«جنيف4» ينطلق غداً.. والمجهول الأكبر الموقف الأميركي … موسكو: دي ميستورا لم ينفذ القرار 2254 بشأن مشاركة جميع أطياف المعارضة

«جنيف4» ينطلق غداً.. والمجهول الأكبر الموقف الأميركي … موسكو: دي ميستورا لم ينفذ القرار 2254 بشأن مشاركة جميع أطياف المعارضة

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٢١ فبراير ٢٠١٧

قبيل يومين من انطلاق المحادثات الرسمية لـ«جنيف 4» أعربت روسيا عن أسفها لعدم تنفيذ مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية ستيفان دي ميستورا بنود قرار مجلس الأمن الدولي 2254 بشأن مشاركة جميع أطياف «المعارضة السورية» في المحادثات، في وقت ما زال الأخير يضع اللمسات الأخيرة على الترتيبات الخاصة بها.
ومن المنتظر بدء الجولة الرابعة من محادثات جنيف بشكل رسمي بين وفدي الجمهورية العربية السورية والمعارضات، في المدينة السويسرية غداً الخميس برعاية الأمم المتحدة.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف لوكالة «إنترفاكس» الروسية أمس: «للأسف لم يتمكن دي ميستورا من تنفيذ بنود قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 وتأمين وجود كل جماعات المعارضة على أساس المساواة في جولة جنيف للمفاوضات السورية التي من المزمع أن تعقد في 23 شباط»، مضيفاً: «هذا الموقف أدى إلى أن قسماً من المعارضة السورية، وعلى سبيل المثال قائمة موسكو، لن يشاركوا في جولة جنيف القادمة، كما أعلنوا ذلك».
وأوضح غاتيلوف أن دي ميستورا لم يوجه دعوة للمشاركة في المحادثات إلى ممثلين عن أكراد سورية، وهو أمر تصر موسكو عليه منذ سنوات طويلة.
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أشار الإثنين إلى أن روسيا لفتت انتباه دي ميستورا إلى ضرورة الامتناع عن اتخاذ «نهج انتقائي» فيما يتعلق بتشكيل وفد «المعارضة» الذي سيشارك في محادثات جنيف.
على خط مواز، قال مايكل كونتت مدير مكتب مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية في إفادة دورية بحسب وكالة «رويترز» للأنباء: إن دي ميستورا يضع اللمسات الأخيرة على الترتيبات الخاصة بالمحادثات.
وقال: «الدعوات وكذلك جدول الأعمال الموضوعي الثابت مبنية على النطاق الواسع لقرارات مجلس الأمن خاصة 2254 الذي يعد الموجه الأساسي لنا في هذه العملية. الفقرة الإجرائية الثانية من (القرار) 2254 تطالب المبعوث الخاص بعقد المفاوضات الرسمية بشأن عملية الانتقال السياسي».
وتنطلق الجولة الرابعة من المحادثات بعد إخفاق ثلاث جولات سابقة آخرها كان في نيسان 2016 في المدينة السويسرية برعاية الأمم المتحدة.
وتسعى الأمم المتحدة هذه المرة إلى جلوس الطرفين إلى طاولة واحدة، حسبما نقلت وكالة «أ ف ب» للأنباء عن مصادر دبلوماسية قريبة من المحادثات، بعد أن كانت في الجولات السابقة غير مباشرة إذ كان وفدا التفاوض يتوجهان إجمالاً إلى الوسيط الدولي، ولا يتحادثان مباشرة.
ويفترض تشكيل مجموعات عمل لبحث المواضيع الثلاثة الواردة في خريطة طريق للحل تضمنها قرار الأمم المتحدة 2254 الصادر في آخر 2015.
وذكر دي ميستورا مؤخراً بأن خريطة الطريق تنص على «حكومة ذات مصداقية تضم جميع الأطراف، ودستور جديد يضعه السوريون لا أطراف خارجية، وإجراء انتخابات بإشراف الأمم المتحدة، يشارك فيها اللاجئون السوريون».
ومنذ يومين أبدى دي ميستورا تحفظاً حيال آفاق نجاح محادثات «جنيف 4». وقال في كلمته أمام مؤتمر ميونيخ للأمن: لا يمكنني أن أقول لكم إن كانت ستنجح، ولكن علينا أن نعمل على أن تكون هناك قوة دفع حتى إذا لم يكن من الممكن أن يصمد وقف إطلاق النار طويلاً، إن لم يكن هناك حل سياسي.
وتساءل عن مدى التزام إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البحث عن تسوية سياسية في سورية. وقال: «أين هي الولايات المتحدة من كل ذلك؟ لا يمكنني أن أجيبكم، لأنني لا أعرف».
وتستأنف هذه المحادثات وسط ظروف ميدانية مختلفة عن الوضع في نيسان 2016، مع استعادة قوات الجيش العربي السوري مدينة حلب بكاملها بعدما ظل الشطر الشرقي منها لسنوات معقلاً بارزاً للتنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة.
كما تأتي هذه الجولة من المحادثات بعد التحاق العديد من القرى والبلدات والمناطق بركب المصالحة الوطنية.
وأكد نائب وزير الخارجية والمغتربين فيصل المقداد مؤخراً، أن «الحكومة السورية أصبحت تمتلك اليد العليا في العملية السياسية».
ويبقى المجهول الأكبر موقف الولايات المتحدة من الشق السياسي في الملف السوري.
ولم يصدر عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي طلب من البنتاغون خططاً جديدة قبل نهاية شباط لمكافحة تنظيم داعش، أي مؤشر حتى الساعة إلى المشاركة في جهود حل الأزمة السورية.
واكتفى الموفد الأميركي الخاص للتحالف الدولي بريت ماكغورك في ميونيخ بالقول: «سنكون في غاية الأنانية فيما يتعلق بحماية مصالحنا والعمل من أجلها»، مذكراً أن أولوية بلاده هي «تدمير داعش».
في سياق آخر بحث الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان إفريقية نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف مع ميثيو روجانسكي مدير معهد جورج كينان الأميركي الأوضاع والتطورات في الشرق الأوسط.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها أنه تم التركيز خلال اللقاء الذي جرى في موسكو على آفاق حل الأزمة في سورية وسبل التعاون الروسي الأميركي في هذا الخصوص بناء على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.