واشنطن تخفّض توقعاتها.. ومصر والعراق وإيران تشارك..الأزمة السورية في لوزان: تلاقِ على «الهدنة»

واشنطن تخفّض توقعاتها.. ومصر والعراق وإيران تشارك..الأزمة السورية في لوزان: تلاقِ على «الهدنة»

أخبار عربية ودولية

السبت، ١٥ أكتوبر ٢٠١٦

في وقت تغيب فيه المبادرات الدولية لوقف نزيف الدم السوري المستمر، وبينما تستضيف لوزان السويسرية اليوم اجتماعاً يضم روسيا والولايات المتحدة إلى جانب عدد من ممثلي دول المنطقة سعياً لإحداث ثغرة في جدار الأزمة عبر إعادة إنتاج الحل مما هو موجود، تحدثت تقارير عن نية تركيا تقديم رؤية جديدة للتسوية. يأتي ذلك في ظل تقدم جديد للجيش السوري وسيطرته على مناطق عدة في حلب.
إيران التي كانت أعلنت قرارها بعدم حضور اجتماع لوزان الذي تشارك فيه أيضاً السعودية وقطر وتركيا، عادت وأكدت مساءً على لسان مساعد وزير الخارجية الإيرانية للشؤون العربية والافريقية حسين جابري انصاري مشاركتها في الاجتماع الى جانب العراق ومصر.
نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أكد أن الأطراف المشاركة في مباحثات لوزان ستناقش إعادة إطلاق الهدنة في سوريا، معرباً عن دعم روسيا لمشاركة إيران والعراق ومصر في المباحثات. وقال «نحن مع حضورهم (إيران والعراق ومصر) وتحدثنا عن ذلك مع الأميركيين»، معرباً عن اعتقاده بأن بداية عملية التسوية السورية ينبغي أن تكون ضمن «مجموعة ضيقة من البلدان التي لها تأثير مباشر على السوريين».
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد، في وقت سابق، عدم امتلاكه لأي «توقعات خاصة» للمحادثات التي ستجري اليوم بشأن أزمة سوريا في مدينة لوزان، موضحاً أن روسيا لا تعتزم طرح مبادرات جديدة لحل الصراع.
وقال للصحافيين في العاصمة الأرمينية يريفان، «نريد أن نصل الى لعمل الملموس ونرى مدى التزام شركائنا بقرار مجلس الأمن الدولي (بشأن سوريا)».
وذكر أن الشرط الأساسي لاستئناف نظام وقف إطلاق النار في سوريا هو تنفيذ القرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي بشأن التسوية السورية»، مضيفاً «اتجاهات العمل كلها واضحة: وقف العنف في سوريا، ومحاربة الإرهابيين، وضمان الوصول الإنساني إلى السكان المحتاجين، وإطلاق عملية سياسية فورا بمشاركة الأطياف السورية كافة، بما في ذلك الحكومة والمعارضة برمتها من دون أي شروط مسبقة».
ولفت إلى أن المسألة الرئيسة في هذا الخصوص تكمن في الفصل بين الإرهابيين و «المعارضة المعتدلة»، واصفاً الأحاديث عن كون وقف القتال في حلب هو الهدف الأساسي، بأنها محاولات لـ «تنميق الصورة» وتجنيب «النصرة» والمتعاونين معها الضربة، بصورة ماكرة.
بدوره، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر أن الولايات المتحدة لا تتوقع اختراقاً في اجتماع لوزان، مشيراً إلى أن واشنطن تسعى لتفعيل الجهود المشتركة بخصوص سوريا.
وفي إجابة عن سؤال حول ما إذا كان الرئيس الأميركي باراك أوباما ناقش في إطار اجتماعه بمستشاريه للأمن القومي الخيارات العسكرية للتسوية السورية، قال تونر: «ما يمكنني قوله أن الولايات المتحدة لا تزال تهتم بحزمة واسعة من الخيارات» في سوريا، مشيراً إلى أن ممثلي البيت الأبيض، يمكنهم الإجابة على هذا السؤال (بشكل أدق).
