التنظيم ضد قوات الجيش المصري عن طريق استخدام أفراد من سكان القبائل المحلية هناك، رغم كونها خارج مناطق النفوذ له كما الحال شمالي شبه الجزيرة المصرية».
ربطاً بما سبق، يوضح كاييس أنه «بين حين وآخر يعترض عناصر التنظيم طريق حافلات سياحية، بالقرب من جنوب سيناء، وقد ينفذ عمليات ضدها»، متسائلاً: «ما الذي يمنع التنظيم من التمركز هناك؟»، فيجيب بأنّ «قاعدة ومنطقة نفوذ داعش هي شمال سيناء، أي في المناطق التي فيها القبائل البدوية المحافظة، المقدر عدد سكانها بـ300 ألف شخص». في المقابل، إن «جنوب سيناء منطقة انفتاح اجتماعي، وسياحي، حيث يستثمر المصريون الكثير من الموارد فيها».
المحلل الإسرائيلي رأى أن «ولاية سيناء باتت أكثر سلفية وجهادية عما مضى»، عازياً ذلك إلى ثلاثة أسباب: الأول وصول «أبو هاجر الشامي» إلى القيادة بعد اغتيال «أبو دعاء الأنصاري»، والقائد الجديد ذو توجهات دينية جهادية راديكالية «أكثر من سلفه»، كما ساهم «عبور عشرات السلفيين من غزة عبر الحدود مع سيناء، وانضمامهم إلى ولاية سيناء... في تعميق القاعدة السلفية داخل التنظيم». أمّا السبب الثالث، فهو الأوضاع التي آل إليها «الدولة الإسلامية» في كل من سوريا والعراق.
وفق الصحيفة، «يضم تنظيم ولاية سيناء أكثر من 700 مقاتل، عدا الاحتياطيين، والنساء الذين يساعدون في عدد من المهام». وبالنسبة إلى القدرات العسكرية، «يملك التنظيم صواريخ مضادة للدروع، وعدداً من العبوات التي يصنعها بنفسه»، وقد حصل عليها بعدّة طرق أههما «ليبيا، وداخل مصر، ومن القبائل العاملة في تهريب السلاح إلى حركة حماس في غزة».

ينظر إلى جنوب سيناء على أنها منطقة انفتاح اجتماعي وسياحي

في السياق، يذكر كاييس أنه رغم أن تفاهمات القاهرة و«حماس» التي توصل إليها الطرفان أخيراً، أفضت إلى أن يكون للحركة دور بارز في منع «تسلل مقاتلين إلى سيناء، ومنعهم من استخدام القطاع كقاعدة للإعداد لهجمات ضد الجيش المصري في شبه الجزيرة»، فبالنسبة إلى «الجيش المصري والرئيس عبد الفتاح السيسي، لا يزال الوضع سيئاً، فخلال السنة الماضية قُتل 700 جندي جراء العمليات التي ينفذها التنظيم».
بالعودة إلى تحذير «هيئة مكافحة الإرهاب» الإسرائيلية، رأى كاييس أن «العدو الرئيسي لولاية سيناء لا يزال النظام المصري، كما أنه لا يرى إسرائيل عدوه الأول». برغم ذلك، «خلال الشهور الأخيرة باتت إسرائيل عدواً مهماً بالنسبة إلى التنظيم، خاصة بعد انخراط عدد من الغزيين السلفيين، الذين يرون الصراع مع إسرائيل متجذراً في أيدولوجيتهم»، كما أن «ولاية سيناء، وبناء على تقارير إعلامية، يعتقد أن إسرائيل تساند القوات المصرية في حربها ضده».
وتجدر الإشارة إلى أن «هيئة مكافحة الإرهاب» الإسرائيلية دوماً أطلقت تحذيراتها، بالتزامن مع اقتراب الأعياد اليهودية، وفي مقدمها الفصح، إذ يفضل عشرات آلاف الإسرائيليين قضاء عطلتهم في الخارج، لا في الفنادق والمنتجعات الإسرائيلية، ولذلك يرى مراقبون اسرائيليون أن «التحذير» قد يأتي في سياق «دعم السياحة الداخلية».