أخيراً بدأت نهاية ترامب...دمر نفسه بنفسه

أخيراً بدأت نهاية ترامب...دمر نفسه بنفسه

أخبار عربية ودولية

الجمعة، ١٩ أغسطس ٢٠١٦

يبدو أن زلات لسان وأخطاء المرشح الجمهوري دونالد ترامب، لا حد لها، حتى صار شبه مؤكد أن طريق البيت الأبيض بات مسدوداً أمامه، ما لم تحدث معجزة برأي نيكي وولف، كاتب سياسي في صحيفة غارديان البريطانية، ومقيم في الولايات المتحدة.

وفي كل مرة، يعبر صحفيون ومحللون سياسيون عن قناعتهم بأن خطأ آخر وكذبة جديدة ستضع حداً لحملة ترامب، وخاصة أنه يحتقر الدستور الأمريكي، وقد أثبت أن جاهل.

فقاعة
ويقول وولف أنه لو تم التعامل بحكمة مع تلك الفقاعة( ترشح ترامب)، عند ظهورها في صيف ٢٠١٥، لكانت قد انفجرت في وقتها، "ولكن على مدار أكثر من عام، وبشكل لا يصدق، وخاصة عبر وسائل الإعلام الأمريكية، وبين أوساط النخب السياسية، تحدى ترامب كل قوانين الجاذبية السياسية. وبدا وكأن كل تصريح جنوني يزيده دعماً، عوضاً عن أن يوقفه. ورغم يقين ساور معظم النخب في أمريكا، بأن ترشحه لا يعدو كونه مزحة، كسب الملياردير، الغريب الأطوار، في الانتخابات التمهيدية".

فشل طال انتظاره
ويشير وولف إلى أنه، وخلال الأسبوع الجاري، حدث ما طال انتظاره. إذ بعد أن شغل الصحافة بأخباره وتصريحاته، وهو يروي كذبة تلو كذبة، بات التبرؤ منه محققاً.

ويبدو أن سلوكه يتطابق مع نظرية تشير إلى أن" ترامب يدمر نفسه بنفسه". وكانت البداية مع المؤتمر الوطني الديموقراطي في كليفلاند، عندما كانت هيلاري كلينتون وترامب متساويين تقريباً، حسب استطلاعات الرأي. ولكن، اليوم، وبعد أسبوعين فقط، تراجعت فرص ترامب بالفوز بأكثر من ١١ نقطة.

تراجع
وكانت بداية تراجع حظوظ ترامب منذ واجهه والدا الكابتن همايون خان، جندي مسلم أمريكي، قتل في حرب العراق، وسأله: "هل قرأت يوماً الدستور الأمريكي؟"، رافعاً بيده نسخة من الدستور.

في تلك اللحظة، ثار ترامب الذي بطبعه لا يحتمل أي نقد، غضباً، ووجه إهانة لوالدة ذلك الجندي الراحل، الحائز على وسام النجمة الذهبية. وقال: "ما الذي يعطيه الحق بأن يقف أمام ملايين الأمريكيين، ويقول لي بأني لم أقرأ قط الدستور؟". أثبت ترامب أنه جاهل فعلاً بدستور وقوانين بلاده.

وما إن أعلن ترشحه للرئاسة الأمريكية، حتى وصف المهاجرين المكسيكيين بأنهم" مغتصبون".

أوكرانيا
وفي اليوم التالي لترشحه، قال ترامب في لقاء مع محطة أي بي سي، أن بوتين "لن يذهب إلى أوكرانيا"، فبدا غير مدرك بن روسيا ضمت قسماً كبيراً من أراضي أوكرانيا.

وهاجم رجال الإطفاء في أمريكا، ملمحاً إلى أنهم يشكلون جزءاً من مؤامرة لمنع الناس من حضور تجمعاته، علماً أن رجال الإطفاء أنفسهم هم الذين أنقذوه، عندما علق داخل مصعد في كولورادو.

هجوم على الجميع
ولم يكتف ترامب بمهاجمة كلينتون وأوباما، واتهامهما بتأسيس داعش، ومن ثم التراجع عما قاله، بل هاجم كل نائب جمهوري لم يصادق على ترشحه، أو انتقد ما قاله، وعلى رأسهم المرشح الرئاسي السابق، ورئيس مجلس النواب، بول ريان، وجون ماكين، الذي اتهمه بالكذب عندما قال أنه كان أسيراً إبان حرب فيتنام. وقال ترامب: "لم يشارك ماكين قط في تلك الحرب".

وفي نهاية المطاف، اتهم ترامب وسائل الإعلام الأمريكية بتفسير كل ما يقوله على نحو خاطئ لكي يهزم في الانتخابات، وتفوز كلينتون.