وأكد أن استئناف التعاون مع روسيا في مكافحة الإرهاب في سوريا لا يزال على الطاولة، في حال إحياء العملية السياسية، موضحاً أن واشنطن تريد من الحكومة السورية قبل ذلك إيقاف العمليات العسكرية في حلب.
وأضاف «إذا توصلنا إلى ذلك، ستكون كل الإمكانيات على الطاولة، أي محاربة (تنظيمي) النصرة وداعش بشكل بنّاء وأكثر فعالية، ولكن ليس مع النظام (السوري)، بل مع روسيا».
إلى ذلك، ذكرت تقارير إعلامية بأن أنقرة ستقدم في اجتماع لوزان خطة جديدة لتسوية الأزمة، تتضمن تحقيق الهدنة وتعاون قوات «التحالف الدولي» وروسيا في مكافحة الإرهاب.
وأشارت صحيفة «أكشام» (المساء) التركية إلى أن الخطة التركية تتضمن ستة بنود تشمل وقف إطلاق النار بين الأطراف المتنازعة كافة وبدء عملية إيصال مساعدات إنسانية بشكل عاجل، ونشر مستشفيات ميدانية في مواقع بحاجة إلى ذلك.
وتنص الخطة على تعاون قوات «التحالف» وروسيا في مكافحة تنظيمي «داعش» و «جبهة النصرة» الإرهابيين بعد ضمان الهدنة، ووضع خريطة طريق مشتركة حول التسوية في سوريا بين حكومة البلاد و»المعارضة».
كما تقضي الخطة التركية إنشاء منطقة آمنة في سوريا من أجل تجنب موجة جديدة من اللاجئين، فيما تشدد على ضرورة الحفاظ على وحدة أراضي سوريا وتقليل كل الأخطار التي قد تؤدي إلى الإضرار بوحدة سوريا ونشوب نزاعات على أساس عرقي وطائفي.
وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو طالب المشاركين بمباحثات لوزان بأن يركّزوا على الخروج بنتائج ومن ثم تطبيقها.
وقال عقب مشاركته بمراسم افتتاح حزمة من المشاريع بولاية أنطاليا إن مباحثات لوزان ستركز على وقف إطلاق النار في سوريا، وإيصال المساعدات الإنسانية للمناطق المحاصرة، مضيفاً «لقد اتخذنا قرارات عديدة وطرحنا وجهات نظر حول كيفية تفعيل وقف إطلاق النار في سوريا، وتوصيل المساعدات والتحول الديموقراطي وكذلك الحل السياسي».
من جهة ثانية، أعلن نائب وزير الخارجية الروسية غينادي غاتيلوف أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم سيزور موسكو في نهاية الشهر الحالي.
وقال «هناك اتفاق، سيصل وزير الخارجية السوري وليد المعلم في نهاية هذا الشهر، موعد الزيارة الدقيق يتم الاتفاق عليه حاليا من خلال القنوات الديبلوماسية» بين الطرفين، ملمحاً إلى أن الزيارة ستجري خلال الاسبوع الاخير من الشهر الحالي.
ميدانياً، استعاد الجيش السوري والقوات الحليفة السيطرة على منطقة المقلع وكسارات العويجة وقوس العويجة «بعمق كيلومتر واحد وبعرض جبهة كيلومتر أيضاً، بعد القضاء على آخر تجمعات التنظيمات الارهابية فيها وتدمير تحصيناتها».
ونقلت «سانا» عن مصدر عسكري قوله إن عناصر الهندسة «قامت بتمشيط المنطقة ونزع العبوات والمفخخات التي زرعها الارهابيون قبل مقتل عدد منهم وفرار آخرين»، موضحاً أن الجيش قضى على عشرات الإرهابيين «اثر استهداف تجمعاتهم ومحاور تسللهم في أحياء الشيخ سعيد والفردوس والمشروع 1070 شقة».