المعارضة ومرض نقص الوطنية المكتسب.. العلاقات مع "إسرائيل" نموذجاً

المعارضة ومرض نقص الوطنية المكتسب.. العلاقات مع "إسرائيل" نموذجاً

أخبار عربية ودولية

الاثنين، ٥ ديسمبر ٢٠١٦

بعضهم صلب القضية على خشب طمعه ودق مسامير أحقاده الشخصية في الجسد السوري، فكان بمثابة يهوذا الذي باع مقابل دراهم بخسة ثم ندم حيث لا ينفع ندم، وبعضهم كان كمن حكى عنهم القرآن ممن هم أشد كفراً ونفاقاً، فرفعوا راية الدين، وآخرون اختاروا أن يحقنوا أوردتهم بمصل الطائفية البغيض بأموال خليجية، والبعض الآخر واكب موضة المعارضة فكانت بالنسبة إليه أشبه بسلسال يُعلق على الرقبة ثم يُخلع عندما تبلى موضة معارضته.
والكثير من ذلك البعض لم يمانع أن يضع يده بيد الإسرائيلي، فذهب منهم من ذهب إلى تل أبيب وأجرى بعضهم الآخر مقابلات مع وسائل إعلام صهيونية، فيما التقى منهم جماعة مع مسؤولين إسرائيليين، ثم تطور مع هؤلاء مرض نقص الوطنية المكتسب، فصرحوا أن لا مشكلة لديهم مع الكيان الصهيوني وأن ما أسموه النظام هو من خلق العداوة بين السوريين وبين الإسرائيليين! منهم من تم استقباله في المشافي الصهيونية على الحدود مع الأراضي المحتلة فقال أنه تفاجأ بأن الصهاينة هم أناس طيبون لا أعداء! ومنهم من استقبل مراسلين لوسائل إعلام عبرية كما جرى في ريف ادلب حيث قال أحد "ثوارهم" إن "قال شارون أنه ضد الرئيس الأسد فهو عيني"! وقبل ذلك هناك البعض ممن استقبل السفير الأمريكي روبرت فورد في حماة ، وقتها غطى المتظاهرون الزجاج الأمامي لسيارته بالورود وحملوه على الأكتاف وقد نشرت قناة العربية ذلك كي لا يخرج أحد علينا ويقول بأننا نلفق.
والآن يوجه ما يُسمى بمنسق جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة فهد المصري، كلمة إلى الإسرائيليين أكد فيها أن سورية الجديدة لن تكون قوة معادية لـ"إسرائيل"، طالباً العون من الكيان الصهيوني مساعدة الثوار في حربهم ضد الجيش العربي السوري! بل لقد كشف المصري أن الكثير من فصائل ثورتهم تمد يدها للتحالف مع الكيان الصهيوني شرط إسقاط القيادة السورية الحالية! كذلك رئيس ما تُسمى بـ"حركة سوريا السلام" محمد حسين فقد قال للإعلام الإسرائيلي أن هناك مصالح مشتركة في هذه المنطقة لا بد من أن تتكامل، زاعماً أن القيادة السورية هي التي خلقت المشكلة تجاه "إسرائيل"!.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الموساد الإسرائيلي كان قد توغل بشكل كبير داخل صفوف ما تُسمى بالمعارضة بحسب تقرير بريطاني نُشر بتاريخ مل تاريخ 10 آذار 2012، يوضح أن "إسرائيل" مولت حركة العدالة والبناء  و قناة “بردى” الناشطتان انطلاقا من لندن، كما وفر تسهيلات لوجستية لبعض قيادات تحالف إعلان دمشق في الخارج وناشطين في جبهة الخلاص الوطني.
برهان غليون ورسائله إلى "إسرائيل" التي كشفها موقع ويكيليكس، ومشاركة ابن بسمة قضماني في مؤتمر للمعارضة في "إسرائيل"، حتى بسمة لها علاقات جيدة مع الإسرائيليين وهي كانت قد زارت الكيان الصهيوني في العام 2008 بترتيب من صديقها مارتن إنديك، السفير الأميركي السابق في تل أبيب، وهناك خالد خوجة الذي بث رسالة إلى تل أبيب أعرب فيها أن من مصلحة "إسرائيل" إسقاط النظام السوري أيضاً، كذلك لن تُنسى دعوة المعارض فريد الغادري في مقابلة مع موقع إيلاف الوهابي لإقامة علاقة طبيعية مع "إسرائيل" بعد الانتهاء من سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد بحسب تعبير الموقع.
هذه نماذج المعارضة التي كانت تحارب ولا تزال منذ ست سنوات ضد الدولة السورية، بدعم خليجي وأمريكي وأوروبي وصهيوني، لكن دون جدوى، لقد انتقد البعض نظرية المؤامرة، على الرغم من وجودها كحقيقة ثابتة، وقد أشرنا أن بدايات التخطيط كانت منذ العام 2003 عندما زار وزير الخارجية الأمريكي كولن باول دمشق عقب العدوان على العراق طالباً من القيادة السورية التخلي عن المقاومة والابتعاد عن إيران وإلا، وما زيارة معارضين سوريين قبل الأزمة إلى تل أبيب كالضماني والغادري وغيرهم إلا دليل آخر على تحضيرات هؤلاء لما جرى في سورية عام 2011.