سيناريو متكرر: فرصة جنيف "التاريخية" تراوح مكانها

سيناريو متكرر: فرصة جنيف "التاريخية" تراوح مكانها

أخبار عربية ودولية

الأحد، ٢٦ فبراير ٢٠١٧

"فرصة تاريخية" هكذا سبق للمبعوث الأممي إلى سورية ستافان دي ميستورا أن وصف مفاوضات جنيف الرابعة حول الأزمة السورية في كلمة الافتتاح، وهي على كل حال ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها دي ميستورا، وغيره من المبعوثين الدوليين، وصفاً كذاك لإعطاء جرعة أمل، ولو عن غير قناعة، للمفاوضات بين الحكومة السورية ومعارضيها.
في اليوم الرابع للمفاوضات، تبدو النتيجة حتى الآن: صفراً. أو هي مراوحة في المكان الذي كانت دوماً تتوقف عنده.
رئيس الوفد الحكومي السوري د. بشار الجعفري، وبعد مباحثات استغرقت ساعتين ونصف الساعة مع دي ميستورا، أعلن أن ذلك الزمن قد استـُنفد في مناقشة فكرة واحدة: "وضع مكافحة الإرهاب كأولوية". وطالب منصات المعارضة السورية في جنيف بأن تدين التفجيرات الإرهابية في حمص، عبر "إصدار بيانات واضحة لا لبس فيها من كل المنصات المشاركة في محادثات جنيف".
إضافة إلى ذلك، قال الجعفري لـ دي ميستورا "شرطنا الوحيد لإجراء مفاوضات مع المعارضة أن نجد وفدا موحدا يدين الإرهاب"
هما نقطتان، دارت حولهما مفاوضات جنيف السابقة، خاصة الثالثة، إذ أصر الوفد الحكومي على محاربة الإرهاب أولوية، وعلى أن يجد معارضة موحدة تمثل السوريين، (وهو ما يبدو شبه مستحيل في الحالة السورية)، بينما كان رد المعارضة خاصة التي توصف بأنها "معارضة الرياض" نظراً للدعم السعودي لها، بأنها تريد أولاً انتقالاً سياسياً في سورية، وطبعاً لا يعني ذلك في القاموس الخليجي، والسعودي تحديداً، إضافة إلى التركي، إلا مسألة واحدة: لا مكان للرئيس السوري بشار الأسد مستقبلاً.
المفاوضات الراهنة بدت حتى الآن تراوح عند هذه النقطة، فإعلان الجعفري (ثوابت التفاوض) قابله إعلان معارضة الرياض: "لا تمكن محاربة الإرهاب دون انتقال سياسي".
وعادت منصة الرياض لتؤكد على أن دي ميستورا شدد على أولوية الانتقال السياسي.
هكذا يبدو سيناريو جنيف يتكرر: معارضة لا تمتلك تمثيلاً حقيقياً للسوريين، مفروضة بدعم دولي وإقليمي (سعودي وتركي)، تطالب وفد الحكومة بالموافقة على هيئة حكم انتقالي "لا دور فيها للأسد"، وهو ما لا تناقش فيه دمشق التي تطالب بالمقابل بإدانة الإرهاب، والمشاركة في محاربته، وهو ما يعني بالنسبة للمعارضة القضاء على أي وجود مسلح خارج إطار الدولة في سورية.
في كل مفاوضات هناك دوماً مقدمات، ومعطيات، تساعد في وضع تصور عما قد يجري، وكانت كل المعطيات تشير إلى حدوث اختراق في "زحزحة" الأزمة عن نقطتي الأولوية: محاربة الإرهاب، في مقابل الانتقال السياسي. لكن هذا لم يحدث حتى الآن.
ويبقى من الصحيح أيضاً أن لكل مفاوضات ما يعرف بربع الساعة الأخير، أو التطورات المفاجئة. فهل تحدث؟ حتى الآن تبدو الإجابة: لا، دون تحقيق اختراق يكون فيه لطهران والرياض، ثم لموسكو وواشنطن الكلمة الفصل.