مقاتلون تونسيون في خندق الجيش السوري .. ضد الارهاب

مقاتلون تونسيون في خندق الجيش السوري .. ضد الارهاب

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٢٤ فبراير ٢٠١٧

روعة قاسم

يثير موضوع التونسيين الذين يقاتلون مع الجيش العربي السوري في مكافحة الإرهاب جدلا في تونس خاصة بعد أن ساوى النائب عن حركة النهضة الإخوانية في البرلمان التونسي ووزير العدل الأسبق نور الدين البحيري هؤلاء المقاتلين، بالإرهابيين التونسيين الذين يقاتلون لتدمير الدولة السورية. حيث دعا البحيري النيابة العمومية الى الاذن بفتح تحقيق قضائي حول تسفير التونسيين الى سوريا للقتال في صفوف تنظيمات قال أنها "داعمة لبشار الاسد" على حد تعبيره، ملمحاً إلى إمكانية تورط بعض الأحزاب القومية التونسية في هذه المسألة.

وكان المسؤول السياسي للحرس القومي العربي السوري باسل خراط قد صرّح في وقت سابق بأن هناك مقاتلين تونسيين يقاتلون في صفوف الحرس القومي وبالتالي فإنه لا يوجد فقط تونسيون منضوون في صفوف الجماعات الإرهابية، بل هناك أيضا من تطوعوا دفاعاً عن الدولة السورية التي تواجه مخططا لتدميرها.
كما أكد على أن إحدى كتائب الحرس تحمل اسم الشهيد التونسي محمد البراهمي الذي ينتمي إلى التيار القومي العربي السوري في مجال مكافحة الإرهاب.

طوق نجاة

وفي هذا الإطار يرى مروان السراي، الباحث في المركز المغربي للبحوث والدراسات والتوثيق، في حديثه لـ "موقع العهد الإخباري" بأن تصريحات النائب عن حركة النهضة في البرلمان التونسي نور الدين البحيري ما هي إلا طوق نجاة تمسك به البحيري للتغطية على الشبهة التي تطال بعض القياديين في حزبه والمقربين من هذا الحزب الإخواني بالتورط في تسفير الشباب التونسي للقتال في سوريا إلى جانب الجماعات الإرهابية. فلا أحد، بحسب السراي، نسي خطب المساجد التي حرضت التونسيين على قتال النظام في سوريا والتي تورّط فيها مقربون من حركة النهضة على غرار رضا الجوادي إمام جامع سيدي اللخمي بصفاقس ونور الدين الخادمي إمام جامع الفتح بالعاصمة والذي عينته حركة النهضة وزيرا للشؤون الدينية، وتصريحات مستشار الأمين العام السابق لحركة النهضة حمادي الجبالي حين كان رئيساً للحكومة، أبو يعرب المرزوقي، والتي قال فيها صراحة بأنه يفخر بوجود شباب تونسي "يجاهد"، على حد تعبيره، في كل أصقاع الدنيا من أجل ما يؤمن به من قيم الكرامة والحرية وبأنه "لو كان شاباً لكان منهم وبأنه لن يقبل السكوت أمام النذالات التي يراها تنصب على رؤوس "أبطال المستقبل" الذين سيعيدون للأمة مجدها، على حد تعبيره، وبأنه يخجل ممن يعتبر قتال النظام السوري جرماً".
ويضيف الباحث التونسي قائلا: "إن الحركة الإخوانية ومن خلال تصريحات البحيري، وعلى ما يبدو، تحاول أن تساوي بين من يدافع عن الدولة السورية ضد مخطط تدميرها وبين ينخرط في عملية التدمير من التونسيين حتى تجد مخرجاً من الأزمة الأخلاقية التي وجدت نفسها فيها. أليست حركة النهضة في فترة حكمها من جعلت تونس تحتضن مؤتمراً للتآمر على سوريا سمي زوراً وبهتاناً مؤتمر أصدقاء سوريا؟".

مفخرة لتونس

ويختم مروان السراي حديثه بالقول:"الحمد لله أن في تونس من يميز الخبيث من الطيب، فأغلب التيارات والأطياف السياسية ترى في أبناء التيار القومي التونسي المقاتلين مع النظام السوري ضد قوى الإرهاب أبطالاً يعيدون لتونس شرفها الذي دنسه الإرهابيون والمنخرطون في مشروع الربيع العربي أو الفوضى الخلّاقة. هؤلاء حقيقة مفخرة لتونس يرفعون الرؤوس التي انكسرت بعد أن تورط تونسيون في قتال النظام وتدمير الدولة السورية التي كانت على الدوام تحتفظ بعلاقات مثالية واستثنائية مع تونس".
وبعيدا عن السياسة، ومن الناحية القانونية، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتساوى من يقاتل مع جيش نظامي يقاتل من أجل البقاء، مع من يقاتل مع ميليشيا مارقة. وبالتالي فإن محاولات البحيري ومن ورائه حركته بوضع الطرفين في سلة واحدة ستبوء بالفشل أمام القضاء".
العهد