تشوركين: لا مكان للشعر تحت قبة مجلس الأمن!

تشوركين: لا مكان للشعر تحت قبة مجلس الأمن!

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٢٧ أكتوبر ٢٠١٦

 شهد مجلس الأمن الدولي الأربعاء 26 أكتوبر/تشرين الأول خلال جلسة حول الوضع الإنساني بسوريا تراشقا عنيفا بالاتهامات، أثار استياء الجانب الروسي الذي يترأس المجلس حاليا.
وانتقد فيتالي تشوركين، مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، كلمة وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ستيفن أوبراين أمام أعضاء المجلس، باعتبارها بعيدة عن الواقع. وأشار إلى أن المسؤول الأممي لم يذكر ولا كلمة عن تعليق طلعات الطيران الروسي والسوري في سماء حلب منذ يوم الثلاثاء من الأسبوع الماضي.
وبعد تصريحات أوبراين الذي اتهم الطيران السوري والروسي بشن عمليات قصف عشوائية على أحياء حلب الشرقية، طالبه تشوركين، بصفته رئيس المجلس، بتقديم أدلة تثبت مزاعمه.
وشدد قائلا: "عليكم أن تذكروا ولو واقعة واحدة، أو تتركوا سرد قصتكم والاحتفاظ بها لإدراجها لاحقا في رواية ربما ستكتبونها في المستقبل".
ورفض الدبلوماسي الروسي مواعظ المسؤول الأممي، قائلا: "لو كنا بحاجة إلى موعظة، لذهبنا إلى الكنيسة، ولو أردنا الاستماع إلى الشعر، لذهبنا إلى المسرح".
واستدرك قائلا: "ننتظر من مسؤول أممي، ولا سيما من كبار مسؤولي أمانة الأمم المتحدة، تحليلا موضوعيا للأحداث، ومن الواضح أنكم لم تنجحوا في ذلك".
وجاءت سخرية تشوركين ردا على تصريحات عاطفية لأوبراين قال فيها: "السكان المسالمون يتعرضون للقصف من قبل القوات السورية والروسية، وإذا نجوا منها اليوم، فسيعانون غدا من الجوع. إنه تكتيك سافر وفاضح يرمي إلى جعل الحياة لا تحتمل، والموت الأكثر احتمالا، ولجعل الناس يشعرون بالجوع واليأس وإجبارهم على الاستسلام".
وفي السياق نفسه، ذكر أوبراين كلمات للشاعر الاسكتلندي روبرت برنز، قال فيها: "تعامل إنسان مع أخيه بشكل لا إنساني يجعل الآلاف يتأوهون".
وفي أعقاب التصريحات التي شهدتها الجلسة، تعهد تشوركين بأن روسيا، التي تترأس مجلس الأمن في الشهر الحالي، ستعقد الجلسات القادمة والتي ستكون مكرسة للأوضاع في اليمن والعراق، بصيغة المناقشة الصريحة. وتساءل الدبلوماسي الروسي بسخرية كيف سيكون أداء أوبارين في تلك الاجتماعات. وأعاد إلى الأذهان أن شركاء روسيا الغربيين يصرون في العديد من الحالات، على مناقشة المواضيع الحساسة بعيدا عن مكبرات الصوت ويفضلون التهامس في غرفة المشاورات على المناقشة المفتوحة في قاعة الاجتماعات.
وشدد قائلا: "إذا قررنا أن علينا أن نتحدث بشكل صريح ومبدئي، فلنفعل! إننا مستعدون لقبول أي صيغة. إننا كنا نسعى دائما للحفاظ على مجلس الأمن كساحة لرسم السياسيات لا لمجرد النقاش، مع أن النقاش في بعض الأحيان قد يقودنا إلى نتيجة ما في مجال السياسة".
وفي معرض تعليقه على خروج الدبلوماسيين الغربيين من قاعدة الاجتماعات أثناء كلمة مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، اعتبر تشوركين أن هذه الخطوة غير لائقة، لكنه أضاف: " هذه آلية من الآليات التي يتمتع بها الدبلوماسيون. وعندما لا تكون لدينا إمكانية لاستخدام أي وسيلة أخرى، نستخدم أحيانا هذه الآلية".
بدوره علق الجعفري على خروج الدبلوماسيين الغربيين من القاعة، والذي أصبح تقليدا أثناء كلماته، قائلا إن الدول الغربية مثل الببغاوات: تكرر الأكاذيب حول عمليات الجيش السوري بدعم الحلفاء الروس. وتساءل: "كيف يمكنهم أن يحاربوا الإرهابيين في الوقت الذي يستخدمونهم كمصادر للمعلومات. إن حكومة تلك الدول مرتبطة بالإرهابيين".
بدوره برر مندوب بريطانيا لدى الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت قراره الخروج من القاعة أثناء كلمة الجعفري، قائلا إن "النظام السوري يعيش في عالم خيالي بقدر أكبر من العالم الذي تعيش فيه روسيا"