واشنطن لموسكو: قد نلجأ لخيارات «غير ديبلوماسية»

واشنطن لموسكو: قد نلجأ لخيارات «غير ديبلوماسية»

أخبار عربية ودولية

الخميس، ٢٩ سبتمبر ٢٠١٦

في تصعيد هو الأعنف باللهجة الاميركية اتجاه روسيا خلال الشهور الماضية، اعلنت واشنطن بدء النقاش في خيارات «غير ديبلوماسية» للرد على موسكو ودمشق. وفي وقت كانت روسيا تعرب عن استعدادها لمواصلة المحادثات مع الاميركيين في جنيف، كان مسؤول في «المعارضة» السورية يؤكد حصول المسلحين على راجمات صواريخ «غراد» جديدة من دول أجنبية داعمة لهم يصل مداها إلى 22 و40 كيلومترا.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جون كيربي أن مسؤولين أميركيين معنيين بالعملية الجارية بين الوكالات الخاصة بالأمن القومي ناقشوا خيارات أخرى «لا تتعلق بالديبلوماسية» للتعامل مع الوضع في سوريا، مؤكداً أنه من مصلحة روسيا وقف العنف في سوريا لأن المتطرفين قد يستغلون الفراغ لمهاجمة مصالح روسية أو مدن روسية!
وكانت الخارجية الأميركية قد أكدت، في وقت سابق، أن الوزير جون كيري أبلغ نظيره الروسي سيرغي لافروف أن «الولايات المتحدة تستعد لتعليق التزامها الثنائي مع روسيا حول سوريا، وخصوصا إقامة مركز مشترك» للتنسيق العسكري بحسب ما ينص عليه الاتفاق الروسي الاميركي الموقع في جنيف في التاسع من ايلول، قبل أن ينهار بعد عشرة أيام.
وأوضحت أن كيري أبلغ لافروف، خلال اتصال هاتفي، أن التعاون بين موسكو وواشنطن سيتوقف إلا اذا «اتخذت روسيا تدابير فورية لوضع حد للهجوم على حلب وإعادة العمل بوقف الاعمال القتالية».
وذكر كيربي في بيان أن «كيري أعرب عن قلقه البالغ حيال تدهور الوضع في سوريا وخصوصا الهجمات المتواصلة للنظام السوري وروسيا على المستشفيات وشبكة توزيع المياه وبنى تحتية محلية اخرى في حلب».
إلى ذلك، لم يستبعد البيت الأبيض إمكانية توسيع العقوبات المالية ضد روسيا، على خلفية دعمها لدمشق. وأوضح المتحدث باسم الرئيس الأميركي، جوش ارنست، أمس الأول، أن «آفاق فرض عقوبات مالية إضافية ما زالت قيد الدراسة، (لقد) أثبتت العقوبات المالية نفسها كآلية مفيدة لتحقيق مصالحنا في العالم برمّته. ولذلك لا نستبعد فرض مثل هذه العقوبات» على روسيا.
من جهتها، أكدت موسكو استعدادها للعمل مع واشنطن بشأن سوريا بعدما تلقت أوامر من رئيس الاتحاد الروسي فلاديمير بوتين بذلك، مشيرة إلى أنها ستبعث عما قريب خبراء إلى جنيف لعقد محادثات مع نظرائهم الأميركيين لتطبيع الوضع في مدينة حلب وبقية البلاد.
وقال النائب الأول لرئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، فيكتور بوزنيخير، إن المبادرة نتجت من اتصال هاتفي أجري في وقت سابق اليوم بين لافروف وكيري.
وفي هذا السياق، أوضح أن موسكو تلقت معلومات تؤكد تورط فصائل «المعارضة» السورية المرتبطة بـ «جبهة النصرة» في حادث قصف قافلة الإنقاذ قرب بلدة أورم الكبرى، معرباً عن استغرابه لكون مسلحي «داعش» في شمال سوريا لا يبدون مقاومة فعالة وينسحبون في الاتجاه الجنوي، والجنوبي الشرقي.
وأكد المسؤول الروسي أن الإرهابيين «يحضرون لضربات استفزازية باستخدام القذائف الكيميائية ضد مواقع الجيش السوري والأحياء السكنية في حلب، بهدف توجيه الاتهامات إلى القوات الحكومية».
