داعش يستنجد وأميركا أيضاً.. وكلب الحراسة التركي

داعش يستنجد وأميركا أيضاً.. وكلب الحراسة التركي

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٢٧ أكتوبر ٢٠١٦

السيناريو المتوقع في معركة الموصل في العراق، انقلب رأسا على عقب، كان من المفروض أن يفر مسلحو «داعش» إلى سورية بعيدا عن نيران القوات العراقية، فعليا هذا ما خططت له الولايات المتحدة الأميركية لتكديس التنظيم المتطرف في سورية ودعم الأزمة في الملف السوري بعد هبوب رياح الحسم مليا في الشمال.
منطق السياسة الأميركية يتجه لعدم التفريط «بداعش» أيا كانت الأسباب، لأن الفصائل المسلحة التي تدعمها في وضع حرج ميدانيا، وكل شيء يتبدل على ساحة الصراع على جميع المستويات إقليميا وعسكريا وسياسيا، لذلك كانت واشنطن قد مهدت لتمرير "داعش" إلى الشرق السوري بعد عدوانها على مواقع الجيش السوري في دير الزور، ليكون ذلك هو الرسالة التي يراد منها الفهم، بأن مصير التنظيم إلى هناك.
لماذا انقلبت الأمور؟، الأقرب إلى الحقيقة هو أن الموصل تعني "داعش" أكثر من الشرق السوري، وربما فإن قادة التنظيم تساورهم الشكوك بشكل ملح بأن تصفيتهم في سورية أقرب إلى التحقيق في حال وصولهم إلى هناك، حيث أفعالهم متجمدة مقارنة بما سبق من فترات زمنية، لنلاحظ أن اسم "داعش" لم يعد يرد كثيرا على قائمة الأنباء القادمة من سورية ما يعني أن مواطن تمركزه تعرضت لضربات شبه قاضية تخص وجوده العسكري، خصوصا بعد معركة تدمر التي دحرته بعيدا إلى الشرق عن الداخل السوري.
أمر آخر ينبغي الالتفات إليه، فواشنطن تسابق الوقت للوصول إلى الموصل قبل القوات العراقية، لذلك حشدت وزراء دفاع تحالفها، في سعي لمصادرة الحسم من أيدي العراقيين، التصعيد التركي قبالة العراق إلى حد المواجهة دليل على ذلك، فأميركا لا تريد أن يذهب التنظيم خارج الموصل دون أن تكون قد استقرت فيها من جهة، ومن جهة أخرى تريد أن تستخدمه لمواجهة التحالف المضاد لها القائم في سورية بعد أن نفذت جميع المحاولات «لكسر ظهر» هذا التحالف.
أما ما لا يريده "داعش" هو مواجهة التحالف القائم في سورية، بعد أن جربه خلال مواجهات مصيرية أطاحت باسمه من التربع على عرش الجهادية المتطرفة التي كان يقودها في سورية ويرسخ وجودها في العراق، ليتحول إلى طريدة في بلاد الرافدين ومياه راكدة في سورية، لذا فإن هناك صراع إرادات بين واشنطن وداعش، إذ أن الأخير لم ينصاع للرغبة الأميركية بتكديسه في الشرق السوري لتلك الأسباب جميعا.
على هذا النحو فإن "داعش" يستنجد على وقع ضربات القوات العراقية، فاستعان بالمئات من مقاتليه الذين استجلبهم على عجالة من سورية، وأيضا، أميركا تستنجد فهي لا تريد لهذه المواجهة أن تحدث فعليا وإلا فإن مشروع التكديس في الشرق السوري قد يذهب هباءا منثورا وفي غمضة عين، وهو فعلا ما ظهر من موقف وزير الدفاع الفرنسي، الذي تأهب أمام ما استجد في الموصل بالنيابة عن جميع وزراء دفاع التحالف الأميركي.
ألا يمكن أن يكون، وربما من ضمن السيناريوهات المتوقعة، هو دفع أنقرة للتصعيد مع العراق وافتعال مواجهة عسكرية مع بغداد لإشغالها في الموصل، ثمة صوت جهوري لذلك، خصوصا أن تركيا حاليا تأخذ دور «كلب الحراسة» لمصالح واشنطن.