الأكراد و«فصائل أستانا» حاضرون.. و«الداخل» تتزاحم على التمثيل … اجتماع 27 مع لافروف يحدد خريطة طريق «المعارضة» إلى جنيف

الأكراد و«فصائل أستانا» حاضرون.. و«الداخل» تتزاحم على التمثيل … اجتماع 27 مع لافروف يحدد خريطة طريق «المعارضة» إلى جنيف

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٢٦ يناير ٢٠١٧

سامر ضاحي
تواصل روسيا جهودها المكثفة لإيجاد حل للأزمة السورية مستغلة التغيير الحاصل في الإدارة الأميركية مع أفول عهد الرئيس السابق باراك أوباما ومجيء سلفه دونالد ترامب.
وعلى ذات النهج تستغل روسيا التقارب مع تركيا والتوافق الثلاثي الذي يضم أيضاً إيران والذي أسفر عن اجتماع أستانا وتمخض الثلاثاء عن اتفاق لتثبيت وقف إطلاق النار المعلن منذ 30 كانون الأول الماضي.
وبعدما نجحت موسكو بقيادة الترويكا الثلاثية في إنجاح اجتماع أستانا الذي جلس فيه ممثلو الحكومة السورية مع ممثلي «فصائل مسلحة» لأول مرة في قاعة واحدة، وجهت العاصمة الروسية أنظارها نحو محادثات جنيف، ودعت أطياف المعارضة السياسية السورية إلى لقاء مع وزير خارجيتها سيرغي لافروف يعقد غداً الجمعة، حسبما أكدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس، وهو ما بات يعرف في الأوساط السياسية باسم «اجتماع الـ27» كناية عن يوم الانعقاد.
وفي حين لم تعلن زاخاروفا أسماء المعارضين الذين سيلتقون لافروف علمت «الوطن» من مصادر معارضة ستحضر اللقاء أن موسكو دعت للقاء رؤساء وأعضاء من مختلف أطياف المعارضة، مع إمكانية انضمام عضوين مما يسمى «منصة دمشق» التي يزور وفد موسع منها روسيا حالياً.
ووفق المصادر، فإن القياديين في منصة موسكو قدري جميل ورنده قسيس والمنسق العام لـ«الهيئة العليا للمفاوضات» المنبثقة عن مؤتمر الرياض للمعارضة رياض حجاب إضافة إلى عضو الهيئة المنسق العام لـ«هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي» حسن عبد العظيم سيحضرون اللقاء إضافة إلى القياديين في منصة القاهرة جهاد مقدسي وجمال سليمان ورئيس وفد حميميم اليان مسعد والناطقة باسم وفده ميس كريدي.
وبدا لافتاً أن روسيا حرصت على توسيع الحاضرين ولم تقتصر دعوتها على وفود جنيف، فقط بل دعت أيضاً رئيس «تيار بناء الدولة السوري» لؤي حسين لحضور اللقاء.
كما بدت نتائج اجتماع أستانا واضحة في تشكيلة الحاضرين للاجتماع فبعد أن استبعدت «علمانية الدولة» من البيان الختامي للاجتماع، حرصت موسكو على دعوة رئيس «الائتلاف» المعارض أنس العبدة والرئيس الأسبق معاذ الخطيب، كما أن الدعوة امتدت لتشمل الأكراد حيث سيحضر ممثل «حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي في باريس خالد عيسى.
وحسب مصادر مطلعة فإن دعوة موسكو إلى اجتماع الـ27 شملت أيضاً ممثلين عن الفصائل التي وافقت على اتفاق وقف إطلاق النار وشاركت في اجتماع أستانا.
وثبت البيان الختامي لأستانا مرجعية كل من روسيا، إيران، وتركيا كأطراف ضامنة للتسوية السورية ولوقف إطلاق النار. ومثل البيان نجاحاً كبيراً لإيران التي تمكنت من نيل معاملة متساوية مع شريكتيها في عملية أستانا، وانتزاع حق المشاركة في آلية مراقبة وقف إطلاق النار، والتي كانت سابقاً مقتصرة على الروس والأتراك، وذلك بعد أن تمكنت طهران من استبعاد واشنطن عن طاولة أستانا. لكن إيران اعترفت في المقابل بوجود «مجموعات المعارضة المسلحة».