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد ذكرت في بيان أن «لافروف لفت (خلال الاتصال مع كيري) إلى أن عددا كبيرا من الفصائل المعارضة للحكومة، والتي تسميها واشنطن بالمعتدلة، تندمج بتنظيم جبهة النصرة وتواصل عملياتها العسكرية ضد الجيش السوري».
وأوضحت أن لافروف حث كيري على تنفيذ التعهدات الأميركية بالفصل بين «المعارضة السورية المعتدلة» والجماعات الإرهابية، قائلاً إن «زعماء بجبهة النصرة تحدثوا علناً عن دعم خارجي يشمل إمدادا بأسلحة أميركية».
بدوره، قال وزير الخارجية الفرنسي جان مارك ايرولت إن بلاده ستطرح قراراً في الامم المتحدة لوقف إطلاق النار في حلب، معتبراً أن الذين سيمتنعون عن التصويت لمصلحته «يجازفون بتحمل مسؤولية المشاركة في جرائم حرب».
الهجمة الغربية المتصاعدة ضد موسكو تلقفها الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، فأشار إلى أن هؤلاء الذين يستخدمون «أسلحة أكثر تدميرا» في سوريا يرتكبون جرائم حرب وأن الوضع في حلب «أسوأ من مسلخ».
وفي سياق متصل، وقبل يوم من زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن نايف تركيا، التقى وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف، أمس، رئيس الوزراء التركي بن علي يلديريم ووزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو (كل على حدة)، في زيارة غير معلنة الى أنقرة، حيث تم البحث في عدد من القضايا الإقليمية على رأسها مستجدات الوضع في سوريا.
إلى ذلك، اعتبر المتحدث باسم الخارجية الايرانية بهرام قاسمي، أن «السياسة الخاطئة» التي تعتمدها فرنسا أدت الى تصعيد الازمة في سوريا. وذلك رداً على تصريحات لإيرولت دعا فيها «عرابي النظام» السوري «ايران وخصوصا روسيا الى الكف عن لعبتهم المزدوجة» ووقف «جرائم الحرب» التي ترتكبها دمشق.
وقال قاسمي إن «الجميع يعلم بأن فرنسا هي من الدول التي تسببت سياستها الخاطئة بالوضع المقلق في سوريا وفاقمته»، مضيفاً ان تصريحات ايرولت «الذي يفترض ان لديه معرفة جيدة بالوضع في المنطقة والعالم تفتقر الى الواقعية ولم تكن متوقعة».
من جهة اخرى، أكد قائد الفرقة الشمالية في «الجيش الحر» العقيد فارس البيوش، أن دولاً أجنبية زودت مقاتلي «المعارضة» براجمات «غراد» من طراز لم يحصلوا عليه من قبل، رداً على هجوم تدعمه روسيا في مدينة حلب.
وقال البيوش إن مسلحي المعارضة حصلوا على «كميات ممتازة» من راجمات «غراد» يصل مداها إلى 22 و40 كيلومترا، موضحاً أنها ستستخدم في جبهات القتال بحلب وحماه والمنطقة الساحلية.
وحصل مقاتلو «المعارضة» على راجمات «غراد» من قبل، لكن البيوش قال إن هذه هي المرة الأولى التي يحصلون فيها على هذا الطراز.
وأشار البيوش إلى أنه لا مؤشر على أن مقاتلي «المعارضة» سيحصلون على أسلحة مضادة للطائرات كما طلبوا.
ميدانياً، نفذت وحدات من الجيش السوري بتغطية من سلاح الجو ضربات مكثفة على تجمعات ومحاور تحرك المسلحين في قرى وبلدات خان طومان ومعراتة وغرب دارة عزة وغرب قبتان الجبل وبابيص وكفر حمرا وحريتان بريف حلب.