لماذا "داعش" لا يُهزم ؟

لماذا "داعش" لا يُهزم ؟

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٢١ فبراير ٢٠١٧

أصبحت شعوب منطقتنا ولاسيما سورية والعراق لا تفرق بين نار الإرهاب من جهة ونار الفساد من جهة أخرى لدرجة أن السوريين راحوا يعلنوها صراحة "دواعش الداخل أخطر من الدواعش"، وأصبح الفساد وجهاً آخر من الإرهاب اليومي الذي يتعرض له المواطنون، وفي هذا الاتجاه صدر اليوم تقرير غربي جديد يكشف للمرة الأولى أسباب نمو الإرهاب في المنطقة، ويتهم تالياً حكومات الدول الغربية، بتجاهل محفزات انتشار الإرهاب وخاصة في الشرق الأوسط.

يتحدث التقرير الذي أصدرته منظمة الشفافية الدولية عن استحالة هزيمة تنظيم "داعش" مالم يتم التعامل مع الظروف الفاسدة التي تساعد التنظيم على النمو والتمدد، ويتهم تقرير المنظمة حكومات الدول الغربية، بما فيها المملكة المتحدة وأمريكا، بتجاهل الفساد كمحفز رئيسي يؤدي إلى انتشار الإرهاب وخاصة في الشرق الأوسط.

وتصنّف 6 دول عربية بين أكثر الدول فساداً في العالم وهي" سوريا والعراق والصومال والسودان واليمن وليبيا" حيث يرتبط الفساد بشكل عضوي مع الحالة التي تعيشها شعوب هذه المنطقة ولاسيما مع انعدام الاستقرار السياسي والنزاعات الداخلية والحروب والإرهاب.

الفساد هو الصرخة

لكل تنظم أساليبه في جذب الأنصار والمقاتلين ويعتبر الفساد هو الصرخة التي يجمع بها "داعش" المؤيدين وأسلوب عمل رئيسي له.

وتقول كاثرين ديكسون، مديرة برنامج الدفاع والأمن في منظمة الشفافية الدولية، إن المجتمع الدولي يبذل جهوداً هائلة لمواجهة أيدولوجية جماعات مثل تنظيم "داعش"، بالتركيز على الخطاب الديني الرنان الصادر عن هذه الجماعات، لكنه يتجاهل تماما الظروف المادية التي تزدهر فيها."

ويقول التقرير، الذي صدر بعنوان "المحفز الكبير"، إن الفساد يغذي غضب الناس ويزيد فرص تنظيم "داعش" في تجنيد الأنصار، مقدما نفسه على أنه العلاج للفساد بينما يسعى لستر أنشطته غير الشريفة.

وتدعو المنظمة هذه الحكومات إلى الضغط بدرجة أقوى من أجل ضمان المحاسبة فيما يتعلق بالميزانيات العسكرية.

فساد منظم

ينشط مؤيدو "داعش" أكثر ما ينشطون في وسائل التواصل الاجتماعي، ويستخدمون صفحات "فيسبوك" وتغريدات "تويتر وغيرها للترويج لأفكاره وانتقاد الفساد المنظم والمحسوبيات والرشوة مقدمين "داعش" على أنه قادر على توفير الأمن والعدالة والرفاهية، لأن الغرب وحلفاءه متواطئون في الفساد، ويحذر التقرير الدولي من أن "الإخفاق في استيعاب ذلك يقوض الجهود الرامية لمعالجة صعود التطرف العنيف."

ويضيف: الأمر لا يتعلق بمجرد إغلاق قنوات الفساد التي تزيد قدرة العمليات اليومية لجماعات مثل تنظيم "داعش" بل بإعادة التفكير في العلاقات مع أمثال مبارك ( في مصر)، والقذافي (في ليبيا) ، وغيرهم ممن سييظهرون في المستقبل

لكن هذا التقرير وتقارير كثيرة غيره لا يعدو كونه ورقة تقذفها الرياح، وفي الوقت الذي يحدد ويسمي الدول المتجاهلة لأسباب الإرهاب، فإن الدول الغربية مازالت تدعم الفساد وتستثمر فيه من أجل الحفاظ على مصالحها بالشراكة مع أصدقائها من زعماء وملوك الدول العربية ممن يعتبر الغرب هو مثله الأعلى وولي نعمته.