السعودية تصعّد من إجرامها بدعمٍ دولي.. والمنظمات الحقوقية تكشف عن كارثة!

السعودية تصعّد من إجرامها بدعمٍ دولي.. والمنظمات الحقوقية تكشف عن كارثة!

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٩ فبراير ٢٠١٧

عباس الزين - بيروت برس -

تواصل قوات "التحالف العربي" التي تقودها السعودية، إجرامها بحق المدنيين من اهل اليمن، غير آبهةٍ بالتقارير التي تصدرها المنظمات الدولية المعنية بالملف الإنساني، كاشفةً بها عن ارقامٍ كبيرة لعدد ضحايا العدوان. وفي السياق، كشف تقرير حديث للمركز القانوني للحقوق والتنمية استشهاد وإصابة 31 ألفاً و293 مواطناً بينهم نساء وأطفال جراء العدوان السعودي الأمريكي. وأوضح التقرير الذي يحمل عنوان "600 يوم من جرائم السعودية وتحالفها في اليمن" أنّ 11 ألفاً و622 مواطناً استشهدوا بينهم ألف و811 امرأة وألفان و458 طفلاً، فيما أصيب 19 ألفاً و671 مواطناً بينهم ألف و906 نساء وألفان 253 طفلاً.
وأشار التقرير إلى عدد المنشآت الحيوية المتضررة جراء العدوان والتي شملت 15 مطاراً ، 13 ميناء، 184 محطة ومولد كهرباء، 237 خزان وشبكة مياه، 282 شبكة ومحطة اتصالات وألف و289 طريقاً وجسراً.

كما ذكر التقرير أن 400 ألف منزل دُمّر وتضرر جراء العدوان، بالإضافة إلى 675 مسجداً، 719 مدرسة ومعهد، 263 مستشفى ومرفق صحي، 20 منشأة إعلامية، 108 مبانٍ جامعية ، 100 ملعب ومنشأة رياضية، 202 منشأة سياحية، و201 موقع أثري. ولفت التقرير إلى أن الوحدات الإنتاجية التي دمرها العدوان بلغت خمسة آلاف و193 منشأة تجارية، 641 مخزن غذاء، 476 ناقلة غذاء، 254 مصنعًا و179 مزرعة دواجن ومواشي، ألف و376 حقلاً زراعياً، 515 سوقاً ومجمعاً تجارياً، 294 محطة وقود، 216 ناقلة وقود وألفين و317 وسيلة نقل.
فيما بيّن تقرير آخر صادر عن المركز حول الوضع الإنساني خلال 20 شهرًا من العدوان السعودي وحصاره، أنّ مليون و800 ألف طفل يقبعون خارج مدارسهم، فيما يعاني مليونان و200 ألف طفل من سوء التغذية ويحتاج 9 ملايين و600 ألف طفل إلى رعاية إنسانية وصحية، مؤكداً أن ستة أطفال يموتون كل ساعة بسبب الأمراض المختلفة. ونوّه التقرير إلى أن 14 مليون ومائة ألف شخص مهددون بالجوع ويحتاج 19 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية فورية، فيما يحتاج ثلاثة ملايين نازح لمساعدات إنسانية.

على صعيدٍ متصل، دعت الأمم المتحدة إلى جمع 2.1 مليار دولار لتوفير الغذاء والمساعدات الإنسانية العاجلة لنحو 12 مليون يمني مهددين بالمجاعة، بعد عامين من العدوان السعودي الامريكي على بلادهم. وقال منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، جيمي ماكغولدريك، في بيان إن "الأوضاع كارثية في اليمن، وماضية في التدهور".  وقالت الأمم المتحدة إن نحو 19 مليون يمني، أي ثلثي السكان، بحاجة إلى مساعدة وحماية. وأضافت أن استمرار الغارات الجوية والمعارك يؤدي إلى سقوط المزيد من الضحايا، وتخريب المنشآت والبنى التحتية العامة والخاصة، ويعرقل وصول المساعدات الإنسانية". وتفيد إحصائيات الأمم المتحدة للطفولة بأن نحو 63 ألف يمني ماتوا العام الماضي لأسباب يمكن تفاديها، أغلبها متعلقة بسوء التغذية. وقال يان إيغلاند، الأمين العام لمجلس اللاجئين السويدي، في بيان منفصل، عن اليمن: "إذا لم تقتلك القنابل، فسيكون مصيرك الموت البطيء المؤلم بالمجاعة، التي أصبحت اليوم تهديدًا كبيرًا".

