موسكو لا تستغرب رفض واشنطن مكافحة "النصرة"

موسكو لا تستغرب رفض واشنطن مكافحة "النصرة"

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ٢١ أكتوبر ٢٠١٦

 قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن موسكو لم تعد مندهشة من رفض واشنطن اعتبار تنظيم "جبهة النصرة" عدوا يجب استهدافه في سوريا.
وأعاد الوزير إلى الأذهان أن طائرات التحالف الدولي بقيادة واشنطن لم تضرب "النصرة" أبدا خلال الغارات التي بدأتها في عام 2013. وأكد أن محاولات الحفاظ على تنظيم "النصرة" كقوة هي الأكثر استعدادا للقتال، لاستخدامه لاحقا لإسقاط حكومة بشار الأسد، مثيرة للحزن.
وجاءت تصريحات لافروف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير خارجية غواتيمالا بموسكو يوم الجمعة 21 أكتوبر/تشرين الأول، في معرض تعليقه على تأكيد الخارجية الأمريكية أن واشنطن لا تعتبر "النصرة" هدفا رئيسيا للعمليات العسكرية بسوريا.
وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية جون كيربي قد قال يوم الخميس إن الهدف الرئيسي للضربات الأمريكية في أراضي سوريا هو تنظيم "داعش". وأكد كيربي أن واشنطن تعتبر "النصرة" تنظيما يبقى خارج وقف إطلاق النار ومدرجا على قائمة المنظمات الإرهابية في سوريا. وذكر بأن واشنطن كانت تخطط للعمل ضد "النصرة" بالتعاون مع الروس وفق الاتفاق الموقع في 9 سبتمبر/أيلول الماضي، لكن هذا الاتفاق لم ينجح لأن "الروس لم يكونوا مستعدين للوفاء بالتزاماتهم"، حسب قوله.
وقال لافروف تعليقا على تصريحات كيربي: "فيما يخص تصريحات الأمريكيين حول موقف التحالف من تنظيم "جبهة النصرة" وحول عدم اعتبارهم التنظيم هدفا، فليس فيها شيء جديد بالنسبة لنا".
وتابع الوزير الروسي القول إنه خلال مشاوراته مع نظيره الأمريكي جون كيري كان يلفت انتباه الأخير إلى أن التحالف الدولي يتمهل لدى ضرب مواقع تنظيم "داعش" في سوريا، وفيما يخص تنظيم "النصرة"، فلا ترى موسكو حتى محاولات لمواجهة هذا التنظيم الإرهابي من قبل التحالف.
وأكد لافروف أن كل ذلك يدفع بموسكو إلى الاشتباه بأن هناك "خطا متعمدا للحفاظ على جبهة النصرة كقوة أكثر استعدادا للقتال، تسعى جهة ما لاستخدامها لإسقاط الحكومة في دمشق بالقوة"
وشدد قائلا: "إنه أمر مثير للأسف لأنه يعد خرقا مباشرا لقرارات مجلس الأمن الدولي، التي جاءت على أساس المبادرات الروسية-الأمريكية".
وأضاف لافروف أن موسكو قلقة من رفض تنظيم "جبهة النصرة" والفصائل المسلحة الأخرى الخروج من حلب، رغم مبادرات حسن النية من جانب موسكو ودمشق.
وأكد أنه حسب البيانات المتوفرة لموسكو، تتبع كافة التنظيمات الإرهابية في حلب "جبهة النصرة"، مضيفا أن موسكو سلمت قائمة بأسماء تلك التنظيمات لشركائها خلال المحادثات في لوزان يوم 15 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وشدد على أن "جبهة النصرة" و"أحرار الشام" والفصائل الأخرى المتعاونة معهما، تعمل على تخريب جهود الأمم المتحدة المدعومة من روسيا والحكومة السورية، لبدء إيصال المساعدات الإنسانية إلى أحياء حلب الشرقية.
وأشار إلى أن هؤلاء المسلحين يطلقون النار على المسارات التي يمكن استخدامها لنقل المساعدات، ويمنعون خروج المدنيين من الأحياء الشرقية، باستخدام أساليب التهديد والابتزاز، وحتى بالقوة.
وبشأن آفاق تمديد الهدنة، قال لافروف إن موسكو أكدت لواشنطن استعدادها للحفاظ على الهدنة، طالما لم يتم خرقها من قبل المسلحين.
كما اشتكى لافروف من أن عددا من الدول تعمل عمدا على منع انطلاق الحوار السوري السوري بمشاركة الحكومة وكافة أطياف المعارضة دون استثناء، ولا تسمح بإصدار قرارات عن مجلس الأمن الدولي بدعم بدء الحوار دون أي شروط مسبقة.
موسكو قلقة من الغارات التركية على الأكراد
وبشأن تكثيف الغارات التركية على مواقع الأكراد في شمال سوريا، أعرب لافروف عن قلق موسكو البالغ من الأنباء بهذا الشأن.
وشدد لافروف قائلا: "تركيا عضو في التحالف الذي شكلته الولايات المتحدة، وأعلنت بوضوح أن الهدف الوحيد لهذا التحالف هو محاربة "داعش" و"جبهة النصرة".
واستدرك قائلا: "إنني أنطلق من أن الولايات المتحدة بصفتها قائد هذا التحالف، ستفعل كل ما بوسعها من أجل البقاء في إطار الهدف المعلن".
موسكو تدعو أطراف النزاع في اليمن إلى مصالحة وطنية
بشأن الأزمة اليمنية، شدد لافروف على أهمية توجه كافة الأطراف إلى المصالحة الوطنية بدلا من سعي كل قوة لقمع القوة الأخرى.
وأعاد إلى الأذهان أنه أجرى يوم الخميس محادثات هاتفية مع نظيره الأمريكي جون كيري، الذي طرح موضوع الأزمة اليمنية بالإضافة إلى موضوع التسوية بسوريا. وذكر لافروف بأن كيري هو أحد القائمين على المبادرة الخاصة بالهدنة في اليمن بجانب السعودية والأعضاء الآخرين في التحالف العربي.

وأضاف قائلا: "خلال المكالمة الهاتفية، أصر كيري على ضرورة أن تدعم روسيا هذه المبادرة. ونحن ندعمها".

وأضاف: "لكن السؤال هو لماذا لم تنجح هذه المبادرة، ولماذا تم انتهاك هذه الهدنة، بما في ذلك انتهاكات من جانب القائمين على هذه المبادرة. ويجب توجيه هذا السؤال إلى الشركاء الأمريكيين وإلى الشركاء الذين أجروا المفاوضات مع الأطراف اليمنية".