لقاء غير حاسم للافروف وكيري بعد تراجع الأميركيين … عن مقترحاتهم لسحب الإرهابيين من الأحياء الشرقية في حلب

لقاء غير حاسم للافروف وكيري بعد تراجع الأميركيين … عن مقترحاتهم لسحب الإرهابيين من الأحياء الشرقية في حلب

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٨ ديسمبر ٢٠١٦

بدا الكرملين أمس أقل تفاؤلاً حيال احتمال التوصل إلى اتفاق مع الأميركيين لتسوية أزمة حلب، وذلك بالترافق مع إعلان واشنطن انسحابها من المفاوضات الروسية الأميركية. وبقي لقاء رئيسي الدبلوماسية الأميركية والروسية في مدينة هامبورغ الألمانية، غير حاسم وربما «شكلياً» ومن دون أي آفاق، بعدما تراجع الأميركيون عن مقترحاتهم بخصوص انسحاب المسلحين كافة من الأحياء الشرقية في حلب.
واعتبر المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف أن التوصل إلى اتفاق بين واشنطن وموسكو يسمح للمسلحين بالخروج من الأحياء الشرقية في مدينة حلب، «ما زال مطروحاً»، لكنه أوضح أن «لا محادثات جارية بين البلدين الآن». ونقلت وكالة «رويترز» للأنباء عن بيسكوف قوله خلال مؤتمر عبر الهاتف: إن الخبراء الروس والأميركيين ما زالوا على تواصل بشأن سورية لكنه ليس على علم بالتخطيط لأي محادثات على مستوى أعلى.
وعن خروج المقاتلين مما تبقى لهم من أحياء في مدينة حلب، قال بيسكوف: «هناك اقتراح للخروج وخضع الموضوع للنقاش في وقت سابق والمسألة (ما زالت) مطروحة»، واستطرد قائلاً: «للأسف لم يغادر سوى عدد قليل للغاية وما زال معظمهم هناك». ونبه المتحدث باسم الكرملين إلى أن المسلحين في شرقي حلب يلتفون حول مقاتلي «جبهة النصرة» (جبهة فتح الشام حالياً) المدرجة على اللائحة الدولية للتنظيمات الإرهابية. وأضاف: «كل هؤلاء إرهابيون». ورداً على سؤال بشأن إمكانية زيادة مشاركة القوات الروسية بمكافحة الإرهاب في سورية، قال بيسكوف: إن «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين هو صانع القرار الإستراتيجي بهذا الشأن»، مضيفاً: «لدينا معلومات حول تمكن الجيش العربي السوري كل يوم من تحرير مناطق أكثر من الإرهابيين في شرقي حلب».
واللافت أن بيسكوف لم يتطرق إلى اللقاء الذي عقده وزيرا الخارجية الأميركي جون كيري والروسي سيرغي لافروف في هامبورغ الألمانية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: إن «الوزير (لافروف) يشارك في عمل الاجتماع الوزاري لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا»، مشيرةً إلى أن لافروف سيعقد على هامش الاجتماع المذكور عدداً كبيراً من اللقاءات الثنائية والمتعددة الأطراف، بينها مباحثات مع نظيريه الأميركي والألماني فرانك فالتر شتاينماير.
وتأتي هذه المفاوضات بعد يوم من إعلان لافروف عن إخفاق مبادرة كيري حول تسوية الأزمة في حلب بعد سحب الجانب الأميركي اقتراحاته بهذا الشأن التي سبق أن قدمها للجانب الروسي.
وألغيت مشاورات الخبراء الروس والأميركيين في مدينة جنيف السويسرية التي كانت مقررة أمس بناء على طلب واشنطن. وكان من المفترض أن يناقش الخبراء مقترح كيري القاضي بخروج جميع المسلحين من حلب، ويحددوا المسارات والمواعيد الدقيقة لعملية انسحاب المسلحين.
وسوغت واشنطن انسحابها من محادثات جنيف مع روسيا، بأنّه أتى نتيجة «عدم قناعتها بجدوى هذه الخطوة». وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر: «لم نصل بعد إلى مرحلةٍ يمكن أن نقول فيها إننا لو اجتمعنا مع روسيا لخوض هذه المباحثات، فإن هذا سيكون مثمراً».
وأضاف تونر في الموجز الصحفي من واشنطن، والذي نقلته وكالة «الأناضول» التركية للأنباء: «عندما نصل إلى هذه المرحلة فسنفعلها»، مشيراً إلى أن بلاده تواصل التداول مع شركائها وحلفائها من أجل الوصول إلى «طرق عملية» لوقف القتال في سورية. وأكد أن «العلاقات الدبلوماسية بين روسيا والولايات المتحدة لا تزال مستمرة، لأن موسكو من الأطراف الجوهرية، في الصراع السوري».
وأمس الأول، نفى كيري أن تكون واشنطن رفضت عقد لقاء مع روسيا لبحث خطة خروج المسلحين من حلب. ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن الوزير الأميركي قوله، على هامش اجتماع وزاري للحلف الأطلسي في بروكسل: «لست على علم بأي رفض محدد، أو ما هي هذه الخطة الجديدة لحلب بشأن احتمال خروج مسلحي المعارضة من الأحياء الشرقية».