الصراع الرئاسي الأميركي يحتدم بين "الفاسدة" و"المجنون"

الصراع الرئاسي الأميركي يحتدم بين "الفاسدة" و"المجنون"

أخبار عربية ودولية

الأربعاء، ٢٨ سبتمبر ٢٠١٦

قبل خمسة أسابيع من معركة الرئاسة الأميركية، تحتدم المنافسة بين مرشحي الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، والحزب الجمهوري دونالد ترامب، خصوصاً أن المتنافسين يعتبران الأقل شعبية في التاريخ الأميركي على مستوى حزبيهما، وعلى مستوى الجمهور أيضاً.

المناظرات بينالمرشحين بدأت، وأخذت تحتلّ حيّزاً من اهتمام الجمهور الأميركي، لأنها تجري بين مرشحة اشتُهرت بالفساد، ومرشح يوصف بـ"المجنون".

وإذا كانت المناظرة الأولى لمدة 90 دقيقة بين المرشحين لم تحسم ميول الجمهور، لأن كلاً منهما حضّر أسلحته بوجه الآخر، فجاءت كفتاهما متوازنتان مع ميل طفيف لصالح كلينتون، فإن المرحلة المقبلة ستشهد من الطرفين تنافساً حامياً لجذب الناخبين الذين لم يحسموا مواقفهم بعد، وهم بين 8 و10 بالمئة من الناخبين، فمن يستطع كسب أغلبية هؤلاء المترددين سيضع قدميه في البيت الأبيض في شهر شباط من العام المقبل، بعد أن يكون قد انتخب في الثامن من تشرين الثاني المقبل.

في المناظرة الأولى بين المرشحين، حاول ترامب أننأنا يدخل إلى عمق منافسته، وهو نجح إلى حدّ ما، رغم عصبيته، في أن يكشف نقاط ضعفها، التي إذا ما أجاد اللعب عليها في الأيام المقبلة قد يحوّلها إلى صفات مؤذية، خصوصاً أن سجل هيلاري حافل بالهفوات والأخطاء، لاسيما في فترة تسلُّمها وزارة الخارجية الأميركية، بحيث لها كثير من الزلات، لعل أبرزها حين نسيت تقريراً في غاية السرية في غرفة فندقها أثناء زيارة لها إلى العاصمة الروسية موسكو.

أما هيلاري فجهدت في مناظرتها الأولىفي أن تثير حفيظة دونالد ترامب، لإخراجه عن طوره، في محاولة منها لتثبت أن مزاجيته تجعله لا يصلح ليكون سيّد البيت الأبيض، لكن يبدو أن فريق المرشح الجمهوري عرف كيف يدرّب رجله، وبالتالي فإن هذه المهمة لم تفلح كثيراً، بالإضافة طبعاً إلى لعبها على وتر حساس عند منافسها، وهي أن في الحزب الجمهوري من لا يريده لا مرشحاً ولا رئيساً، وهذا ما حاول ويحاول ترامب أن يسد ثغرته بالتوجه إلى الجمهوريين مؤكداً أن السباق الرئاسي هو معركة كل الجمهوريين.

بأي حال، المرشحان الرئاسيان زايدا في الولاء وتأييد الدولة العبرية، وهي السمة المشتركة في كل المنافسات الرئاسية الأميركية، مما يجعل المعارك الرئاسية الأميركية معارك لوبيات، وكسب ولاء هذه اللوبيات، من اللوبيات الصهيونية "أيباك"، إلى لوبيات المال والصناعات العسكرية، والمافيات المختلفة.

تسعون دقيقة كانت غير حاسمة لتحويل اتجاهات الرأي العام الأميركي، ما سيجعل العالم أمام فيلم أميركي قصير هذه المرة، منتظراً في الأسابيع القليلة المقبلة مزيداً من المناظرات والاتهامات، واستعمال الأسلحة التي تصل إلى حدّ التشهير الشخصي، وربما إلى ما تحت الحزام، فكيف إذا كانت شخصيتا المرشحين تسمح بذلك، فالديمقراطيةالمهووسة بالهدايا والمال والسلطة، بدأ يطلَق عليها "الفاسدة"، وترامب رجل المال والعقارات مشهور بمزاجيته وتقلباته وشطحات لسانه، ولهذا يطلقون عليه "المجنون"..

فلننتطر مزيداً من مشاهد الفيلم الأميركي بين "الفاسدة" و"المجنون".

سعيد عيتاني