جنيف 4: تدخل دولي .. هل يضع الزيت في العجلات؟

جنيف 4: تدخل دولي .. هل يضع الزيت في العجلات؟

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٢٨ فبراير ٢٠١٧

 انضمام الوفدين الروسي والإيراني إلى مفاوضات جنيف بعد أيام من المراوحة في المكان، ثم الحراك الذي بدأ يُضح في أروقة التفاوض، يذكر بحالتين كان فيهما التدخل الدولي فاعلاً مرة، وفاشلاً في أخرى:
خلال مفاوضات أستانا الأولى، لم يُكتب للخلافات التي قد تتطور إلى انسحاب، أن تتحقق، تدخلت "الدول الضامنة" (تركيا، إيران، روسيا) ما أعطى دفعاً قوياً للمفاوضات، أسفر عن اتفاق ولو على بند وحيد، وهش (وقف إطلاق النار).

إلا أن تجربة تدخل دولي مماثلة شهدت إخفاقاً، كما حدث في مفاوضات جنيف الماضي. كان لتجربة تدخل القوى الكبرى في جنيف وقع آخر، فالمسائل المطروحة هناك تعد جوهر الأزمة التي يجري حولها التفاوض.

سبق أن شهدت مراوحات جنيف الثالث تدخلاً روسياً تركياً، عبر لقاءات عقدها وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف والأمريكي جون كيري، في أوج خلافات بين وفود التفاوض، لكنها لم تسفر عن أي تقدم.

الروسي والإيراني

مع التسريبات عن أن وفد الحكومة السورية سيعلق مشاركته في المفاوضات (وهو ما نفاه الوفد) وصل رئيسا الوفدين الروسي غينادي غاتيلوف والإيراني حسين جابري أنصاري.
 

الوفد الروسي بدأ مشاوراته مع عدد من الأطراف، وسط صمت عما يدور خلف أبواب مغلقة، وإن كانت تصريحات أعضاء الوفود المفاوضة، تشي بأن لا شيء تم إنجازه، وأن التفاوض مازال عند نقطة الصفر التي انطلق منها (وانتهى إليها) في مفاوضات جنيف السابقة.

لكن غاتيلوف وبعد جولة مشاورات أعلن ما يمكن أن يشكل خطوة نحو الأمام، قال بعد مباحثات مع رئيس الوفد الحكومي السوري الدكتور بشار الجعفري أن الأخير "لا يعارض اقتراحات المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا" وإن كان غاتيلوف أوضح أن الجعفري أكد "ضرورة إدراج موضوع الإرهاب في أجندة المفاوضات" وهو البند الذي كانت دمشق تطالب دوماً بأن يمون له الأولوية، فهل يمكن أن يكون ثمة حراك في هذا التصريح؟

سلة واحدة

الوثيقة التي قدمها دي ميستورا للوفود في جنيف لم تعلن رسمياً بعد، إلا أن ما تم تسريبه حولها يؤكد أن المبعوث الأممي وضع "مقاربة جديدة لعملية الانتقال السياسي في سورية" تقوم على تجاوز عقبة الأولويات: أولية دمشق محاربة الإرهاب، وأولوية مفاوضيها (خاصة وفد الرياض) الانتقال السياسي.

دي ميستورا اقترح بحث قضايا التفاوض بشكل متزامن، وعلى أساس القرار الأممي 2254، لتكون قضايا (الإدارة، الدستور، الانتخابات) سلة تفاوض واحدة، وهو ما يعد إضافة إلى القرار الدولي الذي نص على تشكيل هئية حكم انتقالي أولاً، ثم بحث مسألتي الدستور والانتخابات.

حتى الآن تبدو الصورة أقرب إلى جنيف، وليس إلى أستانا، فالوفدان الروسي والإيراني، لا يمكن أن ينجزا خطوة فعلية إلى الأمام ما لم يتحقق شرط "أستانا"، أي أن يكون رعاة الوفود الأخرى حاضرين في مشهد التفاوض، وفاعلين فيه، بالأصالة وليس بالنيابة.

مفاجأة؟

ضمن هذا السياق، يمكن فهم التسريبات التي نشرت على لسان "الخبير الأمريكي" بول فاليلي الذي يقدم استشارات للرئيس دونالد ترامب، والذي توقع "مفاجأة" حول الأزمة السورية، عبر توصل موسكو وواشنطن إلى توافق حول تلك الأزمة، وحدد لتلك الفاجأة زمناً يق ضمن ثلاثة أشهر.

كل ذلك، لا يعني سوى أن التوافق الإقليمي الدولي هو الشرط الأول لحل الأزمة في سورية، كما يعني أن احتمالات جنيف الرابع، وإن كانت تراوح حتى الآن، إلا أنها صارت مفتوحة على احتمال بداية توافق، تصنعه تقاطعات مصالح الكبار، ليتحول حدوداً سياسية (أو جغرافية) على الأرض السورية