كيري ولافروف بحثا في «حل نهائي» للأزمة … داريا عادت.. والمعضمية تطالب باتفاق تسوية

كيري ولافروف بحثا في «حل نهائي» للأزمة … داريا عادت.. والمعضمية تطالب باتفاق تسوية

أخبار عربية ودولية

الأحد، ٢٨ أغسطس ٢٠١٦

في حين كان وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية جون كيري يبحث مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في «حل نهائي» للأزمة السورية، كان الجيش السوري ينهي مهمته في تطهير داريا، التي وبعد سنوات من المعارك فيها، استسلم مسلحوها وقرروا الخروج منها وسط غضب المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا الذي لم يستشره أحد في التسوية المبرمة!
وفي جنيف وبعد أن هزمت واشنطن وكل أدواتها وحلفائها في الحرب على سورية، كان حديث الحل السياسي الشامل محور المحادثات مع موسكو، فالهزيمة الأميركية في الميدان وخسارة المدن والبلدات واحدة تلو الأخرى وعدم تمكن الميليشيات المسلحة والإرهابية المستثمرة من قبل آل سعود من التقدم في حلب وإخفاق مشروع الانقلاب على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وتوغل الجيش التركي لطرد حزب «الاتحاد الديمقراطي» الكردي المدعوم أميركياً من عدة مناطق في الشمال، كل ذلك جعل من واشنطن تختار الحل السياسي الذي كانت دمشق وموسكو تتحدث فيه منذ سنوات بدلاً من الحل العسكري الإرهابي الذي دعمته لسنوات مع حلفائها في الغرب والخليج، وكلف سوية عشرات الآلاف من الشهداء والدمار في الممتلكات والبنى التحتية.
وفيما سرب من الاجتماع الطويل في جنيف بين الوزيرين لافروف وكيري أن بقاء أو رحيل الرئيس بشار الأسد لم يعد مطروحاً نهائياً في المفاوضات، عاد الحديث في إطار فيينا2 وتشكيل حكومة وحدة وطنية وإجراء إصلاحات دستورية تؤدي إلى نظام حكم جديد في سورية دون المساس بخيار الشعب السوري الذي يبقى هو وحده القادر على تحديد من يقوده.
وقالت مصادر دبلوماسية غربية في جنيف لـ«الوطن»: إن ما حصل أول من أمس بين الوزيرين يمكن تسميته «اتفاقاً جدياً» لإنهاء الأزمة السورية، وخاصة بعد إقرار واشنطن لأول مرة بأن جبهة النصرة (التي غيرت اسمها إلى فتح الشام) هدفاً مشروعاً للقوات العسكرية، ورفع الغطاء عنها بعد سنوات من الحماية والدعم والتسليح، والإقرار ضمناً باستحالة فصل المجموعات «المعتدلة» عن النصرة والمتطرفين.
وأضافت: «إن واشنطن طلبت مزيداً من المشاورات بين الخبراء لتسويق ما توصلت إليه مع روسيا أمام حلفائها في أوروبا والخليج من دون الكشف عن تفاصيل الاتفاق».
وتشير المصادر في جنيف إلى أن الاتفاق ليس بجديد إنما هو اتفاق فيينا2 بعبارات جديدة وتغيير بعض المصطلحات.
وطوال ذلك الوقت، لم يكن السوريون يكترثون بشكل جدي لما يحصل في جنيف بين الوزيرين، بل كانت الأنظار متجهة كلها إلى مدينة داريا بريف دمشق الغربي، حيث حسم الجيش السوري المعركة فيها فاستسلم مسلحوها ووقعوا على تسوية أخرجتهم جميعاً من المدينة التي باتت منذ الأمس خالية من أي وجود سكاني، بعد أن كان يسكنها قرابة الثلاثمئة ألف سوري هجروا معظمهم المدينة بعد أن باتت رهينة المسلحين ومشاريعهم وأوهامهم التي انتهت بهجرة المدينة المدمرة.
وفي هذا السياق، تحدثت مصادر عن اتصالات بدأت مع المسلحين المتبقين في مدينة معضمية الشام الملاصقة لداريا من الشمال الغربي والذين أبدوا رغبة بتسوية وضعهم والخروج أيضاً من المدينة بعد تسليم السلاح.
ورأى مراقبون أن اللافت كان هو كيف قامت قيادة الجيش بإنجاز الاتفاقيات دون العودة إلى من يرى في نفسه «الوصي» على الشعب السوري، والمقصود هنا دي ميستورا، الذي عبر عن غضبه من عدم استشارته أو فريقه لإنجاز التسوية، من دون أن يعلم أن السوريين قادرين على حل مشكلاتهم وحدهم ودون وصاية أحد، ولعل التسوية وسرعة إنجازها في داريا خير دليل على ذلك، وخير دليل على أن كلما ابتعد التدخل الخارجي، دائماً اقتربت نهاية الحرب في سورية، ويكفي أن تتوقف واشنطن وحلفائها في استثمار الإرهاب من أي تدخل، ودعم وتسليح، لتنتهي كل الحرب على سورية خلال أسابيع معدودة، ودائماً بحسب المصادر المراقبة.
وتم صباح أمس تحرير تسعة من أصل 18 جندياً كانت المجموعات المسلحة اختطفتهم خلال السنوات الماضية.