البذور في أستانا .. والثمار في جنيف

البذور في أستانا .. والثمار في جنيف

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ١٣ فبراير ٢٠١٧

جدول أعمال محادثات أستانا لا يحمل أي جديد، الخارجية الروسية تجدّد الإعلان أن اللقاء المرتقب يوم الأربعاء القادم "سيركّز على تثبيت الهدنة".


وهو ما كانت أعلنته سابقاً، حول اللقاء القادم، كما كان جدول أعمال اللقاء السابق.


المحادثات التي بدأت أولى جولاتها في 24 كانون الثاني الماضي، كانت تأخذ مساراً جديداً في سياق المؤتمرات حول الأزمة السورية: مشاركة المجموعات المسلحة (الإرهابية بتوصيف دمشق) في اللقاء.


بعض تسريبات الخلافات التي كانت تهدّد لقاء أستانا، كما كانت تهدّد جنيف من قبله، لم يكتب لها أن تتحوّل إلى مواقف حقيقية، وبضغط: تركي، روسي، لم ينسحب أحد، واستمرّ اللقاء حسب المقرّر له. وكان اللقاء الأول الذي اتفق الجميع بأنه نجح.


تثبيت الهدنة
كانت أهم نتائج أستانا: تثبيت اتفاق الهدنة الهشّ. (وكان الاتفاق أعلنته موسكو في 29 كانون الأول 2016)
بينما بدا ما أكّد عليه البيان الختامي من تأكيد الدول الضامنة: روسيا وإيران وتركيا، التزامها "الكامل بمبدأ وحدة أراضي سورية" نوعاً من "الكليشة" السياسية الإعلامية، التي لم تعد تلزم أحداً بشيء، طالما أن الجميع يعلنون أنهم "يحاربون الإرهاب" ولا يهددون وحدة سورية.


الاتفاق على الهدنة، استدعى أن تعلن موسكو، لا الأمم المتحدة، تأجيل محادثات جنيف (وكانت مقرّرة في الثامن من شباط) حتى نهايته، قبل أن يعلن المبعوث الأممي إلى سورية "ستافان دي ميستورا" موعداً محدّداً وهو العشرين من شباط.


الأردن .. إلى الواجهة
كان ثمة ما ينقص الاجتماع الأول: ممثلو ما تعرف بـ "الجبهة الجنوبية" التي ترعاها وتحركها المملكة الأردنية. وهو ما كان "التطوّر اللافت" في جولة أستانا الثانية: وفد يمثل حكومة الأردن حضر بصفة مراقب.


واللافت أن العاهل الأردني عبد الله الثاني كان التقى الرئيس الروسي في موسكو بعد اختتام أستانا الأول، وهو ما أفضى، ربما، إلى مشاركة الأردن في أستانا 2.


كان الأردن و"جبهته الجنوبية". أبطال أستانا الثاني، ممثلو الأردن الذين حضروا الاجتماع في 6 شباط أكّدوا ليس فقط استعداد "الجبهة الجنوبية للمعارضة السورية" للانضمام إلى الهدنة ، بل ومواجهة الإرهابيين.


وقبل أيام على اجتماع أستانا الثالث، عاد الأردن "ليشعل" الجبهة الجنوبية، فيما بدا تأكيد منه على ممارسة مزيد من الضغط، ومحاولة فرض عمان كمفاوض رئيس بخصوص سورية.


المجموعات المسلحة، تفاوض الحكومة، وخلف تلك الفصائل داعموها، بينما يبدو جدول الأعمال واحداً: الاتفاق على تثبيت وقف القتال.


إلى جنيف
جولة "أستانية" إثر أخرى لم تكن تثبت اتفاق الهدنة فقط، كانت أيضاً تثبت بعض الوقائع الجديدة، التي من المنتظر أن تجد تأطيرها السياسي في مفاوضات جنيف.