وحول أهداف الاجتماع توافقت مصادر «الوطن» على أن لقاء لافروف هو لاطلاع الحاضرين على نتائج اجتماع أستانا والتحضير لاجتماع جنيف حيث ستواصل موسكو الجهود من أجل التمهيد لتوحيد وفد المعارضات في وفد واحد تمهيداً لنقل جنيف من محادثات غير مباشرة إلى محادثات مباشرة وذلك بعدما نجحت الترويكا الثلاثية (روسيا إيران وتركيا) في إجلاس وفد الحكومة السورية ووفد «الفصائل المسلحة» في قاعة واحدة في أستانا دون أن يتطور الأمر إلى مفاوضات مباشرة.
وكان مقدسي أول من كشف عن الاجتماع عندما كتب على صفحته الشخصية على موقع «فيسبوك» يوم الإثنين الماضي: «سأكون في موسكو في ٢٧ الجاري بناء على دعوة للقاء السيد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف بهدف وضع مجموعة من المنصات (ومنها منصة مؤتمر القاهرة بالطبع) وشخصيات سياسية متنوعة بصورة نتائج اجتماع أستانا، وبذات الوقت للاستماع لوجهة نظر مختلف الأطراف المشاركة بهذا الاجتماع حول مباحثات جنيف السياسية المزمع عقدها في (8) شباط القادم في الأمم المتحدة»، مشدداً على أن «الدعوة تشاورية فقط وتأتي بإطار جماعي وليست ثنائية»، قبل أن يؤكد في حديث لوكالة «سبوتنيك»، أن هدف الاجتماع «عرض وجه نظر المعارضة حول السبيل الأفضل لإنجاح جولة المفاوضات المقبلة في جنيف».
وبعدما أكد رئيس الوفد الروسي إلى اجتماع أستانا ألكسندر لافرينتييف، أول من أمس أن وفد المعارضة السورية المسلحة سيزور موسكو الجمعة، لم تستبعد المصادر أن يجلس الوفد جنباً إلى جنب مع وفود المعارضات في مسعى روسي لربط بين السياسيين والعسكريين وإيصال رسالة للفصائل المسلحة بأن لها غطاء سياسياً يتمثل في السياسيين الحاضرين لاجتماع لافروف.
وكانت روسيا قد أعلنت أنها تسعى لضمان مشاركة الفصائل السورية المسلحة» الموقعة اتفاق الهدنة، في مفاوضات جنيف حول التسوية، التي من المقرر أن تنطلق تحت رعاية الأمم المتحدة في 8 شباط المقبل إلا أن تصريح دي ميستورا لـ«الوطن» الثلاثاء أن هذا «التاريخ يحتاج إلى مزيد من التشاور وسيتم إرسال الدعوات وتحديد الموعد في وقت لاحق» ما يعني إشارات مبطنة إلى ربط تحديد الموعد النهائي لجنيف بنتائج اجتماع لافروف.
بالعودة إلى بيان أستانا فإن موافقة تركيا على عدم تضمينه الإشارة إلى بيان جنيف وإصرار الدول الثلاث على عملية سياسية وفقاً للقرار 2254 يلقي بظلاله حول مستقبل عملية جنيف برمتها، التي ربطتها المصادر المعارضة أيضاً بعدم عرقلة الإدارة الأميركية الجديدة لنتائج أستانا واستدركت المصادر: لكن التوافق على مكافحة داعش قد يقطع الطريق أمام أي اعتراض أميركي.
وتجري حالياً محاولات لإدخال اسم أو اسمين مما يسمى «منصة دمشق» في لقاء لافروف حيث يزور وفد المنصة حالياً روسيا حسب مصدر معارض من خارج الوفد، ولاسيما أن أعضاء الوفد التقوا نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف على دفعتين خلال اليومين الماضيين، وحتى إعداد هذه المادة مساء أمس لم يتأكد حضور أي عضو.
وكشف مصدر من «معارضة الداخل» فضل عدم ذكر اسمه، أن خلافات حصلت بين قيادات من معارضة الداخل حول توسيع تمثيل هذه المعارضة في الاجتماع والشخصيات التي ستذهب إلى موسكو، الأمر الذي حسمته موسكو بدعوة شخصيتين فقط.