في غضون ذلك، نشرت "الغارديان" البريطانية مقالًا لأوين جونز، بعنوان "يد بريطانيا ملطخة بالدماء بسبب اليمن". ويقول جونز  في مقاله إنه من الطبيعي ألا يرسم الأطفال في أي مكان في هذا العالم القنابل والجثث عندما يمسكون بريشة أو قلم، لكنه التقى في الآونة الأخيرة أطفالًا من اليمن في أحد معسكرات اللاجئين في القرن الأفريقي، وعندما اطلع على رسوماتهم انتابه شعور بالصدمة. ويوضح جونز أن أحد هذه الرسومات كانت لطائرة مقاتلة تلقي القنابل على الناس، بينما تمددت هناك بعض الجثث وأجساد لجرحى على قارعة الطريق، وأنهار من الدماء علاوة على طفل يجلس جوار إحدى الجثث ويبكي بمرارة.
ويقول جونز إن الحرب الاهلية في اليمن، التي استمرت نحو عامين، حصدت حتى الآن أرواح أكثر من 10 آلاف مدني وزجت بالبلاد في أزمة إنسانية خطيرة. ويؤكد الكاتب البريطاني أن التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية هو المسؤول عن مقتل أغلب الضحايا المدنيين وبعضهم قتل باستخدام اسلحة بريطانية الصنع منها قنابل عنقودية. ويعتبر أيضًا أن الحكومة البريطانية تجاهلت كل الادلة على استخدام الأسلحة التي تصدرها للسعودية في ارتكاب جرائم ضد المدنيين، وهو ما يجعل يدها ملطخة بالدماء.ويوضح جونز أن استطلاعًا للرأي أوضح ان ثلثي البريطانيين يعارضون بيع الأسلحة للسعودية، بينما لم يسانده إلا أكثر من العشر تقريبًا من بين آلاف الأصوات التي شاركت في الاستطلاع.

وفي السياق نفسه، قدم ناشطون حقوقيون طلباً إلى القضاء البريطاني لوقف مبيعات أسلحة إلى السعودية، قائلين إن تلك الأسلحة قد تستخدم في اليمن بطريقة تنتهك القانون الإنساني الدولي، مطالبين بمنع الحكومة من الاستمرار في عقد صفقات الأسلحة مع الرياض. ورفع الناشطون لافتات تدين السعودية بقتل المدنيين في اليمن باستخدام أسلحة بريطانية الصنع. حيث أوضح اندروا، المتحدث باسم حملة مناهضة تجارة الأسلحة، أنه منذ عامين وحتى الآن، تتواطأ المملكة المتحدة مع السعودية في تدمير اليمن، مشيرًا الى أن هناك طائرات مقاتلة وقنابل بريطانية الصنع تُستخدم في قتل المدنيين، ومضيفا أن معايير تصدير الأسلحة في المملكة المتحدة واضحة جداً. وتقدم محامون بطلب أمام المحكمة العليا البريطانية لإصدار حكم يمنع الحكومة من تزويد السعودية بالأسلحة، وقدموا وثائق وشهادات تؤكد استخدام تلك الأسلحة في قتل المدنيين والأطفال في اليمن. ومن المتوقع أن يستمر النظر في القضية ثلاثة أيام، إلا أن الحكم لن يصدر قبل أسابيع.