(جرابلس) والموازين بين المحورين

(جرابلس) والموازين بين المحورين

أخبار عربية ودولية

الثلاثاء، ٣٠ أغسطس ٢٠١٦

زيد هاشم
جرابلس المدينة الحدودية السورية التي تقطع الممر الكردي
الممتد من شمال غرب أيران وشمال العراق والجنوب الشرقي التركي والشمال السوري هذا الممر يتكون من أغلبية كردية
 عدا المناطق الشمالية السورية فالكرد مكون أساسي فيها وليس أغلبية على عكس ما يطرح الأخوة الأكراد فهم اكثر الأقلية في محافظات  الشمال السوري وهي الحسكة الرقة حلب أدلب

جرابلس هي النقطة التي يدخل منها نهر الفرات لسورية وهي تفصل غرب الفرات عن شرقه في الأراضي السورية وهذا يعطي المسيطر عليها اهمية كبيرة في سوريا والعراق

وهي مدينة ذات اغلبية عربية (تركمانية) تعتبر تركيا نفسها وصية عليهم
اذا جرابلس هي المدينة الأخيرة لفتح الكردور الكردي على البحر المتوسط مع كنتونات الأدارة الذاتية لحزب العمال الكردستاني السوري الجزيرة وكوباني وعفرين

أهميتها للأتراك

تتلخص في سيطرة حزب العمال الكردستاني السوري على المناطق الحدودية السورية وهو فرع حزب العمال الكردي التركي المناوء لأنقرة والذي يدعو لحكم ذاتي حيث يمتلك نفوذ كبير في جنوب شرق تركيا وله جناح مسلح
(ب ك ك) وهو في نزاع مسلح مفتوح مع الجيش التركي وبسبب الأزمة السورية امتد هذا الحزب واصبح يمتكلك جناح مسلح (ي ب ج)
هذا الحزب بشقيه تربطه علاقات تاريخية جيدة مع دمشق حيث أن قائده عبدالله أوجلان كان في دمشق بحماية الرئيس حافظ الأسد وكاد وجوده يسبب بحرب بين البلدين

في خضم الأزمة السورية ودخول تركيا بشكل سافر واجرامي من خلال دعم المجاميع المسلحة التكفيرية والأخوانية ضد الجيش والحكومة السورية

حيث قام الجيش بالأنسحاب من المناطق الحدودية وتسليمها لهذا الحزب الشيوعي العلماني القريب من القيادة السورية
وكان هذا هو السبب الرئيس لتغير الموقف تجاه الأزمة السورية خوفا من نجاح حزب العمال الكردستاني السوري  في اقامة حكم ذاتي معترف به من دمشق وبهذا سينتقل الصراع بشكل حتمي للداخل التركي

بعد أن غير الكرد السوريون تحالفهم من القيادة السورية ألى التحالف مع أمريكيا لأسباب المصلحة الآنية

بحجة محاربة داعش أدى هذا لتمددهم شرق الفرات وهنا دق ناقوس الخطر عند الأتراك وهنا هيئت الفرصة المنتظرة لتقارب سوري تركي
 مع النتائج السلبية لمحاولة الأطاحة بأردوغان من الأمريكان بالأنقلاب الفاشل استغل الروس والأيرانيون تقلرب المصالح لحل مسألة الحدود وانهاء الأزمة السورية بتحيد تركيا

 التحالف الكردي الأمريكي يشكل خطرا مشتركا على وحدة الأراضي التركيا السوريا الأيرانية

 حيث أن الأمريكان غرروا بالكرد باللعب على النغمة العرقية وتحقيق مكاسب أوهموهم بها
 وذلك لحاجة أمريكا لتحالف مع قوة غير الجيش السوري لترتيب وضعها بالعراق حيث المنطقة الستراتيجية لأمريكا بسبب النفط والغاز وتوسط العراق بين أيران وسوريا وقربه من الخليج
حيث فشل الأمريكان في أيجاد شكل معارض عسكري معتدل من ما دفعهم لعقد تحالف مفاجئ مع وحدات حماية الشعب مخاطرين بحلفهم مع تركيا
ولم يبقى للأمريكان سوى حجة محاربة صنيعتهم داعش للتدخل بالأزمة السورية بعد الدخول الروسي العسكري القوي

حيث تقدم الجيش السوري وحلفائه محررين  تدمر وشرق حماة وشرق حلب واقتربوا من المناطق الرئيسية لسيطرة داعش هنا اصبح المشروع الأمريكي التكفيري بخطر الأنهيار

من ما دفع أمريكا لتغير حساباتها في العراق وسوريا

التدخل التركي تم بمعرفة وتنسيق المحور الروسي للأسباب التالية

1. طيلة فترة الأزمة السورية مرت سوريا بمرحلة ضعف لكن الترك لم يجرؤا على الدخول بشكل عسكري مباشر سوى مرة واحدة لأخذ قبر مؤسس العثمانين وتم هذا بأشعار دمشق من خلال القنصلية السورية بتركيا ودخل رتل تركي دون الاشتباك مع الدواعش ونقلوا الرفات
 كيف يدخلون الأن ووضع سوريا العسكري الستراتيحي قد تغير تماما مع التواجد الروسي الكبير والقدرة التسليحية العالية لسوريا بسلاح الصواريخ والدفاع الحوي المتطور
2. تم هذا التدخل بعد اللقاء التصالحي بين أردوغان وبوتين ثم اللقاء مع الأيرانين من خلال يلدريم ولقاءات عسكرية وامنية بين الجانبان السوري والتركي برعاية دول المحور حيث كشف عنها بشكل غير رسمي وهذا يدل على التنسيق مع الأتراك لأغلاق الحدود ووقف التمويل للتكفيرين والضغط على دمى الأئتلاف للدخول بالعملية السياسية
 مقابل السماح للأتراك بقطع الممر التركي وبهذا تصلح تركيا موقفها.
3.وجود قواعد روسيا في حميميم و وطرطوس ونشر الأس 400 و300وصواريخ اسكندر وتواجد البوارج والمدمرات الروسية على الشواطئ السورية القريبة من تركيا هذا يعطي استحالة هذا التدخل من دون تنسيق كامل مع الروس الحلفاء

التدخل التركي يصب بمصلحة القيادة السورية

حيث لن تضطر سوريا للدخول بحرب مع الكرد وهو ما تقوم بها أنقرة
حيث سيدفع هذا الموقف الأكراد للرجوع لدمشق بعد تخلي الأمريكان عنهم وبيعهم للأتراك لأراضائهم بعد محاولة الأنقلاب التي أعدها الناتو للتخلص من أردوغان بعد أن فشل في أنجاز مشروع الربيع العبري والفوضى الخلاقة
وخروجه عن السيطرة الأمريكية بعد صلحه مع الروس والأيرانين بعد أن أحس بالخطر على رأسه
وكذلك سيجعل اي قيادة سياسية تركيا بحاجة دمشق من أجل الملف الكردي