جهاديو الموصل السريون يرعبون أوروبا

جهاديو الموصل السريون يرعبون أوروبا

أخبار عربية ودولية

السبت، ٢٢ أكتوبر ٢٠١٦

تطرقت صحيفة “نيزافيسيمايا غازيتا” إلى معركة تحرير الموصل؛ مشيرة إلى أنها قد تثير كارثة إنسانية وتدفق اللاجئين إلى أوروبا.
*

قد تثير عملية تحرير الموصل التي بدأت قبل أيام مخاطر كبيرة، ليس فقط في الخسائر البشرية. فقد أعلن المفوض الأوروبي لشؤون الأمن جوليان كينغ أن على أوروبا الاستعداد لاستقبال جهاديين متنكرين تحت قناع اللاجئين إذا ما نجحت القوات المهاجمة في تحرير المدينة. وتتعقد الأوضاع أيضا بسبب رغبة أطراف عديدة مختلفة دينيا وسياسيا فرض سيطرتها على المدينة. وقد يكون هذا سببا رئيسا في ظهور حصار الموصل على الواجهة جنبا إلى جنب مع أزمة حلب.

تقول “بي بي سي” نقلا عن إدارة مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إن المدنيين بدأوا بمغادرة المدينة مع بدء العملية. وقد تم تجهيز مخيمات لاستقبال المدنيين في مناطق قريبة وآمنة. كما أعلنت تركيا عن استعدادها لاستقبال اللاجئين العراقيين. أي أن العملية قد تثير أزمة انسانية. حقا، إن الوضع أخف من الوضع حول حلب، إذا أخذنا بالاعتبار فتح القوات العراقية ممرات خاصة لمن يرغب في مغادرة مناطق المعارك.
فقد أعلن الجنرال سيروان بارزاني أحد قادة قوات “البيشمركة” الكردية أن القوات المهاجمة قد تحتاج إلى مدة أسبوعين للوصول إلى المدينة، وإلى شهرين لتطهيرها من داعش. وأضاف أن ما يعقد سير العملية هو سوء المناخ في منطقة العمليات العسكرية. وكانت وسائل الإعلام قد أشارت سابقا إلى أن إحدى المشكلات التي ستواجهها القوات العسكرية وقوات “البيشمركة” هي شبكة الأنفاق التي حفرها مسلحو “داعش” في المدينة وضواحيها. وهذا يوضح أن الطيران الحربي وحده لن يتمكن من القضاء على داعش في المدينة.

من جانب آخر، أعلن وزير الدفاع التركي فكري عِشق أن الطيران التركي سيشترك في الهجمات الجوية على مواقع داعش. أي أن تركيا تستمر في إصرارها على الاشتراك في تحرير الموصل، على الرغم من الخلافات الحادة مع بغداد. وكانت قضية الموصل موضع نقاش بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان. كما أن بوتين ناقش هذا الموضوع مع رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي، حيث “أعرب عن دعم روسيا لجهود السلطات العراقية الرامية إلى قلع الإرهاب من جذوره وضمان سيادة العراق ووحدة أراضيه”.
وتفيد صحيفة “الغارديان” البريطانية بأن سكان الموصل الذين التقتهم أبدوا تخوفهم من الجيش العراقي، لأنه يتألف من الشيعة. وقد يؤدي هذا إلى عمليات تطهير ضد السنة في المدينة. والخبراء لا يستبعدون هذا الاحتمال، ولكنهم يشيرون إلى وجود القوات الخاصة الأمريكية مع القوات العراقية المهاجمة. وبحسب كبير الباحثين في معهد الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية فيكتور نادين – راييفسكي، فإن القوات الخاصة الأميركية هي التي أشرفت على تدريب وحدات الجيش العراقي. لذلك فإنها لن تسمح بوقوع هذا الأمر.
ويضيف نادين – راييفسكي أن بغداد بحاجة إلى الفصائل الشيعية لتجنب سيطرة الأكراد على الموصل، لأن “السلطة الحالية في بغداد تخاف من أن يستغل الأكراد هذه الأوضاع ويضيفون الموصل إلى إقليم كردستان. كما أن بغداد لا تثق بالوحدات الإيزيدية أيضا.

كل هذا يشير إلى أن القوات المسلحة العراقية هي التي ستحافظ على النظام في المدينة بعد تحريرها على الرغم من غالبيتها الشيعية، ووجود نسبة من السنة من ضمنها”. وبحسب رأيه، لا يمكن تجنب سقوط ضحايا بين المدنيين في الموصل، إذ “تفيد المعلومات الواردة، بأن المسلحين يجمعون سكان الضواحي ليشكلوا منهم دروعا بشرية. وهذا أمر يتميز به الإسلامويون. كما يحتمل أن يترك داعش عددا محدودا من عملائه. ولكن هل بمستطاع الوحدات العسكرية العراقية ووحدات الشرطة الاتحادية القيام بعمليات استخبارية؟ ويضيف أن المشكلة الأساسية ستكون “غربلة” سكان الموصل لأنه “يجب تحديد من ولماذا بقي في المدينة. وقد تعرض عدد من الضباط السنة الذين كانوا في المدينة منذ عهد صدام حسين، إلى الاضطهاد من جانب داعش. إضافة إلى أن الوضع داخل المعسكر السني غامض.

 

إنها حرب أهلية، وفي الحروب الأهلية هناك قوى تنتقل من جهة إلى أخرى عدة مرات. لذلك لا استبعد أن يبقى جزء من السنة في صفوف القوات المسلحة العراقية مقابل تنازلات سياسية ومناصب”.
أما الخبير العسكري أنطون مارداسوف، فيرجح وقوع كارثة إنسانية في الموصل نتيجة تعاطف سكانها مع داعش، ويقول: “لقد سبق أن أعلنت بغداد أنها تنظر إلى سكان الجزء الشرقي من حلب كأعوان للإرهابيين. وهذا يعني أن بغداد مستعدة لتسوية مثل هذه الأحياء في الموصل بالأرض. ولكن الأمريكيين يتخذون إجراءات لمنع حدوث هذا. كما أن غالبية السكان يتعاطفون مع المتطرفين، وهذا يعني أن الكارثة الإنسانية أمر لا مفر منه”. وأضاف مارداسوف أن موقف القوى المشتركة في الهجوم على الموصل كافة موحد من داعش ولكنها تختلف في شكل المدينة بعد الحرب: “فتركيا دربت التركمان وتطالب بمنحهم الحكم الذاتي. والأكراد يقولون إن الموصل يجب أن تتبع الإقليم. وحول الموصل تنتشر صناعات نفطية عديدة، كانت موضع صراع، وهذا الصراع سيحتدم أكثر بعد تحرير المدينة”.