ليبيا: استمرار المعارك في سرت.. وحفتر يجدد رفضه الاعتراف بالوفاق

ليبيا: استمرار المعارك في سرت.. وحفتر يجدد رفضه الاعتراف بالوفاق

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٢٩ سبتمبر ٢٠١٦

 تستمر المعارك بين قوات عملية "البنيان المرصوص" ومسلحي "داعش" في آخر المناطق التي لا يزال يسيطر التنظيم الإرهابي عليها في مدينة سرت.

وتقول غرفة عمليات تحرير سرت إنها باتت تحاصر مسلحي "داعش" في حيز جغرافي صغير بمنطقة الجيزة البحرية المطلة على البحر الأبيض المتوسط، وإنها تواصل تضييق الخناق عليهم.

إلى متى؟!

ومع دخول معارك سرت مراحلها الأخيرة، ازدادت الأمور تعقيدا أمام قوات عملية البنيان المرصوص الذين يتلقون دعما عسكريا واستخباريا من الولايات المتحدة. ومنذ أسابيع، تحاول هذه القوات القضاء على آخر فلول التنظيم المتحصنين في الأحياء السكنية؛ لكن من دون نتائج ملموسة حتى الآن.

ولا يعرف على وجه التحديد ما الذي يؤخر تحرير هذه المناطق من قبضة الإرهابيين؛ لكن، سبق للمتحدث باسم قوات عملية البنيان المرصوص أن تحدث عن استخدام عناصر "داعش" المدنيين دروعا بشرية، وتوعد باقتحام حصون التنظيم إذا استمر الوضع كذلك.

وفي مقابلة أجراها مع إذاعة فرنسا الدولية على هامش زيارة إلى فرنسا، صرح رئيس حكومة الوفاق الوطني في ليبيا فايز السراج بأن تحرير سرت عملية صعبة، ويتطلب الكثير من الجهد والوقت؛ لكنه شدد على أنه في مرحلته الأخيرة حاليا، من دون أن يحدد أجلا زمنيا لاكتمال عملية البنيان المرصوص.

وقد تكبدت كتائب مصراتة، التي تشكل قوات البنيان المرصوص، خسائر بشرية كبيرة منذ بدء القتال لتحرير سرت مطلع شهر مايو/أيار الماضي. ووفقا لمبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا مارتن كوبلر، الذي زار مصراتة الأسبوع الماضي، فقد سقط 600 قتيل وألوف الجرحى بين صفوف الجماعات المسلحة المعروفة بـ"ثوار مصراتة".

مغازلة السلطة

إلى ذلك، يرفض قائد الجيش الليبي في بنغازي المشير خليفة حفتر الاعتراف بحكومة الوفاق الوطني المنبثقة عن اتفاق الصخيرات من دون أن تلوح في الأفق بوادر انفراج في الأزمة التي سببها هذا الموقف.

وبات حفتر يبدي من وقت لآخر مطامحه في الوصول إلى سدة الحكم في ليبيا، على الرغم من رفضه التصريح بذلك؛ حيث قال في مقابلة مع وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية إن "ليبيا بحاجة إلى قائد يتمتع بخبرة عسكرية كبيرة"، في إشارة إلى حفتر نفسه.

ويراهن حفتر على القوة العسكرية في استعادة السيطرة على زمام الأمور في البلاد مستلهما تجربة المشير السيسي في مصر، وهو ما صرح به حفتر عندما قال إن العسكريين المنتخبين يحققون نجاحا كبيرا؛ مستشهدا بالتجربة المصرية.

وجدد حفتر عدم اعترافه بحكومة الوفاق الوطني؛ مؤكدا أنه يعترف فقط بسلطة البرلمان الموجود في مدينة طبرق شرق ليبيا. وفي ظل حديث بعض وسائل الإعلام عن استعدادات عسكرية للجيش الليبي لاستعادة طرابلس بعد استتباب الأمور في منطقة الهلال النفطي، أكد المشير خليفة حفتر أن طرابلس تم اختطافها من قبل مجموعات مسلحة من دون أن يتطرق إلى مصير العاصمة.

لكن رئيس حكومة الوفاق فايز السراج استبعد خيار الحسم العسكري؛ مشددا على عدم وجود خيار آخر أمام الليبيين سوى خيار الحوار والمصالحة.

أصدقاء ليبيا في باريس

وفي خضم التحركات الدبلوماسية للبحث عن مخرج للمأزق الليبي، أعلنت الخارجية الفرنسي في تصريحات للمتحدث باسمها ستيفان لوفول أن باريس ستستضيف الأسبوع المقبل اجتماعا يحضره ممثلون عن عدة دول في المنطقة لبحث الأزمة الليبية.

وتأتي مساعي فرنسا لعقد هذا الاجتماع، الذي تشارك فيه مصر والإمارات وتركيا وقطر، بعد زيارة قام بها رئيس حكومة الوفاق الوطني فايز السراج إلى باريس، والتقى خلالها كبار المسؤولين الفرنسيين، وطلب منهم تقديم الدعم اللازم لحكومته حتى لا تفقد السيطرة على زمام الأمور.

وستنصب جهود "أصدقاء ليبيا" حول حشد الدعم للحكومة التي يعتزم السراج تقديمها للبرلمان في طبرق من أجل نيل الثقة بعد أن رفض البرلمان الحكومة الحالية. ووعد السراج بتشكيل حكومة تضم جميع الأطراف؛ لكنه طالب البرلمان بالإسراع في الرد عليها وعدم إضاعة الوقت كما حدث في السابق.

هذا، ولا يعول الليبيون كثيرا على مثل هذه الاجتماعات، خاصة أنها لا تخرج إلا بمطالب مكتوبة تتكرر خلال كل اجتماع في ظل غياب آليات للضغط على مختلف الأطراف لتطبيق مقتضيات الاتفاق السياسي، وانقسام تلك الدول بين داعم لحكومة الوفاق وداعم لخصومها.