"إسرائيل" تروّج لوجهة "داعش" الجديدة.. ما الهدف؟

"إسرائيل" تروّج لوجهة "داعش" الجديدة.. ما الهدف؟

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ٢٧ مارس ٢٠١٧

كلما اقتربت هزيمة داعش في أحد معاقله، سواء في العراق أو سورية، تزداد التساؤلات عن الوجهة التي سيفرّ إليها عناصر التنظيم ليتخذها كمعقل جديد كما في كل معركة ، ويروّج الإعلام الإسرائيلي عن وجهة داعش المقبلة فيما بعد الموصل والرقة بأنها الأراضي اللبنانية!.
ليس مستغرباً أن ينشر موقع تابع للاستخبارات الإسرائيلية تقريراً عن خطة داعش الجديدة التي وصفها بأنها "تغيير جذري في خطة أبو بكر البغدادي زعيم التنظيم " ليستهدف لبنان عبر الترويج لاستهداف البلد الذي يعدّ في الخط الأول الذي "يهدد وجوده بسبب حزب الله " كما ذكر مسؤولون إسرائيليون قبل أيام .

لتدخل الحرب النفسية التي تعتمدها "إسرائيل" وتصنفها مراكز أبحاث عالمية بأنها " من أخطر أنواع الحروب" لتأثيرها على الحالة العامة سواء للشعوب أو المقاتلين، وهو ما تستخدمه "إسرائيل" في إعلامها بشكل عام، إلا أن تجربتها مع اللبنانيين وحزب الله تحديداً قد أثبتت فشلها خاصة أيام حرب تموز عام 2006 .

وتحاول "إسرائيل" اليوم من خلال نشر تقارير عن داعش تحلل من خلالها أحداث المنطقة، وما سيقدم عليه التنظيم كخطوة ما بعد الرقة والموصل، وترسم له منطقتين لبنانيتين بديلتين عنهما، يراد من خلاله بدء مرحلة جديدة من الحرب النفسية عن طريق الإعلام، للضغط على الأطراف اللبنانية كافة المنشغلة اليوم بقرارات داخلية، لا تريد لها أن تتأثر بأحداث المنطقة بعد أن حافظ لبنان بمكوناته على حماية الداخل من خطر التكفيريين عقب أحداث شهدها الشمال، ولا يزال بعضها في عرسال .

ويرى محللون بأن الغاية واضحة من بث هكذا تقارير إسرائيلية تتحدث بطريقة تفصيلية عن تحركات داعش المقبلة، وفق معطيات تؤكد بأن طرابلس وصيدا هما البديل للموصل والرقة، مطلقين تحذيرات بأن وصول داعش إلى لبنان سيهدد الأمن القومي الإسرائيلي، بحسب ما ذكره موقع "ديبكا" التابع للموساد، ليكون ربما إحدى ذرائع القوات الإسرائيلية لاستهداف بعض النقاط داخل الأراضي اللبنانية بغاية محاربة داعش بحسب محللين .

فلم يجد الإسرائيليون وسيلة أخرى لتهديد الداخل اللبناني وإحداث "فوضى سياسية" يراد من خلالها التأثر على قرار الرئيس ميشيل عون، بضرورة إبقاء سلاح حزب الله كرديف للجيش لمواجهة أي خطر خارجي ، مع استمرار المقاومة في محاربة التكفيريين في سورية ومنعهم من الوصول إلى لبنان، الأمر الذي ترفضه بعض القوى اللبنانية، ويتلاقى في الطرح مع الرفض الإسرائيلي القاضي بإزالة خطر حزب الله الذي "يعتبر المهدد الرئيسي لوجود "إسرائيل" كما صرح رئيس هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي الجنرال "غادي إينزكوت" الأسبوع الماضي، إلا أن مواجهة الإرهاب هو قرار لبناني جامع من كافة الأطراف.

وذكر خبراء بأن الجيش اللبناني والقوى الأمنية مع المقاومة لن يسمحوا بدخول داعش إلى لبنان وإقامة معاقل بديلة لما يخسره في العراق وسورية، فلا بيئة حاضنة في الداخل ، والحدود مؤمنة وتخضع لرقابة أمنية شديدة من الجانب اللبناني، ولسيطرة الجيش السوري والقوى الحليفة له على المناطق السورية الحدودية ، كما أن التعيينات الأمنية الجديدة التي تؤكد حسب مصادر مطلعة بأنها تمّت بعد ورود تقارير تنذر بضرورة تشديد القبضة الأمنية لإزالة أي خطر من الداخل المتمثل بخلايا نائمة كشفتها الأجهزة الأمنية، وأحبطت العديد من العمليات الانتحارية التي كان التكفيريون يخططون لتنفيذها في بعض المناطق.

في المقابل يرى ناشطون بأن هكذا تقارير ولو كانت كاذبة فإنها تفيد لأخذ الحيطة من كافة الأطراف اللبنانية، والتكاتف ضد الخطر التكفيري بعد انقسامات عدة حول تفاصيل داخلية ينشغل السياسيون في محاولة حلها، وأهمها قانون الانتخابات، متمنّين أن تلتف جميع القوى خلف الجيش اللبناني لمواجهة أي خطر يهدد الدولة اللبنانية من الشمال إلى الجنوب..