بعد تخليه عن خطة أوباما.. ترامب يبحث عن طريقه إلى الرقة

بعد تخليه عن خطة أوباما.. ترامب يبحث عن طريقه إلى الرقة

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٣ فبراير ٢٠١٧

 ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تخلى بسهولة عن خطة كانت الإدارة السابقة قد وضعتها منذ 7 أشهر لتحرير الرقة السورية.
وأوضحت الصحيفة أن الفريق الأمني لإدارة باراك أوباما عقد عشرات اللقاءات، ووضع عشرات الاقتراحات بشأن معركة الرقة. وعلى الرغم من انعدام أي خيارات "جيدة"، كان مستشارو أوباما واثقين من أنهم تمكنوا من وضع مقاربة مقبولة في هذا المجال. وكانت تلك المقاربة تتمثل في تسليح المقاتلين الأكراد في شمال سوريا، تمهيدا لبدء الهجوم على الرقة.

وكانت خطة أوباما تنص أيضا على تدريب الأكراد على استخدام الأجهزة الجديدة والقتال في المدن ذات الكثافة السكانية العالية، وكان من المقرر أن يتولى جنود أمريكيون تلك التدريبات. لكن الملف الذي أعده مستشارو أوباما لم يذكر العدد الضروري من العسكريين الأمريكيين وأماكن إجراء التدريبات.

وأوضحت "واشنطن بوست"  أن إدارة أوباما درست هذه الخطة لفترة طويلة جدا ولذلك، لم يبق لها حتى الوقت الكافي لتضغط على الزناد.

وفي 10 يناير/كانون الثاني الماضي، اجتمع كبار المسؤولين الأمنيين في إدارة أوباما مجددا لتقييم مقترح الأكراد حول شن هجوم سريع على الرقة. وكان البنتاغون يصر على اتخاذ قرار فورا، معتبرا أنه في حال لم يتم تسليح الأكراد بحلول منتصف فبراير/شباط، سيؤدي ذلك إلى إحباط العمليات الهجومية التي جرت حتى الآن، وإلى تأجيل تحرير الرقة بنحو عام.

وقال وزير الدفاع السابق أشتون كارتر إن الأكراد يدركون أنهم سيضطرن للانسحاب من الرقة بعد تحريرها، إذ يجب أن يتم تسليم المدينة لـ"قوات عربية" فور هزيمة "داعش". بدورها، حذرت سامانثا باور، المندوبة الأمريكية السابقة لدى الأمم المتحدة، والسفير الأمريكي في أنقرة، من أن البدء في تنفيذ هذه الخطة سيضر بالعلاقات مع تركيا، بالإضافة إلى وضع واشنطن في موقف محرج بتقديم الدعم لطرف ينفذ هجمات دموية في أراضي دولة عضو في حلف الناتو.

لكن الإدارة الأمريكية السابقة لم تتمكن من اتخاذ القرار النهائي.

ولذلك أمر أوباما في 17 يناير/كانون الثاني، أي قبل 3 أيام من نقل السلطة، أحد مستشاريه الأمنيين بتسليم الخطة الخاصة بتسليح الأكراد لفريق ترامب، بالإضافة إلى  نقاط أساسية مقترحة من قبل أوباما لتوضيح هذا القرار للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وكان أوباما يأمل في أن تصبح تحضيراته الأخيرة قاعدة سيتمكن ترامب الاعتماد عليها ليأمر بشن هجوم خاطف على المعقل الرئيسي لتنظيم داعش". لكن فريق ترامب اعتبر خطة أوباما ناقصة وتخلى عنها بسرعة.

وأوضح أحد الموظفين في فريق ترامب للصحيفة، أن الإدارة الجديدة وجدت "ثغرات هائلة" في هذه الخطة، واصفا الوثيقة بأنها نتيجة لعمل سيء. وقال مسؤولون آخرون في فريق ترامب الأمني إن تلك الخطة أفزعتهم كونها لا تتضمن أي بنود حول التنسيق مع روسيا أو أي استراتيجية واضحة لمعالجة الأزمة مع تركيا.

وسبق لترامب أن لوح بأنه يفضل الاعتماد على نفسه، وتعهد بشن هجوم سريع وقاس لتدمير "داعش" نهائيا. وفي لقاءات مع فريقه الأمني، وافق الرئيس الأمريكي على إعطاء وزير الدفاع جايمس ماتيس حرية التصرف الكاملة ليفعل كل ما يعتبره ضروريا لمحاربة الإرهاب.

ولذلك يخطط فريق ترامب لمراجعة كافة الاستنتاجات التي توصلت إليها إدارة أوباما خلال علمها في الشرق الأوسط.

وأشارت "واشنطن بوست" إلى أنه من غير المستبعد أن يقرر ترامب تعزيز التنسيق مع القوات الروسية أو حتى مع القوات الموالية للرئيس السوري بشار الأسد من أجل تحرير الرقة، كما أنه قد يتخلى عن خيار تسليح الأكراد نهائيا.

ومن المقرر أن يقوم فريق البنتاغون برئاسة وزير الدفاع ماتيس بإعادة النظر في كافة الخيارات التي درستها إدارة أوباما لمدة 7 أشهر، خلال 30 يوما فقط، إذ كلف ترامب وزير دفاعه بتقديم قائمة الخيارات المتاحة قبل انتهاء هذه المهلة، كما أنه أمره بتجاهل القيود التي فرضها أوباما على عدد الجنود لأمريكيين المشاركين في العمليات، والقواعد الرامية للتقليل من الخسائر في صفوف المدنيين.