لماذا استعان ترامب بخبرات أميركية سابقة في الشرق الأوسط للمناصب الحساسة؟

لماذا استعان ترامب بخبرات أميركية سابقة في الشرق الأوسط للمناصب الحساسة؟

أخبار عربية ودولية

السبت، ١٧ ديسمبر ٢٠١٦

ان المتابع للواقع الأميركي اليوم لم يعد يدري أين تتجه الأمور، ولا سيما في ظل تغييرات جوهرية في مرافق مهمة جداً وحساسة في الإدارة الجديدة.

وإذا كانت هذه الإدارة ركزت على خبرات سابقة في الشرق الأوسط في مناصب سياسية وأمنية، فإن ذلك يعني أن سيد البيت الأبيض الجديد يولي أهمية كبيرة لهذه المنطقة.

والسؤال الذي طرحته مجلة "بيزنس إنسايدر" هو: "هل يستطيع الرئيس المنتخب دونالد ترامب تبني سياسات تتجاوب مع الواقع الحالي في الشرق الأوسط على الرغم من عدم معرفته بالمنطقة، وغياب الاندماج العميق في القضايا العالمية، واستخدامه لغة تحريضية ضد المسلمين؟"

وتجيب المجلة: "إن اختيار ترامب لريكس تيلرسون ليكون وزيراً للخارجية يثير مخاوف بشأن التقارب المحتمل بين إدارة ترامب والاتحاد الروسي". وأضافت: "يمكن تصور أن بعض مواقف ترامب في الحملة الانتخابية، والقبول الذي يحظى به لدى من صوتوا له قد يساعده على الاستجابة للقضايا التي تواجه الشرق الأوسط حالياً، وبخاصة إذا ما تبنى سياسات تتحاشى الإسلاموفوبيا والنزعة العسكرية الأميركية".

وفي السياق نفسه، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" أن ما يميز مرشحي فريق ترامب الحكومي هو أولئك الذين خدموا في أبرز المناصب الرفيعة في العراق بعدما اجتاح الجيش الأميركي بغداد عام 2003، بدءاً من جيمس ماتيس لحقيبة وزارة الدفاع الذي ترأس القيادة المركزية الأميركية حتى عام 2003، وخدم أكثر من 40 عاماً في قوات مشاة البحرية، وقاد معركة الفلوجة ضد تنظيم "القاعدة" عام 2004. كما أن مايكل فلين الذي اختير لمنصب مستشار الأمن القومي الأمريكي، كان قد شغل منصب الرئيس السابق لوكالة الاستخبارات الدفاعية [DIA]، وعمل في مناصب عسكرية في أفغانستان والعراق، ويعدُّ متشدداً تجاه الجماعات الإسلاموية المتطرفة.

وأضافت صحيفة "واشنطن تايمز" أن اختيار ترامب لجون كيلي، وهو عسكري متقاعد في مشاة البحرية وقائد سابق للقيادة الأميركية الجنوبية، وقائد سابق للقوة متعددة الجنسيات في العراق، لمنصب وزير الأمن الداخلي في الولايات المتحدة يعد أمراً ملفتاً؛ ما يعني أن ترامب يركز على الخبرات السابقة في الشرق الأوسط لحقائب سيادية في الإدارة الأميركية.

من ناحية ثانية، رأت صحيفة "نيويورك تايمز" أن ترامب يجند الأعضاء المخضرمين في مؤسسة السياسة الخارجية للحزب الجمهوري لكي يؤازروا اختياره للرئيس التنفيذي لشركة إكسون موبيل ريكس تيلرسون.

وأضافت المجلة أن "الوزير الجديد، سيواجه رقابة مكثفة من قبل المشرعين الأميركيين، فيما يتعلق بعلاقاته مع الحكومة الروسية، لا سيما بعد أن منحته روسيا وسام الصداقة في العام 2013 بحكم صداقته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".

وعلقت مجلة "بوليتيكو" على تعيين وزير الخارجية في هذا المنصب بالقول: لم يكن تيلرسون مهتماً بهذا المنصب، بل إن ترامب هو من كان يلح على أن يتولى شخصية مثل تيلرسون المنصب الحساس ليخلف وزير الخارجية جون كيري لمتابعة ملفات مهمة، منها سوريا والعراق وليبيا واليمن وأفغانستان وأوكرانيا.

وعزت صحيفة "شيكاغو تريبيون" تعيين بعض الخبراء السابقين في العراق في حكومة ترامب إلى توجه مركزي نحو معالجة مصادر الخلل الذي تسبب به خروج القوات الأميركية من العراق والتي تسببت في ظهور تنظيم داعش.

ووصفت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" تعيين تيلرسون بصفته المهندس المقبل للسياسة الخارجية للولايات المتحدة بأنه خبير في الطاقة وهذا يعني أنه سيتمكن من التحدث بلغة اقتصادية سياسية دبلوماسية في المحافل الدولية.

ويبدو أن ترامب لم يتوان في عقد سلسلة من الاجتماعات الكثيرة مع المرشحين لمناصب حساسة في إطار مفهوم سياسي يعرف بـ"Make it or Break it"؛ حيث يريد إثبات دور الولايات المتحدة الأميركية على الصعيد الدولي التشاركي لا الأحادي الجانب. وذلك باختيار مسؤولين سابقين في مناطق وبؤر التوتر العالمية، وخصوصاً أولئك الذي لديهم باع طويل في شؤون الشرق الأوسط، كما أوضح "جيوستراتيجيك ميديا إنستيتيوت".

وأضاف المركز أن ترامب بتعييناته يريد أن يبرهن أن الولايات المتحدة لا يمكنها أن تنأى بنفسها عن الشؤون الدولية لأن كل ما يجري عالمياً يؤثر لا محالة في أمن الولايات المتحدة الداخلي والخارجي.

وأيا تكن المعطيات، فإن واشنطن لا تستطيع تجاهل الدور الإيراني كأحد الأطراف الفاعلة في السياسات الإقليمية والدور الذي قد تلعبه بعض الدول الشرق أوسطية بعد انتهاء الأزمة في سوريا والعراق واليمن وليبيا في التقارب ما بين الولايات المتحدة وروسيا في المستقبل القريب.