التنظيم انتهى..خطبة وداع داعش

التنظيم انتهى..خطبة وداع داعش

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٧ مارس ٢٠١٧

قبل أن يقوم أي مسؤول في الغرب بالتباهي، بأنه على وشك محاربة تنظيم "داعش"، فإن التنظيم انتهى منذ وقت، وما يجري هو عملياً اقتلاع وجوده في المناطق السورية والعراقية، التي وجد فيها لتحويلها إلى رماد يسهل على أصحاب مشروع الشرق الأوسط الجديد جنيه وبذره في تربة المنطقة، لزراعة المصالح بشكل آخر معدل وراثياً، أي بلا أنظمة سيادية، بل دول مفككة إلى أقاليم مناطقية يستطاع التحكم بها.
"خطبة الوداع" التي ساقها أبو بكر البغدادي لعناصر "داعش" جاءت متأخرة جداً، هذه هي الحقيقة بالضبط، وهذه هي اللهجة التي مازال أمراء الوهابية يتحدثون من خلالها، عبر سرقة المصطلحات الدينية، وتريد من عناصر التنظيم نسف ما يمكن نسفه عبر التهييج، قبل الرحيل عن المنطقة.
هذه النهاية تفتح باب البداية لعمل التنظيم المتشدد في أوروبا والغرب عموماً، البغدادي أمر أتباعه بتفجير أنفسهم وهو ما لن يحبذه الكثير من عناصر التنظيم في هذا الوقت بالذات طالما أن لا أحد سيصر عليهم لعمل هذا الفعل بعد خسارة السيطرة الجغرافية، يجب الالتفات هنا إلى انخفاض حماسة الإغراء بالحور العين وسائر تلك الملذات التي كانت الدافع الأساس وراء انتساب المتطرفين إلى هذا التنظيم، أو فرار المقاتلين إلى بلدانهم التي أتوا منها، وهو الخيار الثاني الذي طرحه زعيم "داعش" أمام أتباعه وعلى الأغلب، فإنه سيلاقي الرواج بالنسبة الكبرى.
إذاً المشكلة بدأت في أوروبا وعلى مقربة من هذه المنطقة، في تركيا، هؤلاء كانوا يؤجلون وفاة التنظيم الذي مات سريرياً في الشرق الأوسط منذ الفشل في الوسط السوري، والعجز عن وصل الجغرافيا السورية بالجغرافيا العراقية عن طريق الصحراء، وعلى الأرجح فإن أوروبا ستترك لأنقرة مهمة قلع أشواك "داعش" التي ستمر بها في طريق الرجعة، وقد تستقر فيها طويلاً.
لم تستمع كل من تركيا وأوروبا للتحذيرات السابقة، حينما كانتا كل من دول الغرب وأنقرة يربيان عقارب التطرف في "عبيهما" لإخراجهم ونشرهم في الوقت المحدد، انقلب الآن هذا السحر على صانعيه الذين يدركون أن عصيهم الأمنية لن تنفع بدرء سموم أفاعي "داعش" التي ستسعى في أراضيهم.
حتى الآن لا استنفار تركياً ولا أوروبياً لمواجهة هذا القدر المشؤوم، لا أحد يسارع في عكس الاتجاه، وبشكل ما فإن خطبة وداع البغدادي تشير في نهاية الطريق إلى بلادة سياسية تحكم أنقرة وبعض دول أوروبا، إنهم لا يستشعرون الخطر أو أنهم لا يريدون، لذلك فإن التغيير الذي بدأت حركته تلوح في أوروبا، يجب أن يصل تركيا وإلا فإن القادم لن يكون سعيداً البتة.