جنوب شرق أوكرانيا على خطوة من الحرب

جنوب شرق أوكرانيا على خطوة من الحرب

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٧ فبراير ٢٠١٧

 طالب الرئيس فلاديمير بوتين والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل طرفي النزاع جنوب شرق أوكرانيا بوقف الاستفزازات والعودة إلى الهدنة المعلنة هناك بين قوات كييف وفصائل المقاومة الشعبية.

وورد في بيان عن الكرملين أن الجانبين "بحثا آخر التطورات في منطقة دونباس /جنوب شرق أوكرانيا/ على خلفية التوتر الحاد في الوضع والناجم عن الاستفزازات الأوكرانية المتكررة هناك. وعبّر بوتين وميركل عن قلقهما الشديد إزاء تصعيد المواجهة المسلحة في جنوب شرق أوكرانيا وما يتمخض عنها من خسائر بشرية ودمار يطال البنى التحتية المدنية والمباني السكنية في جملة من مناطق دونباس".

وجاء في بيان الكرملين أن الرئيس بوتين "لفت نظر المستشارة ميركل إلى التقارير الصادرة عن مراقبي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وإلى التصريحات الصادرة عن المسؤولين في كييف التي تشهد على محاولات القوات الأوكرانية لكسر الوضع الراهن بقوة السلاح على خط وقف إطلاق النار وقلبه في صالحهم".

وأكدت موسكو على أنه واستنادا إلى التطورات الحاصلة في دونباس، فإن "سلطات كييف تسعى إلى إجهاض اتفاقات مينسك واستغلال "صيغة نورمندي" في التستر على الإجراءات الهدامة التي تتخذها".

كما طالب بوتين وميركل حسبما جاء في بيان الكرملين، بعودة الالتزام العاجل بوقف إطلاق النار في منطقة النزاع، وأشادا بالجهود التي يبذلها فريق مراقبة وقف إطلاق النار المنبثق عن منظمة الأمن والتعاون في أوروبا لوقف الاستفزازات ومنع الصدامات على الخط الفاصل بين قوات كييف وفصائل المقاومة الشعبية في جنوب شرق أوكرانيا.

وذكر مصدر عسكري دبلوماسي روسي أن كييف أرسلت في الفترة بين الـ10 والـ23 من يناير/كانون الثاني باتجاه دونيتسك 16 قطار شحن محملة بالقذائف لراجمات الصواريخ والمدافع من عيار 152 ملم، كما نشرت أربع كتائب إضافية من عسكرييها، وعززت لواءها المؤلل المنتشر وراء الخط الفاصل مع قوات المقاومة الشعبية في دونباس.

 يشار إلى أن روسيا لم تعترف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين المعلنتين من جانب واحد في دونباس جنوب شرق أوكرانيا، لكنها تعهدت بحماية السكان الروس هناك، ومستمرة في تقديم الدعم الإنساني والسياسي للجمهوريتين، وتسعى مع ألمانيا وفرنسا لفض النزاع في أوكرانيا عبر مفاوضات "مينسك" للتسوية التي تضم روسيا وفرنسا وألمانيا وأوكرانيا، ومشاورات "رباعية نورمندي" التي تعقد على مستوى وزراء خارجية بلدان مجموعة مينسك الأربعة.

وقبل مفاوضات "مينسك"، أطلقت السلطات الأوكرانية في أبريل/نيسان 2014 عملية عسكرية لـ"مكافحة الإرهاب" ضد الجمهوريتين، في أعقاب ما سمي بـ"ثورة الميدان" في كييف التي أطاحت بحكم فيكتور يانوكوفيتش، وأوصلت القوى اليمينية المتطرفة في أوكرانيا إلى السلطة، الرافضة للتكامل مع روسيا والمطالبة بدمج أوكرانيا في فضاء الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.

وتفيد بيانات مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية لدى الأمم المتحدة، بأن النزاع في جنوب شرق أوكرانيا، قد أسفر منذ اندلاعه عن سقوط زهاء 9.5 ألف قتيل وإصابة 22 ألفا آخرين، فضلا عن نزوح عشرات الآلاف عن مناطقهم هناك.