هذان هما الرجلان القادران على الإطاحة بترامب!

هذان هما الرجلان القادران على الإطاحة بترامب!

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٩ فبراير ٢٠١٧

صحيفة الغارديان البريطانية تستشرف خطر تصادم ترامب مع الجنرالات العسكريين المتقاعدين الذين عينهم في مناصب عليا في الإدارة الجديدة وتنقل عن مصادر من داخل البيت الأبيض أن جايمس ماتيس وجون كيلي غير راضيين عن بعض التحركات الرسمية مثل قرار الحظر الذي لم يتم استشارتهما بشأنه. ولكن ماذا لو استقال هذا الرجلان اعتراضا على قرارات ترامب؟ هذه الخطوة إن حدثت فستحدد مصير الرئاسة الجديدة.
عندما بدأ ترامب ترتيب الإدارة الأميركية الجديدة اختار عددا من الجنرالات المتقاعدين لشغل مناصب عليا، وهو ما أثار اهتمام وسائل الإعلام والليبراليين.

لكن القلق من مرشحي ترامب الناتج عن كون ترشيح أسماء عسكرية لمناصب رفيعة في الإدارة الأميركية أمراً غير مسبوق، كان في غير محله.

فالقلقون من رئاسة ترامب يجب أن يشعروا بالارتياح لاختياره شخصيات مثل جايمس ماتيس وجون كيلي. وفقاً لاعتبارات عدة فإن الرجلين حظيا بشرف عظيم وشجاعة كبيرة خلال تأدية مهماتهما العسكرية. ماتيس قد يكون ضابط البحرية الأكثر تميزاً واحتراماً من أبناء جيله نظراً لنباهته وتفانيه في عمله. كان لي شرف لقائه مرة لساعة واحدة في أيار/مايو الماضي عندما كان زميلاً في معهد هوفر. كانت المحادثة غير رسمية ومع هذا فلا مكان للخطأ مع جيمس ماتيس .. هذا الرجل لا يمكن العبث معه.

فعلياً، قد يكون ترامب حصّن نفسه باختياره أكثر الجنرالات تقديراً في المؤسسة العسكرية الأميركية أمثال كيلي وماتيس لإدارة الدفة خلال حكمه، حتى المحافظين الذين يؤيدون علناً تعيين ماتيس وكيلي كدليل قوي على أن رئاسة ترامب لن تواجه مشاكل لجهة اتخاذ الأخير أو أحد مستشاريه الذين يبعثون على القلق، قرارات مزاجية. لكن لو أن ماتيس وكيلي استقالا من منصبيهما احتجاجاً فإن هذا سيغيّر كل شيء.

تفيد بعض التقارير أن ماتيس وكيلي غير راضيين تماماً عن كل ما يجري في البيت الأبيض. خلال الفترة الانتقالية اصطدم ماتيس أكثر من مرة مع فريق ترامب الانتقالي بشأن بعض التجهيزات المتعلقة بوزارة الدفاع التي تقرر أن يستلمها. زاد التوتر عندما لم يستشر البيت الأبيض الرجلين بشأن القرار التنفيذي الأخير بحظر الهجرة.

يقول ممثل الحزب الديمقراطي سيث مولتون، المتقاعد من البحرية الأميركية والذي خدم تحت قيادة ماتيس خلال الحرب على العراق، إن مطلعين من داخل البيت الأبيض أخبروه أن بعد قرار الحظر بدأ مسؤولون رفيعون مثل ماتيس التفكير في ما يمكن أن يحدث ويدفعهم لمغادرة مناصبهم وترك الإدارة الجديدة.

"ما سمعته من وراء الكواليس أن ماتيس بدأ يسأل نفسه: ما الذي يدفعك للاستقالة؟ ما هو الخط الأحمر الذي لن تسمح بتجاوزه؟" قال مولتون لصحيفة "بوسطن غلوب".

لو افترضنا أن ترامب طلب من ماتيس تجاهل أمر قضائي صادر عن إحدى المحاكم الأميركية أو طالب كيلي بانتهاج سياسة غير قانونية ربما تحدث أضراراً كارثية في البلاد فإن ردّهما سيكون على الشكل التالي "لا نستطيع أن نفعل ذلك، سيدي". الخطوة التي سيقدم عليها ترامب بعد ذلك ستحدد مصير إدارته: التراجع أو المضي قدماً وإنهاء رئاسته.

يمكن أن يستفيد أعضاء الكونغرس الديمقراطيون من قضايا عدة للتخلص من ترامب إذا كان لديهم حلفاء في الحزب الجمهوري على استعداد لمشاركتهم هذه الخطة. في كل الأحوال فإن كثيراً من الجمهوريين يفضلون مايك بنس نائب ترامب في الرئاسة على الرئيس نفسه.

كما أن جمهوريين قد يشككون بالصحة العقلية لترامب ويمكن أن يستفيدوا من المادة الرابعة من التعديل الخامس والعشرين في محاولة للإطاحة به. ولعله من قبيل الصدفة أن يتابع النائب الجمهوري جايسون شافتز التشريع الذي يمكن أن يفرض على الرئيس الأميركي الخضوع لفحص طبي مستقل لتحديد صحته العقلية، بعيد تولي ترامب الرئاسة الأميركية.

تجاهلوا كل القلق المثار عن تعيينات ترامب للجنرالات المتقاعدين في إدارته. يجب أن نكون ممتنين لتولي هؤلاء الأشخاص هذه المناصب المتقدمة في الدولة. إنهم كعصفور الكناري على غصن شجرة يابسة. يتوجب على ترامب أن يتعاون مع هؤلاء الجنرالات لا أن ينفرّهم وعليه أن يفهم أن هذه هي الطريقة الوحيدة لنجاح رئاسته.